حملت العديد من الأسماء ملوك وأمراء ورجال ونساء ومدن واحياء. اذاعت الرسائل العاطفية والاعلانات التجارية والمواد الصحفية والمشادات الكلامية.. ومهدت الطريق للإذاعة المصرية وظهر معظمها بالقاهرةوالإسكندرية وكانت وراء المحطة الأولي قصة غرامية استمرت عشر سنوات من 24 1934 وتحدثت باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والإيطالية. تقول بعض الروايات ان أول محطة انشأها مهندس يوناني شاب "روني" باسم راديو مجازين اجبسيان "المرأة المصرية". أحب فتاة ايطالية "ريتا" وتقدم لها ورفض أهلها واشترطوا لمن يتقدم لها ان يكون رجل أعمال يوفر لها الحياة السعيدة. كان من هواة اللاسلكي انشأ المحطة بمنزله ليتواصل معها واختار لها اسم المجلة التي تحبها اذاع الأغاني العاطفية بالإيطالية ونالت اعجاب المستمعين ونشرت الاعلانات التجارية وتحول صاحبها إلي رجل اعمال وتحقق شرط الزواج وكان ذلك 1934. ومجلة المرأة المصرية اصدرتها الأديبة الصحفية بلسم عبدالملك 1920 1939 بالعربية والفرنسية وكانت من رائدات الحركة النسائية والوطنية وهي من أبنوب أسيوط وتوالت المحطات ظهرت محطة مصر الجديدة "1925" وراديو القاهرة وسابو "أورين" وظهرت محطات تحمل اسم افراد العائلة المالكة: الملك فؤاد والأمير فاروق والأميرة فوزية والأميرة فاطمة ومحطات أخري: مصر الملكية. مصر الحرة. رمسيس صايغ أبوالهول وهبي. وظهرت محطات عديدة في الإسكندرية للجاليات الاجنبية راديو فيولا سرافيين نفرا. فريد. مودرن. كولومبيا وماجيستك ومعظمها متخصص في الأغاني والموسيقي. كما ظهرت هذه المحطات في الأقاليم منها راديو بورسعيد وأمير الصعيد انشأها الهواة والتجار اذاعت الأغاني والأخبار والمقالات والحوادث من الصحف وقدمت المواد الجادة أحيانا. بينما غلب المضمون الترفيهي عليها ونشرت الأحاديث للكتاب منهم حافظ محمود وقدمت البرامج وظهرت علي موجاتها احيانا المشاحنات والمشادات الكلامية. تقدم بعض المواطنين ضدها بالشكاوي واتهموها بافساد الأخلاق وظهرت بها أحيانا بعض المواد التي تدعو للاستقلال والحرية الأمر الذي دعا المعتمد البريطاني بارسال خطاب للحكومة المصرية لاغلاقها "1926". اصدر الملك فؤاد مرسوما مايو 1926 يقضي باصدار تراخيص المحطات الأهلية طبقا للشروط الدولية. من القصائد التي قدمتها "وحقك أنت المني والطلب لأم كلثوم من كلمات الإمام الأكبر الراحل الشيخ عبد الله الشبراوي "1725 1757" وألحان الشيخ أبوالعلا محمد ومن الاغاني الهابطة "بعد العشا يحلي الهزار والفرفشة". بلغ عدد المحطات عند اغلاقها 11 محطة في 29/5/1934. وفي 31/5/1934 الساعة 5.30 مساء الخميس بدأت الإذاعة المصرية ارسالها تحت اسم "الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية" وقد استفادت من خبرات هذه المحطات رغم سلبياتها. تواصلت المحطات الأهلية مع المستمعين من خلال الخطابات والهاتف واذاعت رغباتهم. اذاعت محطة حبشي أغاني فريد الاطرش واسمهان والمنولوجات والاعلانات للفنان الصاعد أنور وجدي وحملت اسم مصر الملكية لصاحبها حبشي أفندي جرجس أسس راديو فؤاد تاجر البيانو عزيز بولس وراديو فاروق تاجر اجهزة الراديو الياس شقال. كانت المحطات الأهلية محدودة الارسال تغطي الحي أو المدينة وقليل منها واسع الارسال كانت تقام في حجرة أو شقة. وكلمة راديو لاتينية اصلها "راديوس" ومعناها نصف القطر تشير إلي الارسال الإذاعي الذي يتم عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية ذات الشكل الدائري. وروي الناقد الفني كمال النجمي 23 1998 بعض نوادر هذه المحطات في كتابه أصوات وألحان عربية كان الفنان الشيخ محمود حبح يقطع أغانيه برسائل للمستمعين قائلاً: "سامعين يا اللي معندكوش ذوق.. سامعين 21 مقام اللي عملتهم من جواب الجواب. وده اسمه جواب الجواب لنغمة الهاف تكاه ياللي مابتفهموش حاجة". وزوي الناقد رجاء النقاش 1934 2008 في كتابه عن نجيب محفوظ عن لقاء الاديب الكبير مع الشيخ حبح واعجابه به وبصوته والحانه وحديثه وموهبته والشيخ الكفيف محمود حبح 1898 1941 مطرب وموسيقي "ملك التواشيح" جمع في موسيقاه بين الألحان العربية والفارسية والتركية توفي وعمره 43 سنة. قال مذيع احدي المحطات "آلو آلو اسمع يا أخينا انت وهو. فيه قنبلة انفجرت حالا في شارع الموسكي وبعد قليل قال إن القنبلة هي الاسعار المذهلة التي تبيع بها محلات الضبع للعب الأطفال. كانت مصادر تمويل هذه المحطات علي الاعلانات والاشتراكات "10 قروش شهريا" واشترك البعض بمبلغ 50 جنيها مقابل إذاعة اغنيتين في أوقات محددة اغنية محمد عبدالوهاب: الجو رايق وأغنية صالح عبدالحي الجو غيم. وعلمت الشرطة بخبر عصابة المخدرات التي لجأت إلي هذه الحيلة وألقت القبض علي أصحاب المحطة وافرجت عنهم بعد ان تأكدت من سلامة نواياهم.