عدد كبير من الفنانين يقود الآن حملة الهجوم المضاد لأهل الفن بعد أن نالوا قدراً هائلاً من الانتقادات والسخرية اللاذعة بسبب وفد الفنانين الذي سافر لروسيا لمؤازرة وتشجيع المنتخب. وحملة الهجوم المضاد قد تصل إلي المحاكم والقضاء بعد كتابات وعبارات اعتبرها أهل الفن مسيئة للغاية للفنانين المصريين ومؤامرة ضد الفن المصري. والحقيقة أن الفنانين معهم كل الحق في غضبهم وفي ثورتهم العارمة. فلا يجوز أن يصل التطاول إلي حد التشويه والتجريح واختلاق الوقائع وتحميلهم مسئولية هزيمة المنتخب الكروي المصري التي كانت لأخطاء تكتيكية فنية لا علاقة لها بالفنانين أو غيرهم. الذين ذهبوا لتشجيع المنتخب من الفنانين ذهبوا علي نفقة شركات الاتصالات في إطار حرب الدعاية والإعلان بين هذه الشركات ولا علاقة لأي جهة رسمية بذلك والقضية تجارية بحتة. ولأننا نحرص علي سمعة وقيمة الفن المصري فإننا نرفض الألفاظ والشتائم التي وجهتها ناقدة فنية شهيرة لفنانينا. وهي ألفاظ تقع تحت طائلة القانون بما احتوته من أوصاف مشينة لا يقبل بها أي شخص لأنها تحط من قدره ومكانته وعمله وقيمته. وفي هذا فإن المزايدة علي المواطن المتأثر بهزيمة منتخب بلاده لا يجب أن تكون علي حساب تشوية سمعة الآخرين والتضحية بمن لا ذنب لهم ولا ناقة ولا جمل لهم فيما حدث وما كان متوقعاً حدوثه. ہہہ وإذا كان أهل الفن قد اعتبروا أن هناك حملات منظمة للإساءة إليهم. فإن هاني أبوريدة رئيس اتحاد كرة القدم ذهب إلي أبعد مدي بالقول إن أعداء مصر وراء الشائعات والأكاذيب المتداولة عن منتخبنا..! وأبوريدة الذي يتحدث عن أعداء مصر كان يشير بذلك إلي الأخبار المتداولة عن فوضي في معسكر المنتخب بعد الهزيمة من روسيا وعن ما نسب لبعض اللاعبين من غضبهم لطريقة الإعداد وتنظيم المعسكر. وأبوريدة المتأثر من سيل الأخبار الكاذبة التي تتناول اللاعبين والمدربين لا يجب أن يكون منزعجاً كثيراً من هذه الأخبار التي تأخذ شكل التوقعات والاجتهادات. فالناس في حالة بالغة من الاستياء. والناس عاشت الحلم الكبير.. والناس لم تشعر أن بعض اللاعبين الذين مثلوا مصر في كأس العالم كانوا علي مستوي هذا الحلم.. والناس ستقول الكثير والكثير.. الناس الذين حملوا أعلام مصر في كل مكان.. كان نفسهم يفرحوا.. وقد قتلتم الفرحة. ہہہ وسنكون في صدمة أكبر من صدمة الهزائم في كأس العالم إذا ما تم التجديد لكوبر مدرباً لمنتخب مصر. وتمت الاستجابة لطلباته المادية وشروطه لاستمرار التدريب. فهذا المدرب لم يضف الكثير لمنتخبنا.. وصعودنا إلي كأس العالم لم يكن بسبب قدراته الخارقة. بقدر ما كان بضربة حظ وضربة جزاء في الوقت القاتل..! هذا المدرب لا يصلح لنا.. وحسام حسن أو أي مدرب مصري أفضل منه كثيراً..! ہہہ وظاهرة اسمها رضا عبدالعال لاعب الأهلي والزمالك السابق.. هذا اللاعب تحول إلي متحدث باسم جماهير الدرجة الثالثة.. فهو الأصدق والأكثر تعبيراً عنهم.. يتحدث بدون مجاملات وبتلقائية وبفهم كروي. وليس محسوباً علي أحد.. وهو أول من طالب بمحاسبة اتحاد كرة القدم قبل اللاعبين قائلاً لهم "أنتم مش حاسين بالجماهير ولازم تتحاسبوا.."..! وما يطالب به رضا عبدالعال لن يحدث بالطبع.. ولن يكون هناك حساب ولا عقاب.. ولن يقدم أي من أعضاء اتحاد كرة القدم علي الاستقالة مثلاً..! حد يسيب النعيم ويخرج من الجنة.. ده يبقي مجنون..! ہہہ ونترك كرة القدم لنتحدث عن قضايانا وحوداتنا.. وحريق في شارع خيرت بالسيدة زينب بسبب "الكراكيب" الموجودة علي أسطح المنازل..! وحكاية "الكراكيب" التي نحتفظ بها هي سمة أصيلة خاصة بالشعب المصري. فنحن نحرص علي عدم التخلص من الأشياء القديمة ونصر علي أن نقوم بتحنيطها فوق أسطح المنازل وكأن الحياة ستعود إليها مرة أخري ونستخدمها من جديد..! لقد حولنا أسطح البيوت إلي مخازن للخردة. والحشرات والفئران والزواحف.. والمواد القابلة للاشتعال... وكلها عادات لا تقل قبحاً عن تخزين "الثوم" في واجهة بلكونات المنازل..!! ہہہ والذين يرسلون برسائل التقوي والإيمان والدعاء في كل صباح عبر "الواتس آب". ليتهم يطبقون ذلك علي أنفسهم أولاً..!! فاقد الشيء لا يعطيه..!