تطوير الطرق ورفع كفاءتها من الملفات الهامة التي حظيت باهتمام كبير من الحكومة بعد تولي الرئيس السيسي الرئاسة في 2014م فتم الانتهاء من تطوير ورصف نحو 6 آلاف كم من الطرق مما يجعلها شرايين جديدة تفتح الطريق أمام تدفق الاستثمارات وانشاء مصانع جديدة تدفع عجلة التنمية وتوفر فرص عمل. السؤال الذي يردده البعض لماذا يتم انفاق المليارات علي الطرق والأفضل انشاء مصانع أولاً لتشغيل العاطلين. ويهدف البعض منه إلي "دس السم في العسل" والتشكيك في الجهود التي تقوم بها الدولة.. تجيب عنه "الجمهورية" في سطور التحقيق التالي من خلال الخبراء الذين اكدوا علي أن انشاء شبكة طرق جيدة هو الطريق لتحقيق التقدم المنشود. يقول الدكتور مختار الشريف استاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة إن الطرق هي الركيزة الاساسية لتقدم الدول فتاريخياً حققت الولاياتالمتحدة التقدم الاقتصادي بعد انشائها شبكة طرق ربطت المدن ببعضها امتداداً من المدن المطلة علي سواحل المحيط الاطلنطي والهندي. كما انتهجت المانيا وايطاليا وفرنسا النهج نفسه من خلال التوسع في شبكة الطرق قائلاً:" اذا اردنا تدفق الدم للاعضاء بشكل سليم فلابد أن تكون الشرايين واسعة وهو نفس الحال مع الطرق فاذا اردنا أن نتقدم علينا انشاء شبكة طرق جيدة". ويتابع أن من يرددون مقولة لماذا لا ننشأ مصانع أولاً لم يقرأوا تجارب الدول فلن تستطيع انشاء مصنع دون وجود طرق قريبة منه وتسهل عملية نقل العمال والبضائع. مشيراً إلي أن مصر لديها أزمة بسبب الزيادة السكانية التي تتهم موارد التنمية وعلينا الخروج من الوادي الضيق والتوسع في انشاء الطرق يساهم في تحقيق ذلك. المرافق الأساسية "الهياكل الاساسية تحسن فرص الاستثمار طبقاً لمؤشرات اتاحة الاعمال للبنك الدولي".. والكلام للدكتورة يمن الحماقي استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس قاله إن الطرق هي من الهياكل الاساسية لتحسين الاقتصاد وتقليل تكاليف الاستثمار فشبكات الطرق تحتل أهمية كبيرة لتحقيق التنمية في أي بلد فهي من المرافق الاساسية. وتتابع: نجحت مصر في الفترة الأخيرة في النهوض بالبنية التحتية وتذليل العقبات امام المستثمرين مما سينعكس علي تحسن الاقتصاد علي المدي الطويل والمتوسط ومن ضمن ذلك تحسين شبكة الطرق ولكن ينبغي أن تعمل الحكومة علي انعكاس اثار الاقتصاد خلال المدي القصير ليشعر المواطن بالاثار الإيجابية لعملية الاصلاح الاقتصادي. وتستكمل د.يمن موضحة أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتطوير الطرق ساهمت في جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية مما ينعش الاقتصاد مشيرة إلي أن الحصول علي قرض من البنك الدولي بقيمة 500 مليون دولار لتحسين التعليم وقرض مماثل لتطبيق التأمين الصحي خطوة علي الطريق الصحيح لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. ويعتبر الدكتور صلاح الجندي العميد الاسبق لتجارة المنصورة أن وسائل المواصلات والاتصال من أهم ركائز دعم الاقتصاد وتحقيق التنمية فبدون هذين الأمرين لا فائدة من الاستثمار فالشركات التي تسعي لتصدير منتجاتها للخارج تحتاج لشبكة طرق جيدة. أساس التنمية ويضيف أن البنية التحتية المتميزة هي الاساس لأي عملية تنمية فمصر نجحت في الفترة الأخيرة في التوسع في انشاء محطات الكهرباء بجانب مشروع الشبكة القومية للطرق وهما حافزان قويان للمستثمرين من كل مكان فأي دولة لا تنهض صناعياً إلا اذا كانت البنية التحتية جيدة. ويواصل حديثه قائلاً: عندما يجد المستثمر شبكة طرق جيدة توفر عليه تكلفة النقل سوف يزيد من استثماراته وخاصة أن مصر بلد ذو مساحة كبيرة وتحتاج إلي مد شبكة الطرق إلي كل مكان وانشاء طرق جديدة تختصر المسافات مؤكداً علي أهمية المتابعة المستمرة لاصلاح الطرق والاهتمام بوسائل الاتصال وتبسيط اجراءات الاستثمار لجذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية والنهوض بالاقتصاد الوطني. ويؤكد النائب عزت المحلاوي عضو لجنة الصناعة بالبرلمان أن التوسع في شبكة الطرق يوفر بيئة مناسبة للمستثمرين فالشركات تحتاج إلي طرق ذات كفاءة عالية لنقل البضائع. كما أن شبكة الطرق الجديدة ساهمت في الحد من حوادث الطرق ويرد المحلاوي علي من يقولون لماذا لا يتم التوسع في انشاء المصانع وتأجيل تطوير الطرق؟ قائلا لن يقبل مستثمر علي انشاء مصنع جديد دون أن تكون شبكة الطرق جيدة فالطرق تخلق استثمارات كثيرة وتمهد الطريق لاصحاب المصانع للتوسع.