تعودنا علي الشائعات والأكاذيب من قنوات فضائية مأجورة ومواقع إخبارية مشبوهة بهدف تشويه صورةپكل شيء في مصر وتضليل المصريين وإحاطتهم بالشبهات والأباطيل والشكوك.. وقد تعرضت مصر خلال السنوات القليلة الماضية لطوفان من الشائعات نعرف جيدا مصدره ومن يتبناه ويحركه والأهداف التي يسعي إليها أعداء الوطن في الداخل والخارج من خلال إحاطتنا بهذه الشائعات وتلك الأكاذيب. لكن أن يتبني نشر الشائعات والأكاذيب إعلاميون يعملون في قنوات فضائية منتشرة ولها تأثيرها في الرأي العام.. فهذه كارثة لا ينبغي التهاون معها أو السكوت عليها. بل ينبغي أن تواجه بكل حزم وفقا للقوانين الضابطة لنشر وتداول المعلومات من خلال وسائل الإعلام المختلفة. **** عندما فاجأ المذيع أحمد عبدون الجماهير المصرية والعربية من خلال شاشةپltc بخبر زواج أستاذ الأشعة الدكتور محمد عبد الوهاب من الإعلامية سلمي الشماع انتشر الخبر كالبرق وأصبح خبرا رئيسا في العديد من الفضائيات والمواقع الخبرية.. فالدكتور عبد الوهاب عالم شهير في مجاله وقدپارتبط بزواج سعيد ومستقر بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة امتد لأربعين عاما حتي رحلت عن دنيانا منذ سنوات قلائل. والاعلامية سلمي الشماع سيدة معروفة لكل الجماهير المصرية من خلال تاريخها الإعلامي.. والرجل والسيدة تقدما في السن إلي حد ما وكانا- بعد شائعة عبدون- مادة خصبة لتعليقات الجماهير علي مواقع التواصل الاجتماعي ونالهما من البعض أذي كثير. لم يمر علي شائعة عبدون سوي ساعات قلائل ليخرج د.عبد الوهاب وينفي -عبر بيان رسمي- خبر الزواج ويحتفظ لنفسه بالإجراءات القانونية.. ثم تتناقل بعض الفضائيات والمواقع الخبرية النفي.. وينتهي الأمر!! **** الواقع أن هذا الأمر لم ينته ولا ينبغي له أن ينتهي عند هذا الحد. بل يجب محاسبة كل من يتبني شائعة أو معلومة خاطئة من الإعلاميين حتي ولو كان الأمر بحسن نية. فالمجتمع المصري يواجه طوفانا من الشائعات والأكاذيب التي تتبناها دول وجماعات تعمل ليل نهار للنيل من مصر وتشويه صورتها في الخارج وهدمها من الداخل ولا ينبغي أن نترك مذيعا يطل علينا يوميا من خلال فضائية مصرية ليضيف إلينا شائعات وأكاذيب جديدة تلحق ضررا بالدولة أو تلحق الأذي بأشخاص. بالتأكيد.. الهيئة الوطنية للإعلام منوط بها حماية مؤسسات الدولة والأمن الاجتماعي وسمعة الشخصيات العامة بل وعامة المواطنين من هفوات بعض الإعلاميين الذين يتسابقون في نشر شائعات وأكاذيب.. ولذلك ننتظر منها موقفا حاسما ورداعا ضد هؤلاء الذين يتسابقون في إلحاق الضرر بالمجتمع وإيذاء بعض أفراده من خلال مغامرات إعلامية يعتبرونها سبقا وهي في حقيقتها تهور وعدم وعي برسالة الإعلام. ينبغي احترام خصوصيات الناس سواء أكانوا مشاهير أو من عامة الناس. ولو ارتبط شخص- مشهورا أو مغمورا- بزواج رسمي أو عرفي ولا يريد إعلانه للناس فيجب احترام رغبته. ولو كان ارتباط د.عبد الوهاب بالسيدة سلمي الشماع صحيحا ما خرج الرجل ونفاه في بيان رسمي.. فالزواج حق شرعي له. وهو يتم عبر إجراءات رسمية ويسجل في وثيقة لا تخفي. بل تتداول في بعض أجهزة الدولة المعنية بحفظ حقوق الناس. **** إذا كنا جادين في مواجهة الشائعات والأكاذيب ينبغي أن نكون لأجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع إجراءات صارمة ضد كل من يردد شائعة أو يسهم في نشر أكذوبة. ولا يجوز هنا التفرقة بين مروج للشائعة وآخر. فالكل أمام القانون سواء.. وقد عوقبت شخصيات كبيرة خلال الشهور الماضية علي معلومات مضللة نشرتها بين الناس. وبالتالي لا يجوز التماس الأعذار لأحد كما لا يجوز الصمت علي أخطاء أو خطايا بعض الإعلاميين تحت مبررات واهية. يجب أن نعترف في شجاعة بأن حالة الفوضي التي لا تزال تسيطر علي بعض الفضائيات تجعلها تتورط في نشر أكاذيب تلحق أبلغ الضرر بالمجتمع. ومسئولية الهيئة الوطنية للإعلام أن تتابع جيدا أداء الفضائيات الخاصة وما تقدمه من شائعات وأكاذيب تسهم في خلق مزيد من التوتر في المجتمع المصري. يجب أن نعترف بأن حجم الشائعات والأكاذيب والاجتهادات الخاطئة التي تروج لها العديد من الفضائيات يفوق كثيرا تأثير الحملات الضالة التي تنفذها الكتائب الإلكترونية التي تستهدف تشويه سمعة مصر.. حتي عندما تسعي هذه الفضائيات لدحض شائعة أو أكذوبة فهي تؤكدها وتروج لها بفعل المعالجة الخاطئة وعدم الدراية الكافية بالتعامل الاعلامي الواعي مع الشائعات والأكاذيب.. ولذلك تكون هذه الفضائيات كالدبة التي تقتل صاحبها!! للأسف.. الدبب الإعلامية في الاعلام المصري أصبحت كثيرة ومنتشرة. وهي تتحرك بلا وعي ويسيطر علي بعضها التهور الإعلامي وتتحمل الدولة في كثير من الأحيان كوارث هؤلاء الذين يفتقدون المهنية ويتهورون تحت شعارات وطنية!! الإعلامي الواعي هو الذي ينتقي ما يفيد المشاهد ويتبني قضايا وطنه بحس إعلامي ووطني ولا ينشغل بالشائعات والأكاذيب.. حتي وهو يدحض أكاذيب الخصوم يستند الي الحقائق والأدلة والبراهين التي تقنع من يخاطبهم.. أما هؤلاء الذين يصرخون بلا وعي ويسبون بلا منطق فلا فائدة منهم ولا جدوي مما يقدمون علي شاشات الفضائيات.