أكد أيبيك عارف عثمانوف سفير أوزبكستان بالقاهرة أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لطشقند التي بدأت أمس والتي يجري خلالها مباحثات مهمة مع الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف.. معرفا عن تطلع بلاده إلي هذه الزيارة التي تعد الاولي لرئيس مصري بعد زيارة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلي أوزبكستان في الخمسينيات من القرن الماضي. قال في تصريحات صحفية أمس إن المباحثات ستتناول سبل تعزيز العلاقات بين مصروأوزبكستان وتحديد الاتجاهات الرئيسية للتعاون الثنائي في المستقبل فضلا عن تبادل الآراء حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. مشيرا إلي أن الرئيسين السيسي وميرضيائيف سوف يشاركان في مراسم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والسياسة والعلوم والتعليم والثقافة والسياحة والرياضة والشباب. أضاف أن هذه الاتفاقيات سوف تفتح آفاقا جديدة للتعاون المثمر بين الدولتين ومن المقرر أن يصدر بيان مشترك للرئيسين بعد لقاء القمة. الذي سوف يعكس سعي كلا البلدين إلي تعزيز التعاون المتعدد الجوانب والعلاقات الودية بين الجانبين. تابع قائلا إنه من المقرر عقد منتدي للأعمال خلال زيارة الرئيس السيسي. يشارك فيه ممثلون لكبري الشركات والمؤسسات الإنتاجية في كلا البلدين لمناقشة مناخ وفرص الاستثمار المتاح في كل من اوزبكستان ومصر واقامة مشروعات جديدة مشتركة وتنشيط التعاون في مجالات السياحة والصيدلة والصحة والنقل والزراعة مؤكدا أن البلدين يوليان اهتماما بزيادة التبادل التجاري الذي لا يرقي مستوي طموحاتهما في ظل القدرات والامكانيات المتاحة لديهما. قال عثمانوف إن وفدا اقتصاديا كبيرا برئاسة وزير التجارة الخارجية الأوزبكي جمشيد خوجاييف زار مصر الشهر الماضي لبحث سبل دعم التعاون بين البلدين وجذب الاستثمارات في المستقبل أضاف أن الوفد الاوزبكي اجري مباحثات مع الدكتور محمد سعيد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي والدكتورة سحر نصر وزير الاستثمار والتعاون الدولي والدكتور هشام عرفات وزير النقل والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة والدكتور محمد معيط وزير المالية والدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والدكتورة هالة زايد وزير الصحة والسكان والدكتور أشرف صبحي وزير الشاب والرياضة والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة. أوضح أن هذه المباحثات تناولت بصورة مفصلة عدة قضايا من بينها عقد الدورة السابعة للجنة المصرية الاوزبكية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني ودعم الاستثمارات المشتركة فضلا عن عقد منتدي للأعمال علي هامش اللجنة المشتركة. ذكر تقرير لسفارة أوزبكستان في القاهرة أمس أن العلاقات المصرية الأوزبكية تشهد دفعة قوية بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس للعاصمة الاوزبكية طشقند في أول زيارة لرئيس مصري منذ زيارة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلي اوزبكستان في الخمسينيات من القرن الماضي. ذكر التقرير أن هذه الزيارة تأتي بعد زيارتين للرئيس الأسبق إسلام كريموف في ديسمبر عام 1992 وفي أبريل عام 2007 وتم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات منها اتفاقية تأسيس العلاقات والتعاون بين مصر واوزبكستان واتفاقية التعاون الاقتصادي والعلمي والفني واتفاقية النقل الجوي واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات وغيرها. أضاف أن المباحثات التي اجراها الرئيس الأوزبكي اسلام كريموف بالقاهرة في التسعينيات من القرن الماضي تناولت علاقات التعاون بين البلدين في جميع المجالات وسبل تطويرها. فضلا عن مناقشة القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث أكد الطرفان علي دعمهما للجهود الرامية إلي تجنب صدام الحضارات والثقافات وأعربا عن أهمية الاحترام المتبادل للأديان والخصوصيات الثقافية لكافة الاطراف. كما ابدي الطرفان استعدادهما للتعاون الوثيق في اطار منظمتي الاممالمتحدة والتعاون الاسلامي لتنسيق الجهود والمواقف وأفاد بأنه تم تشكيل اللجنة الاوزبكية المصرية المشتركة برئاسة وزيري الاقتصاد في كلا البلدين التي عقدت أول دورة لها في طشقند في يونيو عام 1996 وتم تنظيم معرض للمنتجات المصرية بطشقند شاركت فيه 62 شركة مصرية مشيرا إلي عقد الدورة السادسة للجنة المشتركة في 4 و5 عام 2009 بالقاهرة والتي شهدت التوقيع علي مذكرات للتفاهم بشأن التعاون في مجالات الثقافة والصحة والصيدلة بالقاهرة والتي شهدت التوقيع علي مذكرات للتفاهم بشأن التعاون في مجالات الثقافة والصحة والصيدلة والاتصالات والدراسات الزراعية وخاصة في مجال اكتشاف انواع جديدة من القطن. وعن الثقافة أشار التقرير إلي مشاركة مصر بشكل دائم في مهرجان "أنغام الشرق" الدولي للموسيقي الشرقية الذي يقام كل عامين بمدينة سمرقند. مضيفا أنه تمت اعادة تأسيس جمعية الصداقة المصرية الاوزبكية برئاسة الدكتور مجدي زعبل في عام 2014 وتشكيل جمعية مماثلة في مدينة الاسكندرية وأفاد بأن العلاقات بين مصر وأوزبكستان لها جذور تاريخية عميقة حيث كان طريق الحرير العظيم يعبر المدن القديمة والمشهورة في اوزبكستان مثل بخاري وسمرقند وفرغانة وطشقند وخيوه ويربط أقصي الشرق بالغرب والبحر المتوسط.. مؤكدا أن هذا الطريق كان شريانا رئيسيا ليس فقط لتطوير التجارة بين القارات والمناطق المختلفة بل لتبادل الثقافات والافكار والفنون والحرف الشعبية وتداخل العادات والتقاليد ايضا. كما ساهم انتشار الدين الإسلامي الحنيف والثقافة الاسلامية في تعزيز العلاقات بين البلدان حيث سافر إلي مصر من أوزبكستان التي كانت مشهورة آنذاك باسم منطقة ما وراء النهر عدد كبير من سكانها من بينهم احمد بن طولون وابنه خمارويه وحفيدته قطر الندي من مدينة بخاري ومحمد بن طغج الإخشيدة المؤسس الاول للدولة الإخشيدية في مصر وكافور وغيرهم من ممثلي الدولة الإخشيدية والسلطان المملوكي سيف الدين قطز والسلطان أيبيك والأمير أوزبك اليوسفي من منطقة ما وراء النهر.