يحرص المصريون وغيرهم علي جميع المستويات علي أن يشتروا احتياجاتهم بأرخص الأسعار ولذلك نجد أسواقا تخصصت في بيع نوعية واحدة من السلع، فالصاغة لبيع الذهب، وشارع عبدالعزيز بالعتبة في وسط القاهرة لبيع الأجهزة الكهربائية وأجهزة المحمول وقد تطور شارع عبدالعزيز تطورا سريعا لم يتوقعه تجار هذا الشارع وقاطنوه فمن شارع هادئ نسبياً سادت فيه تجارة الأثاث إلي شارع مهم لبيع الأجهزة الكهربائية ثم الكمبيوتر والمحمول وأصبح سوقا يعج بالمستهلكين من جميع الطبقات. وكانت النتيجة الطبيعية لهذا الزحام غير المسبوق ارتفاع أسعار إيجار المحال في شارع عبدالعزيز، بل إن المحال المتوسطة المساحة يصل سعرها إلي 5 ملايين من الجنيهات لو أراد تاجر تملكها والإيجار الشهري قفز من جنيهات بسيطة إلي 50 ألف جنيه في الشهر لمحل متوسط المساحة أيضا. ونظراً لأهمية الشارع الاقتصادية زادت فاترينات وزوايا المعارض الموجودة والتي لا تزيد علي أمتار قليلة فسعر المتر تجاوز 4 آلاف جنيه شهريا. ويقول فؤاد صواف مدير معرض بالشارع إن الأجهزة الكهربائية أخذت جزءا أصغر في مساحة الشارع في الوقت الحالي كما أن أجهزة المحمول هي التي اكتسحت الشارع وأصبح التنافس شديدا بين الشركات المتخصصة في الاتصالات. أسباب الإقبال ويري صواف أن الأجهزة الكهربائية بالشارع عليها إقبال شديد لعدة أسباب أولها أنها أرخص من محال أخري في أي مكان بالقاهرة وثانيا لأن المستهلك يستطيع أن يري عددا كبيرا من محال والموديلات والأنواع فالخيارات أمام المشتري تكون كثيرة. ويقول هشام عبدالشافي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة القاهرة أن حالة الرواج في الشارع ترجع لشهرته وموقعه بالعاصمة وأن ارتفاع أسعار الإيجار والبيع يأتي في إطار ظاهرة ارتفاع الأسعار التي طالت كل شيء. وبرر علي موسي رئيس غرفة تجارة القاهرة شهرة شارع عبدالعزيز بكونه قريبا من أكبر مراكز التجارة والباعة الجائلين وقوة تأثير هؤلاء الباعة عليه مشيرا إلي أن نشاط التجارة بالشارع سريع التحول للنشاط الذي يلقي رواجا كبيرا وبالتالي تحول من أثاث إلي أجهزة كهربائية إلي محمول. وأشار موسي إلي أن نجاح الشارع لا يعني تجاهل سلبياته مع ضرورة تفعيل فكر الأسواق المتخصصة وأن ارتفاع أسعار الإيجار والتمليك للمحال بسبب زيادة حركة البيع والشراء وبالتالي تحقيق الأرباح.