فتح صمت المسئولين في إقليم كردستان العراق الباب أمام الأطماع التركية للتوغل داخل الاراضي العراقية بحجة القضاء علي عناصر حزب العمال الكردستاني. فالصراع الكردي التركي هو نزاع مسلح بين تركيا والعديد من الجماعات الكردية المسلحة التي تطالب بالانفصال عن تركيا بغية تأسيس دولة كردية مستقلة . أو الحصول علي حكم ذاتي وعلي المزيد من الحقوق السياسية والثقافية للأكراد داخل الجمهورية التركية. ويعد حزب العمال الكردستاني المجموعة الرئيسية للأكراد في تركيا. وبالرغم من قيامه بهجمات مختلفة في عدة مناطق . إلا أن النشاط الأساسي للأكراد هو في الجانب الجنوبي الشرقي من تركيا. وعادة ما تبرر تركيا تدخلها في دول الجوار بحجة أنها تحارب تلك الجماعات التي تزعم أنها تهدد أمنها القومي.. فمؤخرا قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم. إن القوات التركية توغلت في الأراضي العراقية إلي مسافة 30 كيلو متراً. وإنها قد تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمال العراق. حيث جميع الخيارات مفتوحة بشأن التعامل مع الموقف. كان الجيش التركي قد قال إن قواته تمكنت من تطهير 400 كيلو متر مربع من عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وحيّدت 155 منهم منذ بدء عملياتها في شمال العراق في 11 مارس الماضي. فالقوات التركية تواصل انتهاكها للأراضي العربية خاصة في المناطق التي تضم معسكرات العمال الكردستاني في شمال العراق. وذلك بعد عملية غصن الزيتون التي نفّذها الجيش التركي مع فصائل من قوات ما يطلق عليه "الجيش السوري الحر" في منطقة عفرين السورية. واليوم أصبحت القوات التركية تتمركز عند قرية برميزة التابعة لقضاء سوران شمال شرقي أربيل في العراق. دون أن يصدر أي تعليق عن الحكومة المحلية والأحزاب الرئيسية. مراقبون اعتبروا أن الصمت حيال التوغل التركي ربما يشير لوجود تفاهمات غير معلنة بين حكومة كردستان وتركيا. التي تسعي لاستهداف مسلحي حزب العمال في معقلهم بجبال قنديل. وبهذا تكون القوات التركية قد توغلت داخل أراضي الإقليم لأكثر من 25 كم. ما ينذر بانطلاق عملية عسكرية كبري. بعد مرور أقل من 3 أشهر علي قيام أنقرة بطرد مقاتلين أكراد من منطقة عفرين السورية. وكان التعليق الوحيد من كردستان لمحافظ أربيل الذي أكد أن العمليات العسكرية التركية تستهدف فقط عناصر ومعاقل حزب العمال الكردستاني. دون سكان المنطقة. وأن القرية المذكورة لا تزال تحت إدارة حكومة إقليم كردستان. إلا أن رئيس وزراء العراق. حيدر العبادي. طالب تركيا باحترام سيادة العراق. واتهم الساسة الأتراك بإثارة التوتر لأسباب داخلية. قائلًا انه لن يقبل بأي مساس بسيادتها. حتي إن جاء ذلك في نطاق الحملة الانتخابية التركية.