بعد ثلاث حروب متتالية بين مصر والعرب والكيان الإسرائيلي أسفرت عن احتلال شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.. قامت القوات المسلحة المصرية بالتنسيق مع القوات السورية بشن هجوم عسكري متزامن علي ذلك الكيان يوم السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان عام 1973 أسفر عن عبور القوات المصرية لمانع قناة السويس الصعب واجتياح خط بارليف المنيع واقتحام كافة النقاط الحصينة للعدو المتغطرس والتوغل لعمق 20 كم داخل سيناء.. بينما استطاعت القوات السورية الدخول إلي عمق هضبة الجولان وصولا إلي بحيرة طبرية. بعد فترة من سير المعارك ناشدت رئيسة وزراء إسرائيل العالم بأن دولتها في طريقها إلي الزوال وبعد قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بالدعم المستمر للقوات الإسرائيلية المهزومة قبلت مصر وقف اطلاق النار.. وتم فك الاشتباك بين القوات علي الأرض مع الاحتفاظ بما تحقق من نصر إلي ان تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية تم بمقتضاها استرداد كامل التراب المصري من أرض سيناء. كان من أهم ملامح الحرب التي نحتفل اليوم بذكراها الخامسة والأربعين أن الجيش المصري نفذ أكبر خطة خداع استراتيجي في التاريخ كما استطاع ان ينفذ حرباً نادرة للاسلحة المشتركة مازال تكتيكها يدرس في اعرق المعاهد العسكرية في العالم كما ضرب مثلا في ان القوي البشرية والروح المعنوية لهما مفعول السحر في تحقيق النصر حتي ولو كان العدو متفوقاً في نوعية وطبيعة السلاح. إذا كانت التحية واجبة اليوم فهي للرئيس الراحل أنور السادات الذي نجح في اعداد الدولة للحرب واتخاذه القرار المناسب في التوقيت المناسب ولأرواح شهداء القوات المسلحة ومصابي العمليات الذين اجادوا التنفيذ وبفضلهم تحطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر والشكر موصول للشعب المصري العظيم الذي تحمل تبعات الحرب وآثارها. ومنذ تلك الحرب إلي الآن أصبح راسخاً لدي الجميع أنه أصبح لمصر العروبة درع يحمي وسيف يقطع يد كل معتد أثيم.