شارع عبدالعزيز من أشهر المناطق المصرية في وسط القاهرة بحي العتبة ويبدأ الشارع من ميدان العتبة بجوار قسم الموسكي ومبني هيئة البريد والمطافئ وينتهي بمنطقة أرض شريف بجوار قصر عابدين والذي كان في الماضي شارع يمر به الترام ليتحول في نهاية التسعينيات من القرن الماضي ليصبح سوقا تجاريا لبيع الأجهزة الكهربائية من الثلاجات والغسالات ثم تحول تدريجياً لتحتل تجارة المحمول الجزء الأكبر من نشاطه لبيع وشراء واستبدال وصيانة أجهزة المحمول ويقصده المواطنون من مختلف الأقاليم والمحافظات لذلك استغل أصحاب المحلات أهمية الشارع وأجروه بأسعار جنونية تصل إلي 75 ألف جنيه والفاترينة مترين تتراوح أسعارها من 3 إلي 8 آلاف جنيه في الشهر. في البداية يروي عم إبراهيم حنفي سائق بضائع بشارع عبدالعزيز قائلاً: عبدالعزيز في الماضي كان شارعا لسير المارة والسيارات فقط ويمر به الترام مروراً لشارع محمد علي وباب اللوق بخلاف أنه كان يتواجد به أشهر محلات للموبيليا والأثاث ومحلات الأحذية والشنط وسينما أوليمبي إلا أنه مع بداية التسعينيات في القرن الماضي تحول إلي شارع تجاري لتنتشر فيه محلات بيع الأجهزة الكهربائية من غسالات وثلاجات وتليفزيونات وبعدها ب 10 سنوات تحول الشارع إلي سوق لبيع وشراء وتصليح أجهزة المحمول. يلتقط سيد الجزار صاحب فاترينة بشارع عبدالعزيز طرف الحديث قائلاً: ليس شارع عبدالعزيز هو الشارع الوحيد في العتبة الذي يعمل في بيع وتصليح أجهزة المحمول وبيع الاكسسوارات وكروت الشحن ولكن هناك شارعا آخر أصبح من الشوارع المشهورة بنفس النشاط وهو شارع العطار المجاور له والمتفرع من شارع محمد علي والذي كان معروفاً في نهاية التسعينيات بسوق للحوم والخضراوات والفاكهة ومع انتشار حركة بيع الموبايلات تحول نشاط الشارع بالكامل ليصبح مثل شارع عبدالعزيز سوق لتجارة الجملة للمحمول. مجدي حسين شارع عبدالعزيز يعتبر أول شارع بدأت فيه انتشار خطوط المحمول ليتم بيع الخط فيه ب 5 6 آلاف جنيه مسجلا بالسجل التجاري فهو أكبر سوق تجاري للموبايلات والأجهزة الكهربائية يقصده المواطنون من جميع الأقاليم والمحافظات للشراء والتصليح والبيع فهو سوق جملة فمعظم محلات الموبايلات تعمل بالجملة بواسطة الشركات الخاصة بالمحمول ويتم توزيعها علي التجار. يوافقه في الرأي أحمد زاوية سائق بضائع قائلاً: عبدالعزيز كان في السابق قاصراً فقط علي بيع الأجهزة الكهربائية ومع انتشار المحمول في مصر غير كل تجار الشارع النشاط للاستفادة من الاقبال الكبير علي أجهزة الموبايل واكسسواراتها العديدة بجانب تجارة كروت الشحن وهو ما دفع الشركات المصنعة للهواتف مثل التوجه مباشرة إلي تجار شارع عبدالعزيز لاعتمادهم كوكلاء معتمدين لهذه الشركات في السوق وأيضا شركات الاتصالات التي تعتمد علي تجار شارع عبدالعزيز كوكلاء معتمدين لبيع كروت الشحن والتوزيع علي مستوي مصر بالكامل. عم أحمد حمدي بائع جرابات موبايلات اعمل بشارع عبدالعزيز منذ أكثر من 70 عاما فمعظم المحلات التي كانت متواجدة في تلك المنطقة في الماضي هي ملك لأصحابها ونظراً لأنهم كانوا مقتدرين مادياً جعلهم لا يفكرون بتأجير محلاتهم فمن بداية شارع عبدالعزيز إلي محلات بين السورين بالعتبة تمليك إلا أن هناك بعض المحلات كانت تابعة للأوقاف والبعض الآخر كانوا يقومون بتأجير محلاتهم ب 50 قرشا في الشهر. ويلتقط محمد مصباح عامل بأحد محلات الموبايلات طرف الحديث قائلاً: ولكن مع مرور الزمن قام ورثة أصحاب المحلات بتأجيرها ليصل سعر ايجار المحل من 65 ل 75 ألف جنيه في الشهر فشارع عبدالعزيز استغل من قبل أصحاب المحلات استغلالا ماديا نظراً لموقعه المتميز وخاصة بعد تحويله لأكبر سوق متخصص لتجارة المحمول والاكسسوارات ليكون ارتفاع أسعار الايجارات فيه ارتفاع جنوني. صفوت خلف مستأجر فاترينة نظراً لارتفاع سعر إيجارات المحلات أصبح هناك فاترينات يتم تأجيرها من قبل أصحاب المحلات حيث يقومون بتحقيق أقصي استفادة من فترة الإيجار بفرش أكبر قدر من الفاترينات تستغل في عرض أجهزة المحمول واكسسواراتها ليتراوح سعر تأجير الفاترينة الواحدة من 3 آلاف جنيه إلي 8 آلاف جنيه ويتم تحديد سعرها بناء علي المساحة وواجهة الفاترينة ان كان يطل علي شارع جانبي أو شارع عمومي. في حين أكد فتحي محمد أحد التجار أن سوق المحمول بشارع عبدالعزيز تراجع في الآونة الأخيرة فلم يكن كالسابق مؤكداً عودة بعض أصحاب المحلات لتحويل نشاطهم لبيع الأجهزة الكهربائية مع ارتفاع أسعارها وخاصة أنها تعتبر من الأساسيات في حين أن الموبايل يعد من أدوات الرفاهية. ويضيف هشام مصطفي طالب أسعار تصليح الموبايلات في شارع عبدالعزيز اختلفت عن الماضي فأسعارهم مثل أي محل بأي منطقة أخري فكانت الأسعار تصل ل 70 و80 جنيه لتصليح جهاز ولكن حالياً وصلت أسعارها ل 400 و500 جنيه ومعظمها قطع غيار مستعملة وليست أصلية. ويري حازم فريد أعمال حرة سعر وتصليح الجهاز بيتوقف علي حسب اكسسوارات الجهاز وامكانياته فأحد زملائي قام بتصليح التاب الخاص به والمشكلة كانت في البوردا فتم تغييرها ب 400 جنيه والسعر يمكن أن يصل في بعض المحلات يصل إلي 700 و800 جنيه نظراً لوجود ضمان للاكسسوار من التوكيل نفسه. خالد أحمد موظف قمت بتصليح موبايلي بشارع عبدالعزيز ففوجئت أن تصليح الشاشة يكلفني 500 جنيه علي الرغم أن الجهاز أثناء شرائي له كلفني ألف جنيه فالأسعار جنونية سواء في شارع عبدالعزيز أو في أي منطقة أخري. ويلتقط تامر سمير موظف طرف الحديث قائلاً: أسعار الصيانة بتختلف ليس من محل لمحل ولكن علي حسب نوع الجهاز وهناك الكوبي والهاي كوبي لاكسسوارات الجهاز سواء الشاشة أو البوردا فكل جهاز له سعر فأحيانا يتم شراء الجهاز من غير قطع الغيار لعدم توافر الاكسسوارات الخاصة به ولكن يعتبر سوق عبدالعزيز أرخص مقارنة بأسعار التوكيلات. ويوضح محمد عطية مدرس لا أفضل الشراء من سوق عبدالعزيز فمعظم منتجاتها واكسسوارات الموبايلات مقلدة بخلاف ان ما يحدث في أعطال الموبايلات أغلبها تتوقف علي البوردا والشاشة فالشركة هي الضامن الوحيد ولديها التوكيل وقطع غيارات أصلية بالرغم أن سعرها يتضاعف إلا أنها الأفضل والأضمن.