مصر من الدول ذات الحضارات القديمة. والتي كان لها انعكاس حقيقي علي الإنسانية. فهي أول دولة تقيم حضارة. والكل يأتي بعدها.. كل الحضارات تذهب. ولكن مصر تبقي دائماً أول حضارة.. لذا سُميت أم الدنيا. ولكن هذا تاريخ مثلما تقول: إن القاهرة اختيرت أجمل مدينة في العالم في بدايات القرن الماضي.. هذا تاريخ وماضي. ولكن الواقع الآن هو سلوكيات البشر في الشارع. واحترامهم لقواعد المرور. فالحضارات الآن تقاس بمدي تحضر الشعب واحترامه للمرور وقواعد النظام العام وهذا ما نفتقده في مصر البعض يقول أزمة ثقة بين المواطن والدولة لأن هناك واسطة حتي في قواعد المرور. وأن الكل لا يتعامل بسواسية. ولكن هذا يرد عليه بأن هناك دول أفقر من مصر كثيراً ورغم هذا شعوبها تحترم القانون. والغريب في الأمر أن المواطن المصري يحب أن يخالف في بعض الأحيان طبعاً ليس الكل. ولكن الأغلبية.. فقل لي: كم مرة تشاهد مواطن يلقي بالقمامة من نافذة السيارة؟!.. وكم من محل تجد أمامه كوم زبالة؟!.. هل هذا مسئولية الدولة.. أم هي أيضاً واسطة؟!.. هناك الكثير من الأمور لو ساعد الشعب الحكومة فيها لتغير وجه مصر: النظافة واحترام القواعد لا علاقة له بالدولة. إنما هي الأخلاق والاحترام.. فقل لي: إذا كنت تحترم قواعد المرور فما المشكلة مع رجل المرور؟!.. فهو لن يستطيع أن يتجاوز إذا أنت كنت ملتزماً. إنما الفرصة تأتي من المخالفة.. عندما تخالف تمنح رجل المرور الفرصة للتعامل. لذا نحن نستطيع أن نجبر الاخر علي احترامنا حتي وإن كان هناك فساد ومحسوبية في بعض الأحيان. الأمر ليس معقد. فنحن يجب أن نلتزم. والحكومة يجب أن تقوم بواجبها.. فمثلاً الإشارات المرورية في وسط البلد عندما تعمل إلكترونياً فلا تجد مشكلة في المرور. الكل يحترم الإشارة لأن هناك كاميرات للمراقبة. ولكن عندما تتحول الإشارة إلي عسكري المرور تحدث المشاكل والعناد بين قائدي السيارات. ورجل المرور أزمة ثقة علي أزمة أخلاق. لذا يجب أن نفكر أين المشكلة في الشارع المصري؟!.. هل هي نقص الإمكانيات أم انعدام الأخلاق؟!.. كيف نعيد لمصر وجهها النظيف الحضاري؟!.. الصراع في الشارع يبين لك نوعية الصراع في المجتمع. لذا يجب أن نجد حلاً سوياً الشعب والحكومة. ليس فقط لتنمية مصر. إنما لعودة الأخلاق والاحترام المتبادل بيننا. فلا أمل في التطور الاقتصادي والنمو بدون أخلاق واحترام إذا لم نستطع الوقوف في الطابور واحترام الآخر. إذا لم نلق القمامة في الشارع. إذا لم نحترم المرور.. فلا فائدة مهما أقامت الدولة من مشروعات وبنية أساسية.. فإذا لم يحافظ عليها الشعب وشعر أنها ملكه في النهاية مهما بقيت. الحكومة في النهاية مال لشعب يعود إلي الشعب. لذا يجب أن نحافظ علي ملك مصر بالأخلاق وحب مصر. أنا أتفق مع الكثير أننا أجيال تعودنا علي عدم النظام. ولكن إذا لم نلحق الأجيال القادمة. فالمشكلة ستكون أكبر للأسف. والأمل في تطوير التعليم وزرع القيم والأخلاق في نفوس الأجيال القادمة.. هذا هو أمل مصر الوحيد.