مع دخول الشتاء ورغم تحذيرات وزارة الصحة المتتالية من خطورة استخدام حقنة "السنتراكسون" ضربت معظم صيدليات مصر بالتحذيرات عرض الحائط. واعتبروها الحل السحري لبرد الشتاء لزيادة ارباحهم علي حساب صحة المواطنين الذين تسابقوا لصرفها قبل نفاد كمياتها في اكتوبر كما يحدث كل عام مما تسبب في سقوط عشرات الضحايا ما بين موت وشلل في عضلة القلب وتدمير للكلي والاوعية الدموية. يقول مصطفي ابراهيم - محام - رغم تخذيرات الصحة تزداد حقنة البرد انتشارا في فصل الشتاء حيث تقوم معظم الصيدليات بإعطائها للمرضي سواء كانت في مناطق شعبية او راقية كمصل ضد البرد في فصل الشتاء ولعدم الذهاب للطبيب ودفع الفيزيتا الباهظة. يضيف علاء اسماعيل - اعمال حرة - للاسف تحولت الصيدليات لباب خلفي وسوق موازي للأطباء فالمواطن يدفع ثمن الكشف والدواء ويكتفي بحقنة البرد دون النظر لخطورتها علي مرضي القلب والسكر مطالبا بتشديد الرقابة علي الصيدليات ومنعها من صرف الادوية بدون روشتة كما يحدث في معظم الدول العربية كالسعودية والامارات. ويشير اسلام محمود موظف إلي أنه قام بشراء حقنة البرد من إحدي الصيدليات من وسط البلد والصيدلي اخبره انها عبارة عن مضاد حيوي.. يسمي "سيفتر ايكسون" وكورتيزون ومسكن وثمنها 35 جنيها وتم اخذ حقنة كل 24 ساعة واعطائي جرعتين وفوجئت بعدها بتحذيرات علي مواقع التواصل الاجتماعي بعدم استعمالها لخطورتها علي الصحة العامة تماما. يقول محمد عبدربه - بالمعاش - النشرة الداخلية لحقنة البرد تحتوي علي آثار جانبية خطيرة لا يعرفها المرضي منها التهاب الاوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والطفح الجلدي ومشاكل الكلي ايضا يوجد بالنشرة تحذير بضرورة استشارة طبيب قبل اخذها ورغم ذلك فإن معظم الصيدليات تقوم بصرفها دون روشتة. يطالب محمود عبدالسلام - موظف بتشديد الرقابة علي الصيدليات والقائمين عليها مع ضرورة تغليظ العقوبة علي المخالفين خاصة ان المواطن في النهاية هو الذي سيدفع الثمن وهناك الكثير من الحالات تعرضت للموت بسبب حقن البرد التي تحتوي علي مضادات حيوية وكورتيزون بنسبة عالية تكون نتيجتها السكتة القلبية المفاجئة. ويروي محمد عبدالله - اعمال حرة عن رحلته مع حقنة "سيفتر ايكسون" القاتلة عند اصابته بالتهاب بسيط في الحلق قائلا كدت اموت .. تسبب العلاج الذي اخذته بناءً علي نصيحة من احد العاملين بصيدلية في منطقة شبرا الخيمة حيث شعرت وبعد اخذ الحقنة بنصف ساعة بدوار شديد وسقطت علي الارض مغشيا عليّ وتم نقلي لاحد المستشفيات خلال تلك الفترة عانيت من ضيق شديد في التنفس وكتبت لي النجاة. تلتقط طرف الحديث سميرة محمد ربة منزل اصيبت بنزلة برد شديدة ونصحني احد الجيران بالذهاب لإحدي الصيدليات حيث يتم اعطائي حقنة ستقضي علي البرد خلال 24 ساعة وبالفعل توجهت للصيدلية لاحكي له ما اعانيه فقام بتجهيز حقنة مكونة من 3 أمبولات بدون كشف وبعد ربع ساعة اصبت بحساسية شديدة وتدهورت حالتي بشكل سريع مما استدعي نقلي لاحد المستشفيات وبعد الكشف والعلاج اكد الاطباء ان سبب الهبوط الحاد في الدورة الدموية الحقنة التي تناولتها وبعدها بقليل فوجئت بعشرات الشكاوي وانها تسببت في الوفاة. وبمواجهة س - ع صيدلي اكد ان معظم الصيدليات لا تجري اختبار الحساسية ولم تعد مكاناً مؤهلاً للتعامل مع مضاعفات المرضي لذلك افضل ان تقوم المستشفيات بحقن المرضي. وهو ما لا يحدث علي ارض الواقع بسبب تعقيد المستشفيات والعيادات واضرار الصيادلة وممارسة هذه المهنة تخفيفا عن المرضي ولكن في النهاية يتم وضعهم في دائرة الاتهام مطالبا وزارة الصحة بتحليل المادة الفعالةلعقار "سيفتر ايكسون" للتأكد من عدم وجود مشكلات بها الا انها قد تكون مغشوشة او منتهية الصلاحية متهما الشركات الموردة للصيدليات بأنها هي السبب وراء كثرة الشكاوي من تلك الحقنة وتحذيرات وزارة الصحة الممتدة منذ 3 اشهر تقريبا للمواطنين من استخدامها. وتشير الدكتورة نهي ابوالوفا استشاري الاطفال بمستشفي القصر العيني ان حقن "سيفتر ايكسون" كنا نستخدمها مع كل المرضي دون وقوع اضرار بسببها ولكن مؤخرا تسببت في تعرض متعاطيها لحساسية شديدة واختناق للاطفال لذلك لابد من اختبار المادة الفعالة الموجودة في السوق حاليا لتحليلها. ومن جانبه حذر الدكتور محي عبيد تقيب الصيادلة من خطورة اعطاء المضادات الحيوية دون اجراء اختبار ومنها حقن سيفتر ايكسون والتي كثرت الشكاوي منها مؤخرا مضيفا ان الجميع يتهم الصيادلة بالاهمال وعدم التصريح لهم باعطاء الحقن في الصيدليات ولم يلتفت احد الي امكانية وجود خطأ في تركيبة الدواء نفسه مناشدا جميع الصيادلة بالتوقف عن تقديم خدمة الحقن في الصيدليات رغم اضرارها لتخفيف العبء عن المرضي. اما محمود فؤاد مدير مركز الحق في الدواء فقد حذر من خطورة استخدام حقن سيفتر ايكسون في حالات البرد لانها تشكل خطرا قد يصل الي حد الوفاة خاصة مع ان تداول الحقن يتم في اماكن غير مصرح بها ويتم اعطاؤها للمريض دون عمل اختبار حساسية او معرفة تاريخه المرضي وهي تسبب طفحاً جلديا وتؤثر علي الكلي وقد يصل تأثيرها للوفاة.