مع استمرار احتفالاتنا خلال الشهر الحالي بالذكري ال 45 لانتصارات حرب اكتوبر المجيدة.. نحن بحاجة لأن نستعيد أمجادها داخل جامعاتنا ليس باستضافة أبطال المعركة وحدهم لنقل تفاصيل المعركة الخالدة وشجاعة قواتنا المسلحة الباسلة بجنودها وضباطها.. بقدر احتياجنا لأن نستمد روحها كدفعة قوية لتطوير كلياتنا لضمان حجز مقعد متقدم في تصنيف أفضل مائة جامعة في العالم. وأعتقد أن الإعلان مستقبلاً عن تفاصيل مسابقة أجمل جامعة متطورة وجاذبة لطلابها خلقت نوعاً من الحراك والتنافس بين الجامعات بعضها البعض. ولكن من المهم ونحن نتسابق أيضاً علي تحقيق الشراكة والتوءمة مع الجامعات العالمية للارتقاء بمستوي كلياتنا أن نهتم بطرح مناهج دولية أمام طلابنا في مختلف كلياتنا وهو ما يحققه بالفعل حالياً الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف الذي نجح في احتلال المركز الأول علي مستوي الجامعات المصرية بتصنيف التايمز. وتوافق فكر رئيس جامعة بني سويف مع تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق الشراكة مع أعظم جامعات العالم لإعداد خريج ليس لسوق العمل المحلي فقط بل يمتد للإقليمي والدولي إنما يحقق لنا مردوداً وقيمة مضافة لاقتصادنا القومي. ولن يتوقف تحقيق التقدم لجامعاتنا في الترتيب بين الجامعات العالمية علي حجم ونسب الدراسات والأبحاث المنشورة بالمجلات الدولية أو الاداء الأكاديمي والسمعة الأكاديمية.. بل إننا بحاجة لدورها في حل مشاكل مجتمعاتها وبحيث تتولي كل جامعة إعداد البحوث العملية والعلمية للتصدي لها وتطبيقها بكل سهولة بأرض الميدان وليس علي الورق فقط. بالفعل نجحت جامعة بني سويف برئاسة د. مصنور حسن في حل مشاكل التلوث الناجم عن أكبر 7 مصانع عملاقة لتصنيع الأسمنت بتقليله واستفادت من مخلفات الأسمنت لاسفلت الطرق.. كما أنها نجحت في التوصل لطرق معالجة المياه الملوثة وتتطلع لطرح أبحاثها المتقدمة بهذا المجال عالمياً. كما أننا بحاجة من جامعاتنا إلي التركيز علي طرح حلول للمشكلات المجتمعية التي يعاني منها المجتمع وبخاصة ظاهرة ارتفاع نسب الطلاق وقد اسعدني قيام كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة بني سويف بالاستجابة لقرار رئيس الجامعة في افتتاح وحدة للاستشارات الأسرية لتوعية المقبلين علي الزواج سواء بالتردد علي الوحدة ومكاتبها أو الاتصال تليفونياً لمن يعانون من مشكلات في بداية حياتهم الزوجية. بالتأكيد الاسراع في إنشاء وحدات ذات طابع خاص بجامعاتنا وإعداد برامج متميزة لخدمة البيئة المحيطة بما يسهم مساهمة فعالة في ضرب عصفورين بحجر كما يحلو للبعض أن يطلقوا ذلك.. حيث يتم التغلب علي المشكلات والكوارث التي تواجهنا من فترة لأخري بعقول وسواعد علمائنا من أعضاء هيئة التدريس وفكر باحثينا وطلابنا ومن ناحية أخري يتم تسجيل نقاط إضافية في تقييم جامعاتنا بالتصنيفات العالمية. وتظل تجربة الاهتمام بالتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية كأساس لتحقيق النهضة الصناعية مسألة في غاية الأهمية لذلك لمست في متابعتي لإصدارات الأبحاث الجامعية التقدم الملحوظ للكليات العملية بجامعة بني سويف لحل المشاكل الصناعية بالعديد من الهيئات والمصانع الانتاجية واعداد الخريج المؤهل للالتحاق بالشركات والمصانع الالكترونية.. ويتركز فكر ومطالب قيادة الجامعة في هذا الصدد لأن تتحول المحافظة إلي عاصمة صناعية. بالفعل تقدم جامعاتنا في التصنيف العالمي مرهون باستعادة روح وأمجاد أكتوبر داخل معاملنا وقدرات طلابنا علي التفاعل مع المناهج والبرامج الدولية التي يتم طرحها في العديد من كلياتنا.