دمعت عيناي عند رؤيتي لصورتين متناقضتين في صفحات الجرائد المصرية 2018/5/16إحداهما لزوجة ترامب ونتنياهو ومرافقيهم وعلي وجوههم ابتسامة عريضة ومرتدين أزهي الملابس وهم يحتفلون بسرقة القدس العربية والأخري للشباب الفلسطيني بوجوههم البائسة وملابسهم العادية وبقائهم في الخيام علي الحدود مع الأراضي المحتلة كوسيلة لإظهار غضبهم من اغتصاب القدس العربية والإعلان الرسمي لأمريكا وإسرائيل أن القدس العربية هي عاصمة إسرائيل. وسألت نفسي لماذا ضاعت القدس العربية؟ ووجدت الإجابة متمثلة في شريط الأحداث منذ عام 1917 وحتي الآن ومخططات الصهيونية العالمية المتوالية لإنشاء إسرائيل وإمتدادها من النيل إلي الفرات ونجاح إسرائيل حتي الآن والقضاء علي جميع المحاولات التي تمت من الجانب العربي لإحياء القومية العربية وتوحيد العرب لمقاومة الإتجاه الصهيوني وفشل العرب في حرب 1948 وتركيز الصهيونية العالمية علي مصر بعد نجاح ثورة 1952 ومحاولة تطوير الجيش المصري بشرياً وتسليحياً وإنشاء المصانع الحربية وتنفيذ مشروعات تصنيعية عملاقة لتوطين التكنولوجيات المتطورة ورأت إسرائيل أن نظام عبدالناصر هو العدو الرئيسي لها وأنه لابد من القضاء عليه خاصة بعد الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 أي بعد 1952 بستة أعوام فقط وبالفعل تم تنفيذ حرب 1967 وما تلاها من نكسة خطيرة علي القوات المسلحة المصرية والسورية والاقتصاد المصري والإنسان المصري وبعد نجاح مصر وسوريا في حرب 1973 وإعادة الثقة في الإنسان المصري والسوري والعربي وظهور بوادر للوحدة العربية مرة أخري بفضل الملك فيصل والزعيم السادات ووجود خطورة علي إسرائيل قامت بالتعاون مع الدول الغربية والإسلام المتشدد بقتل فيصل والسادات قبل أن تشتد قوة العالم العربي. وبعد ظهور صدام حسين وإتجاهاته الواضحة المضادة لإسرائيل والتخطيط لتنمية وتقوية القوات المسلحة العراقية تم استدراجه بالحرب مع إيران ثم مهاجمته بقوات تحالف دولي بعد إحتلاله للكويت عام 1991 كوسيلة لإجهاض منظومة تطوير التصنيع الحربي العراقي وإنهاك الدولة العراقية اقتصادياً وبشرياً وعسكرياً وللأسف تم تحقيق أهدافها بإعدام صدام حسين عام 2007 ثم قتل القذافي عام 2011 الذي كان له إتجاهات ثورية واضحة ضد إسرائيل وحتمية إزالتها. ودمعت عيناي مرة أخري لحظة دخول الكرة من رأس لاعب أوروجواي داخل مرمي الفريق المصري في الدقيقة 89 من مباراة كرة القدم يوم 15 يونيو 2018 في إطار مباريات كأس العالم في روسيا حيث ضاع الأمل لتعادل الفريقين وإسعاد الشعب المصري ورجوع الابتسامة للمصريين في ظل الأحداث المتتالية الحزبية بالمنطقة العربية ككل ودمعت عيناي حيث أن الفريق المصري لعب مباراة ممتازة وكان نداً قوياً لفريق أوروجواي واستطاع أن يحد من قدرات أهم اللاعبين في العالم وهما سواريز وكفاني وتميز كل اللاعبين باللعب التكتيكي والإصرار والعزيمة. ودمعت عيناي مرة ثالثة يوم 18 يونيو عند زيارتي لإبنتي أميرة في شقة إستأجرتها لمدة اسبوع وبدعم من الشركة التي تعمل بها في إحدي القري السياحية بالساحل الشمالي بجوار موقع سيدي عبدالرحمن القديم دمعت عيناي عند مقارنة بنات وشباب قريتي بمحافظة الشرقية عند زيارتي لهم خلال رمضان وعيد الفطر وأحوالهم المعيشية وقدراتهم المالية وملابسهم بالفتيات والسيدات اللاتي شاهدتهن علي الشاطئ وداخل البحر بالمايوهات البكيني ذات الماركات العالمية وبأسلوب يتفوق علي الأجنبيات بشواطئ الغردقة وشرم الشيخ ومعهم الشباب بالمايوهات العالمية ورونقة مواقع الشماسي والكافيهات والمطاعم المماثلة لأرقي المواقع في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية والفيلات المنتشرة بالقرية والحدائق وحمامات السباحة وعربيات المرسيدس وال "BMW" والبورش وأرقي الماركات العالمية المنتشرة أمام الفيلات وشوارع القرية الممتدة لمسافة 10 كم. ودمعت عيناي مرة رابعة عند تناول البيتزا في إحدي مطاعم القرية ورؤيتي لبنات جامعيات يشربن الشيشة ويتحدثن عن الغش الجماعي في الجامعة الخاصة التي يدرسن بها والتي تؤدي إلي تخريج أجيال من البنات والبنين منخفضي المعلومات العلمية والتكنولوجية. ودمعت عيناي يوم 19 يونيو لحظة إصطدام كرة القدم بأرجل أحمد فتحي ودخولها مرمي محمد الشناوي وتكرار ذلك مرتين في مباراة مصر وروسيا والانهيار المفاجئ في دفاع الفريق المصري بعد تأدية الشوط الأول بأسلوب رائع وتفوقه علي الفريق الروسي طوال الشوط الأول ولكن دون احراز أهداف وضياع أربع فرص محققة وضياع الأمل بأن يفوز الفريق المصري في مباراة واحدة علي الأقل وأن يحرز أهدافاً بأسلوب آخر غير ضربة الجزاء وضياع مجهود اللاعبين الذين قاموا ببذل أقصي مجهود دفاعي وهجومي خلال مباراتي أوروجواي وروسيا وإصرارهم علي الفوز أو التعادل لإسعاد الشعب المصري ولكن القدر كان بالمرصاد لنا جميعاً. ودمعت عيناي عند مشاهدتي الحزن الشديد علي وجه اللاعب المصري الموهوب محمد صلاح وحزنه علي عدم قدرته لإسعاد الشعب المصري وهنا نري أهمية الإعداد الجيد لكأس العالم القادم عام 2022 حتي نضمن مشاركة الفريق المصري وتأدية مباريات أفضل. وأناشد الشعب المصري بالوقوف خلف الفريق المصري لاستكمال مباريات كأس العالم مع الدعاء للفوز في المباراة القادمة وعدم الدخول في مهاترات داخلية وبث روح الحب والاحترام المتبادل حيث لم يقصر اللاعبون وبذلوا أقصي مجهود ممكن. بالإضافة إلي عدم تحقير دور المدرب العالمي كوبر الذي أوصل مصر إلي كأس الأمم الافريقية وكأس العالم بعد غياب عشرات السنوات ولذلك حرام علينا جميعاً ما نفعله تجاه هذا الرجل. ولا ننسي هزيمة البرازيل علي أرضها من ألمانيا منذ سنوات قليلة بنتيجة رهيبة. حيث إن كرة القدم ما هي إلا مباريات فيها غالب ومغلوب.