البدانة المفرطة.. فقر الدم أو انيميا نقص الحديد.. عدم القدرة علي التركيز وضعف التحصيل الدراسي وتدني المستوي.. ضعف المناعة الطبيعية وعدم قدرة الجسم علي مقاومة الأمراض.. هذا بعض حصاد سوء التغذية الذي يتعرض له قطاع كبير من الأطفال والطلاب خلال العام الدراسي. وسوء التغذية لا يعني فقط قلة ما نتناوله من طعام.. وانما يعني كذلك افتقار ما نتناوله من طعام لبعض العناصر الغذائية الأساسية وعلي رأسها الفيتامينات والألياف الطبيعية والمعادن بالاضافة إلي العناصر الغذائية الأخري. تقول الدكتورة لمياء لطفي.. أستاذ التغذية وعلوم الطعام المساعد بجامعة كفر الشيخ: مع بداية العام الدراسي وخلاله تتكرر مشكلة تغذية الأبناء.. فبعضهم يرفض تناول وجبة الافطار قبل الذهاب إلي المدرسة.. ويبقي بلا طعام حتي موعد الفسحة في منتصف اليوم الدراسي.. وهذا يعرضهم.. مع الاستمرار لفترة طويلة.. لمشكلات صحية تؤثر علي قدراتهم علي التحصيل والتركيز والاستيعاب.. فالطالب بطبيعته يبذل جهداً كبيراً.. ويستهلك الكثير من الطاقة دون ان يتوفر له مصدر لهذه الطاقة نتيجة عدم تناوله لأي طعام فيعاني من الخمول الذهني وعدم القدرة علي التركيز والشعور السريع بالتعب.. وقد يصاب بعض الطلاب بالدوار أو نوبات الاغماء الخفيفة أثناء طابور الصباح أو في حصص الأنشطة.. وقد يعاني بعضهم من الانيميا. ومن المهم تعليم الطفل في المدرسة القواعد الأساسية للتغذية السليمة بطريقة بسيطة ومسلية. وتصميم لوحات إرشادية في المدارس وداخل الفصول توضح أهمية تناول الإفطار بالمنزل. ويجب أن تحرص الأم علي احتواء وجبة الطفل بالمدرسة علي أحد مشتقات الألبان كالجبن أو الزبادي.. وثمرة فاكهة كمصدر للطاقة والفيتامينات لتعويض الطاقة المبذولة والنشاط العالي في المدرسة.. ويراعي في ذلك تنويع الأطعمة المقدمة للطفل حتي لا يشعر بالملل. مع مراعاة الظروف المناخية. فالأطعمة الباردة تكون مفضلة في فترة الصيف والساخنة تكون مفضلة في الشتاء. تضيف الدكتورة لمياء لطفي: من المهم ان ندرك ان معدة الطفل في بداية حياته المدرسية تكون صغيرة بحيث لا يستطيع تناول قدر كبير من الطعام في مرة واحدة.. فهو يحتاج إلي تناول وجبات خفيفة "بينية" لسد احتياجاته من المغذيات المختلفة.. مع البعد عن الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة مثل المشروبات الغازية والبطاطس المقلية والحلويات بأنواعها والتي تتسبب في قلة إقبال الأطفال علي تناول الطعام في الوجبات الرئيسية التي تحتوي عادة علي أطعمة ذات قيمة غذائية عالية وضرورية لبناء أجسامهم بناءً سليماً. ومن المعلوم أن فقدان الشهية لدي الأطفال ينبع من نقص في الفيتامينات والمعادن المتوفرة بكثرة في الخضراوات والفاكهة الطازجة. ووجبة الطفل خلال اليوم المدرسي يجب ان تحتوي علي كل ما يحتاجه جسمه من طاقة وبروتينات وفيتامينات. فمثلاً الخبز أو البسكويت المالح يمد الطفل بالنشويات والألياف والألبان ومنتجاتها مثل الجبن تمده بالبروتينات. والمربي أو العسل تمده بالسكريات,وثمرة خضار كالطماطم أوالخيار أو الجزر أو الخس وثمرة فاكهة مثل الجوافة أو البرتقال أو التفّاح أو الكمثري والموز تمده باحتياجاته من الفيتامينات والمعادن والألياف الطبيعية. وبالنسبة للأطفال الذين يذهبون إلي المدرسة لأول مرة.. نلاحظ تعرضهم للاصابة بالامراض المعدية بشكل متكرر.. وهذا شيء طبيعي ومتوقع وذلك لعدم تعرضهم للفيروسات والميكروبات الموجودة في المجتمع المحيط من قبل.. وتقوية الجهاز المناعي لأطفالنا في المدرسة.. تكون من خلال الأطعمة المناسبة بتقديم الخضراوات والفاكهة في طعام الطفل حيث تحتوي علي نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن اللازمة لتكوين المناعة الطبيعية. وفي المقابل يجب أن نبعد أطفالنا عن تناول المواد الدهنية.. العدو الأول للمناعة. فمثلاً ارتفاع نسبة الكوليسترول يعمل علي إضعاف جهاز المناعة. وعلي ذلك فإن الإقلال من المواد الدهنية والإكثار من الخضراوات والفاكهة التي تحتوي علي الفيتامينات والأملاح المعدنية يوفر ظروفاً مناسبة لأداء الجهاز المناعي لدوره بكفاءة عالية. ومن أشهر الفاكهة التي ينصح بتكرار تناولها في فترة المدرسة لتقليل الإصابة بعدوي الأمراض المختلفة ورفع كفاءة الجهاز المناعي للطفل. التوت كمضاد للفيروسات وغني بفيتامين سي والألياف. كما ينصح بتناول التفاح. الأناناس. البرقوق.العنب الأحمر البصل. الثوم. الخس والعسل الأبيض لما لهم من خاصية مقاومة للبكتريا والالتهابات ومضادات قوية للفيروسات فالثوم تحديداً بما يحتويه من مضادات الأكسدة والمركبات الكبريتية التي تخفض من نسبة الدهون والسكر في الدم كما أنه مصدر لفيتامين بي والماغنسيوم ويحتوي علي مضادات حيوية طبيعية تساعد علي قتل الميكروبات. وتبقي حقيقة أخيرة.. تقول الدكتورة لمياء لطفي: يجب عدم الاعتماد في تغذية الطفل علي اختياراته من المقصف المدرسي.. فأغلب الأطعمة في المقاصف المدرسية تكون غير صحية.. كرقائق البطاطا المقلية او "الشيبس" والمياه الغازية والمعجانات المغلفة التي تحتوي علي كميات كبيرة من الزيوت والنشويات ولا تحتوي علي العناصر الغذائية المهمة الأخري.. بالإضافة إلي المعلبات ذات المحتوي المرتفع والضار جداً من مكسبات الطعم واللون والنكهة. طفل "السكري".. ومخاوف الغيبوبة المدرسية شاءت عناية الله ان يصاب طفلي الأول بمرض السكري.. وبعد رحلة تشخيص شاقة أصبح الآن يخضع للعلاج بحقن الانسولين وبرنامج غذائي صارم.. المشكلة هي ان طفلي يستعد بعد أيام لدخول المدرسة لأول مرة في حياته.. واخشي عليه من الغيبوبة السكرية أثناء اليوم الدراسي ومن المشاكل الصحية الأخري.. ماذا أفعل؟ "كاميليا ص.ع البحيرة" علي الرغم من ان اصابة الأطفال بالسكري ليست شائعة في مجتمعنا.. إلا انها تحتاج إلي عناية خاصة خلال العام الدراسي خصوصاً بالنسبة للطفل الذي يذهب إلي المدرسة لأول مرة.. وسكري الأطفال هو سكري النوع الأول الذي يعتمد في علاجه علي الحقن اليومي بهرمون الانسولين.. وتظهر الاصابة به نتيجة خلل مناعي يصيب الخلايا المفرزة للانسولين في غدة البنكرياس بالتلف فتتوقف عن انتاج الهرمون.. بهذه الكلمات يبدأ الدكتور حسني الفيومي.. استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد ومدير عام إدارة الوحدات العلاجية والمراكز الطبية في جامعة المنوفية اجابته عن تساؤلات صاحبة الرسالة. يضيف: من المهم في البداية مناقشة كل تفاصيل الحياة المدرسية وتأثيرها علي البرنامج العلاجي للطفل الذي يعاني من السكري.. مع طبيبه المعالج.. فالعادات اليومية للطفل تتغير كثيرا خلال الدراسة فيصحو مبكرا ويقضي عدة ساعات في المدرسة.. لذلك من المهم تعديل أو ضبط مواعيد حقن الانسولين وتعديل نظامه الغذائي بما يحفظه من احتمالات التعرض لغيبوبة نقص السكر خلال اليوم الدراسي. ومن المهم ايضا ان تحتوي حقيبة الطفل علي مادة سكرية سهلة الامتصاص لمواجهة احتمال تعرضه لبدايات غيبوبة نقص السكر.. ولكن الأهم من كل ذلك هو اللقاء مع مدير أو مديرة المدرسة ومع مدرسة الفصل ومع مدرس الانشطة ومع الممرضة المقيمة بالمدرسة.. لتعريفهم بحالة الطفل واحتياجاته العلاجية. ويجب الاتفاق مع المسئولين بالمدرسة علي طرق التصرف في الحالات الطارئة وترك أرقام هواتف الاتصال بالأم أو الأب في حال تعرض الطفل لأي أزمة طارئة.. مع تكرار اللقاءات لمتابعة حالة الطفل والاطمئنان علي سلامته خلال اليوم الدراسي. وبشكل عام فإن الطفل المصاب بالسكري يحتاج إلي الكثير من الدعم النفسي سواء من الأسرة أو من المدرسة.. فهو أصغر من ان يستوعب اسباب اختلافه عن الاخرين واسباب تعرضه لمتاعب الحقن اليومي بالانسولين.. وهو كثيراً ما يتبرم من قائمة الممنوعات الطويلة ومن الاشياء التي نطالبه بالالتزام بها في حياته ومن الفحوص الدورية التي يتعرض لها من وقت إلي آخر.. ومن حقه علينا ان نقدم له هذا الدعم النفسي وان نتفهم أسباب تمرده وتبرمه. أطفال "الربو" في ملعب المدرسة سعال جاف خشن مؤلم. أزيز وضيق تنفس يقترب أحيانا من الاختناق. ويقود إلي أقسام الطوارئ في المستشفيات.. من هنا تبدأ رحلة المعاناة والخوف في حياة مئات الأسر. وبالتحديد عندما يعلن الطبيب إصابة طفل صغير بالحساسية الصدرية أو الربو. فالحساسية الصدرية مرض سييء السمعة. يرتبط في الأذهان بالنوبات الخانقة والرحلات المكوكية إلي عيادات الأطباء والمتاعب التي تستمر سنوات وسنوات. تشير الاحصاءات إلي أن حوالي 10 بالمائة من الأطفال من الجنسين في العالم يعانون من الربو. وهو يشكل أحد أهم أسباب تغيب الأطفال عن المدارس ومن ثم تدني التحصيل الدراسي. يقول الدكتور رمضان بكر.. أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية بكلية طب جامعة المنوفية: القاعدة الذهبية في التعامل من الربو هي الوقاية من مثيرات التحسس كدخان السجائر والروائح النفاذة وتجنب الرطوبة وأن تكون غرفة الطفل المريض خالية من السجاد والموكيت وتدخلها أشعة الشمس وجيدة التهوية. ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أولياء الأمور عند اكتشاف إصابة الطفل بالربو حرمانه بشكل شبه كامل من ممارسة أي نشاط رياضي خلال العام الدراسي وهو ما يؤثر علي الحالة النفسية للطفل وربما يفاقم حالته.. ولهؤلاء نؤكد أن التزام الطفل بالبرنامج العلاجي وبالإرشادات الطبية يجعله قادرا علي الحياة بشكل طبيعي تماما وممارسة الأنشطة الرياضية مع زملائه في المدرسة.