مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية والتفاف المواطنين حول الدولة المصرية تزداد معاناة حلف الأشرار حيث لا يجدون ثمرة مخططاتهم لبث الفتنة بين المصريين وتشكيكهم في الانجازات التي تحققت علي أرض الواقع في مختلف المجالات وإصرار الدولة علي استكمال خطط البناء والتنمية في قطاعات الاسكان والاستثمار العقاري والزراعي والصناعي والاستزراع السمكي .. فضلا عما تحقق في البنية التحتية من طرق ومشروعات مياه شرب وصرف صحي وغيرها مما يؤكد أن الدولة تسير في الاتجاه الصحيح رغم المعاناة من ارتفاع الأسعار خلال الشهور الماضية. لكن تبقي الأسئلة المهمة: كيف ندحض شائعات وأكاذيب حلف الأشرار الذي يضم تركيا وقطر وجماعة الاخوان الارهابية؟ وكيف نرد سهامهم في نحورهم خلال الفترة القادمة؟ وما موقف الشرع فيما يردد شائعة كاذبة ويتناقل معلومة غير صحيحة؟ نحاول الإجابة عن هذه التساؤلات من خلال نخبة من علماء الإسلام وخبراء الأمن والاعلام في السطور التالية: وعي المصريين في البداية يراهن فضيلة المفتي د.شوقي علام علي وعي المصريين في مواجهة طوفان الشائعات والأكاذيب ويؤكد أن الشعب المصري علي درجة كبيرة من الوعي بما يحاك للدولة المصرية ولذلك لا ينبغي أن ينساق أحد وراء هذه الأكاذيب. ويضيف: نحن دائما ننصح بعدم الالتفات لهذه الشائعات ولا ينبغي أن نتناقلها دون وعي وعلينا هنا أن نتذكر قول الحق سبحانه:¢ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين¢..فتناقل الشائعات يجلب الإثم لما لذلك من آثار مدمرة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. ويؤكد مفتي الجمهورية أن الموقف الشرعي من تناقل الشائعات واضح وهو حرمة المشاركة في نشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة من غير أن يتثبت المرء من صحتها. ومن غير رجوع إلي أولي الأمر والعلم والخبراء بالأمور قبل نشرها وإذاعتها. مما يثير الفتن والقلاقل بين الناس. وقد وصف الله سبحانه تعالي ما يسمي الآن ب "ترويج الإشاعات" بالإرجاف. وهو ترويج الكذب والباطل بما يوقع الفزع والخوف في المجتمع. فقال تعالي: "لَئِنْ DNER JNFR*NGP 'DREOFN'APBOHFN HN'DNQ0PJFN APJ BODOH(PGPER EN1N6I HN'DREO1R,PAOHFN APJ 'DREN/PJFN)P DNFO:R1PJNFNQCN (PGPER +OENQ DN' JO,N'HP1OHFNCN APJGN' %PDNQ' BNDPJDK' ENDR9OHFPJFN #NJRFNEN' +OBPAOH' #O.P0OH' HNBO*PQDOH' *NBR*PJD'". كما يندرج ترويج الإشاعات تحت النهي عن القيل والقال وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :¢ إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ. وَإِضَاعَةَ الْمَالِ. وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ¢. ويدخل في "قيل وقال": الخوض في أخبار الناس وحكايات ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم فضلا عن الترويج للأكاذيب والأضاليل وما يثير الفتن. كما أن مروِّج الإشاعة لو أدرك عظم الجرم الذي يفعله بسبب الآثار المدمرة للإشاعة علي المجتمع لما تهاون بصنيعه قط والنبي -صلي الله عليه وسلم- قال: ¢ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ. لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا. يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتي. وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ. لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ¢. ولا شك أن ترويج الإشاعات يندرج تحت تلك الكلمات التي لا يلقي لها بالا فيدخل بها صاحبها -للأسف -في سخط الله تعالي. ويهوي بها في جهنم والعياذ بالله. وقد حذرنا صلي الله عليه وسلم أن يتحدث المرء بكل ما سمع. فإن من يتحدث بكل ما سمع سيقع في الكذب وترويج الباطل» لأنه يحدث بكل ما سمع دون تثبت أو تحقق. فقال عليه الصلاة والسلام: ¢ كَفَي بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ¢ فالانسان يسمع في العادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لإخباره بما لم يكن. والكذب: الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو. ولا يشترط فيه التعمد¢. كيف تكون المواجهة؟ وعلاج الإشاعات- كما يقول د.علام- يكون بوأدها في مهدها قبل تفاقمها والامتناع عن إذاعتها. وحتي مع التثبت من صحة إشاعة ما. فإن ذلك لا يعني المسارعة في نشرها والإرجاف بها وإذاعتها وإفشائها. بل لابد من الرجوع في شأنها إلي أولي الأمر وأهل العلم والخبراء بها قبل التحدث فيها حتي لا يكون نشر مثل هذه الإشاعات وبالا علي المجتمع أو تسهيلا للجرائم أو مثارا للاضطراب. وإلي هذا أرشدنا الله تعالي بقوله: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرى مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ".. فأمرنا عز وجل برد الأمور سواء من الأمن أو الخوف إلي أولي الأمر والعلم أولا قبل إذاعتها والتكلم فيها. حتي يكون الكلام فيها وإذاعتها عن بينة وتثبت وتحقق من شأنها. ونبهنا تعالي إلي أنه متي لم ترد الأمور قبل إذاعتها إلي الرسول وإلي أولي الأمر والعلم فإن ذلك يكون اتباعًا للشيطان. فالأسلوب الأمثل في التعامل مع الإشاعة إذا وصلت إلي الإنسان هو: التحقق والتثبت وعدم المسارعة في نقلها. ثم بعد التثبت منها عليه أن يرجع في شأنها إلي أولي الأمر والعلم والخبرة. بدلا من المساعدة علي ترويجها. وكما نهي الشرع عن إذاعة الشائعات والإرجاف في الأرض.. نهي أيضا عن سماعها ونهي سبحانه علي الذين يسمعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن فقال تعالي: "لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمى بِالظَّالِمِينَ". الانتخابات .. ومخططات الجماعة الشيخ ابراهيم رضا الداعية المتميز بوزارة الأوقاف يؤكد وعي وذكاء المصريين في التعامل مع شائعات الجماعة الفوضوية.. ويقول: كلما اقتربنا من الانتخابات صعدت الجماعة الارهابية من عملياتها الاجرامية علي عدة مستويات منها قتل الأبرياء من أبناء الجيش والشرطة بدم بارد ونشر الأكاذيب والترويج للشائعات لإحداث خلخلة داخل المجتمع المصري. وفي كل يوم ازداد يقينا بخسة وحقارة الأفكار التي تروج لها تلك الجماعة التي باعت الوطن وحرفت الدين من اجل الوصول السريع لكرسي الحكم.. ناهيك عن جريمة الخيانة والعمالة لألد أعداء الوطن. وليس أمامنا نحن أبناء هذه الأمة الا أن نعمل علي حصار هذه الجماعة فكريا وعسكريا والرد علي كل ما تصدره لأبناء هذا الوطن من أفكار شاذه وخبيثة.. وانا اري ان الازهر والاوقاف لديهما الجيل الذي نطلق علية الصف الثاني من الدعاة هم الآن من يستطيعون التصدي بكل وعي وحزم لكل ما يروج من افكار تستهدف إعاقة التنمية وبناء مصر الدولة المدنية الحديثة التي تقوم علي التعددية والتنوع والحرية تحت مظلة دولة القانون.. إن مصر أكبر من الارهاب وأعظم بكثيرمما يتخيله اصحاب القلوب المريضة.. وادوات مصر الناعمة كثيرة ومتنوعة المهم أن نبدأ من الآن ونعمل علي تقوية اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد وأن نعلم الناس أن المحافظة علي بقاء الدولة المصرية قوية هو أعظم أنواع الجهاد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. حفظ الله مصر حفظ الله الجيش وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. نقل الحقائق الخبير الأمني اللواء فؤاد علام عضو المجلس القومي لمواجهة الارهاب يتفق مع مفتي الجمهورية في أن وعي الجماهير يدحض مخططات الجماعة الارهابية ومن يمولها ويحركها لتمارس جرائمها ضد الدولة المصرية.. لكنه يؤكد علي ضرورة مواجهة هذه الأكاذيب بنشر وإعلان الحقائق علي الجماهير. فالدولة المصرية ليس لديها ما تخفيه أو تخجل منه فنحن في عصر السماوات المفتوحة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تنقل كل ما يحدث في كل مكان علي أرض مصر. ولأن مخططات الجماعة الفوضوية تقوم علي تناقل الأكاذيب فمن الواجب كشفها أولا بأول من خلال وسائل الإعلام المصرية والتي يجب أن يتضاعف وعي القائمين عليها بأهمية المرحلة التي تعيشها البلاد. وشدد اللواء علام علي ضرورة تتبع مواقع التواصل الاجتماعي والتي يستغلها المجرمون في نشر الشائعات. ومزاولة أنشطة غير مشروعة.. ويقول: الدعوي للتحريض علي العنف إحدي الجرائم التي انتشرت علي ¢السوشال ميديا¢. وقد انتشرت صفحات تابعة لجماعة الإخوان تدعو للعنف والتطرف ومثل هذه الصفحات لا ينبغي ترك مستخدميها. فقانون العقوبات المصري ينص علي معاقبة المحرض. سواء كان التحريض سريًا أو علنيًا أو أيًا كانت الوسيلة التي استخدم بها ولو لم يترتب علي هذا التحريض أي أثر. شائعات مسمومة ويحذر د.شادي أبو سكين أستاذ الاعلام بجامعة كفر الشيخ من الاستجابة للشائعات المغرضة خلال هذه الفتره. خاصة ونحن مقبلون علي الانتخابات الرئاسية وذلك بهدف التأثير علي إرادة المواطنين في اختيار حر سليم.. ويقول: نواجه الآن حربا شرسة من جماعة الاخوان الارهابية علي السوشيال ميديا لإفشال هذه الانتخابات من خلال نشر شائعات مسمومة بين المواطنين كي تكون هناك حالة من العزوف عن المشاركة بهدف افشال التجربه الديمقراطيه وعدم استكمال مسيرة الاصلاح التي بدأت كي يظل المجتمع في حالة عدم الاستقرار. ولفت ابو سكين الي دور الاعلام في زيادة الشائعة وذلك من خلال تكرارها والتركيز عليها خاصة أنه يتعامل في اتجاهات وأفكار متعددة ويسعي الي تغيير العادات والتقاليد كما انه يوجه الرأي العام فالإعلام هنا يستخدم الشائعة لصالح فئة معينة يستغلها ويحركها بما ينعكس سلبا علي المجتمع. وتتفق معه في الرأي الاعلامية مروة الشرقاوي.. مشيرة الي إن المنظومة الإعلامية في حاجة لوضع استراتيجية واضحة للإعلام. فالرؤية - للأسف - غير واضحة ففي كل أزمة يحدث ارتباك في الأداة الإعلامية.. وتحذر من بث أخبار مغلوطة وكاذبة من جانب بعض الفضائيات يؤدي إلي عدم المصداقية ومن ثم الارتباك في الشارع وهو هدف الإعلام المضلل الذي يسعي الي تحيطم المعنويات ناهيك عن بعض الفضائيات التي تركز علي عمليه السبق الخبري دون تحري الدقة. وتحول الأمر الي مجرد احاديث داخل الإستديوهات دون البث المباشر من أرض الواقع ومن ثم يكون قد ساهم بدور كبير في نشر الشائعات دون قصد. وطالبت الشرقاوي بضرورة تصحيح وتطوير من الأداء الإعلامي حتي نستيطع أن نحارب إعلام الأكاذيب ونواجه الشائعات بحرفية.. وتري ضرورة وجود قناة إخبارية عالمية ناطقة باللغات الأجنبية تتوفر لها كل الإمكانات.