عندما عاني المصريون من الظلم. وانتشار ظاهرة الاقطاع وسيطرة رأس المال علي الحكم والتي ادت إلي هزيمة الجيش في حرب 1948 قام 14 ضابطًا من خيرة رجال الجيش بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبدالناصر. بحمل رؤوسهم علي اكفهم وقاموا بحركتهم المباركة تحت مظلة تنظيم الضباط الاحرار في الثالث والعشرين من يوليو عام 1952. ليجبروا الملك بالتنازل عن العرش.. لتسترد مصر حريتها من اسرة محمد علي ويعلن ميلاد الجمهورية. وللحق فكان لتلك الثورة المباركة التي بدأها الضباط والتف حولها جموع الشعب عظيم الاثر في حياة المصريين.. فتم القضاء علي الاقطاع كما كان الاهتمام باقامة جيش وطني قوي. اما العدالة الاجتماعية فقد أقرت.. وما كان اعادة توزيع الاراضي الزراعية علي الفلاحين إلا عنوانا لها. وفي مجال الثقافة سمح بانتاج اعمال درامية من الادب المصري. ذلك بخلاف اقامة الكثير من قصور الثقافة في جميع محافظات الجمهورية في محاولة جادة لتنوير المجتمع. كما كان هناك اهتمام شديد بتشييد المتاحف للحفاظ علي الاثار المصرية. اما مجانية التعليم وجعله كالماء والهواء فهو أمر لابد ان نقف له احتراما. لانه لولا هذا القرار لظل المصريون يعيشون في غياهب الجهل والمرض إلي الآن.. اما السماح بانشاء مراكز للبحوث وانشاء عشرات الجامعات فهو امر يجب ان يشار له بالبنان. اما الانتظار لمحدودي الدخل فكان عنوانا للانجازات الاقتصادية في تلك الفترة. ذلك بعد اصدار قانون الاصلاح الزراعي الذي انصف الفلاح المصري.. اما قرارات تأميم قناة السويس وتشييد السد العالي فما كانت ان تتخذ الا من قيادات حكيمة ذات رؤية ثاقبة. ولا يخفي علي احد ان ثورة 23 يوليو 1952 كان ايقونة حركات التحرر في معظم الدول الافريقية والعربية فكان تحرير الصومال ونجاح ثورات الكويت والعراق واليمن وليبيا وتونس والجزائر والمغرب.. اما مشاركة مصر في تأسيس حركة عدم الانحياز فهو امر تاريخي ثابت لا يزايد عليه احد. هذا جانب من الانجازات والمكاسب التي تحققت بفضل ثورة 23 يوليو.. اما الاخفاقات وان كانت فهي جانب يتسق وطبيعة الكون وعدائيات القوي المعادية التي لا تحب الخير لمصر.. وثقافة المصريين وتاريخهم الضارب في اعماق التاريخ الكفيل بالتقييم والتصويب.