لم يتوقف سرطان المقاهي عن الانتشار في الاحياء الشعبية فقط. بل امتد إلي الأحياء الراقية بمسمي جديد "كافيه" لكن يحمل كل مشاكل "القهوة البلدي". فالمشاجرات يومية. والضوضاء والأدخنة اضطرت بعض السكان إلي ترك شققهم. بعد أن تخلت الأجهزة والأحياء عن دورها في المتابعة. وأهدرت حق المواطنين في سكن آمن وصحي. وتركت الحرية لأصحاب الكافيهات في عمل المخالفات دون الخوف من أي عقوبة. يقول علي عوض موظف مقيم بمدينة نصر إن الكافيهات تحولت لسرطان ينتشر في جميع أنحاء المجتمع. حيث احتلت الشوارع والأرصفة بل ومداخل العمارات وتعمل طوال اليوم وتسبب ازعاجاً كبيراً ومضايقات للسكان بالإضافة إلي التلوث السمعي والبيئي من دخان الشيشة. ويضيف معتز أحمد موظف نعاني الأمرين من أحد الكافيهات أسفل العقار الذي أقطن فيه رغم أنني اسكن في الدور السادس إلا أنني وزوجتي لا نستطيع النوم بسبب سماعات ال "دي جي" العالي جداً وسماع ألفاظ نابية شبه يومية. ويشير محمد عبده بالمعاش إلي أن المقاهي حولت حياة السكان إلي جحيم لا يطاق فمعظمها يعمل 24 ساعة وتنتشر الكراسي والترابيزات في جميع أنحاء الشارع وهذا يمثل اعتداء علي نهر الطريق والتعدي علي حرمة السكان والمنازل والمحال المجاورة بالإضافة إلي أنها تعطل حركة السير والمواصلات مطالبا بضرورة تقنين أوضاع المقاهي وضرورة وضع أوقات محددة للفتح والغلق. متهماً الأحياء بأنهم المسئولون عن انتشار تلك الظاهرة الخطيرة بسبب تواطئهم مع أصحاب المقاهي علي حساب صحة المواطن. ويري عصام السيد موظف انه من المفترض أن هناك شروطاً بيئية يجب علي صاحب المقهي عملها. منها تخصيص جزء معين لتدخين الشيشة ووجود ستائر هوائية علي الشبابيك والنوافذ.. ووجود مدخنة حتي لا يؤثر دخان الشيشة علي المناطق السكنية المحيطة ولكن هذا الأمر لا يطبق علي أغلب المقاهي.. الأمر الذي يسبب ضرراً كبيراً للجيران التي تقطن بمحيط تلك المقاهي خاصة السيدات الحوامل والأطفال والمرضي بالقلب. يوافقه الرأي هاني جمعة من سكان النزهة قائلاً: إن الأخطر من ذلك تعرض بناتنا لمعاكسات شبه يومية خاصة أن معظمهم من المراهقين لدرجة أنني فكرت في ترك شقتي بسبب المقهي أسفل العمارة خوفاً علي بناتي الثلاث. متسائلاً أين دور الأجهزة الرقابية والشرطة من تلك المخالفات؟! ولماذا لا يتم اغلاق المقاهي غير المرخصة؟. ويشير عزت حسن من عمارات العبور إلي وجود مقهي أسفل العمارة يعمل طوال اليوم ويسبب ازعاجاً كبيراً للسكان بسبب السماعات والضوضاء. فضلاً عن معاكسة الفتيات وتعاطي المواد المخدرة فبعض المقاهي تعمل "دواليب" لبيع المخدرات ومعظم زبائنها من الشباب من سن 15 إلي 20 سنة. مطالباً بضرورة تفعيل القانون وازالة اشغالات المقاهي ووضع ضوابط للفتح والغلق لأنها احتلت الشوارع والأرصفة وأسفل العمارات كل ذلك والأحياء "ودن من طين وأخري من عجين". ويتساءل عيسي الأحمدي بالمعاش أين حق المواطن. فأنا اسكن في الدور الخامس ويقع أسفل العمارة مقهي يعمل طوال اليوم والشيشة تؤثر علي صحتي. حيث أعاني من مرض الربو وتقدمت بشكاوي عديدة إلي الحي ولكن لا حياة لمن تنادي وكأننا مواطنون درجة ثالثة. في حين أكدت عزة يحيي موظفة من سكان الشيخ زايد أن وجود الكافيهات أسفل العمارات وأمامها يؤدي إلي وقوع مشاجرات بين الشباب كما احتلت وسط الحدائق المواجهة للمنازل في الشيخ زايد وتسبب ضيقاً شديداً للسكان خاصة للنساء والفتيات بسبب تعرضهن لمضايقات من رواد المقهي.. ويتم وضع كراسي وشيشة بالرغم من أن ترخيصه عصير بارد فقط. مطالبة بضرورة تقنين أوضاع الكافيهات واعطاء تراخيص للمناسب منها فقط بشرط أن يكون المكان مناسباً ولا يسبب ضرراً للغير. فعدد المقاهي أكثر من عدد المساجد والكنائس ولا يوجد وقت محدد للفتح والغلق بل حسب مزاجهم دون حسيب أو رقيب. وتطالب هناء عبده المسئولين بضرورة الضرب بيد من حديد علي أصحاب الكافيهات الذين احتلوا الشارع وأصبح ملكاً لهم دون حسيب أو رقيب. من ناحيته يري محمد عيسي محام أنه لابد من تعديل القانون الخاص بالمقاهي فعند غلق مقهي مخالف وتشميعه يقوم صاحبه بفض الشمع ودفع غرامة قيمتها 50 جنيهاً فقط وهي لا تمثل له مشكلة لأن إيراد المقهي في اليوم الواحد لا يقل عن 1000 جنيه لذلك يجب تغليظ العقوبة حتي تصل إلي الحبس من أجل تصحيح الأوضاع يتابع تقنين أوضاع المقاهي وتحديد مواعيد لساعات العمل ومراقبة ايراداتها لسد الضرائب.