طبيعي.. ربات البيوت يقمن طوال نهار رمضان بالعمل في المنزل.. وإعداد موائد الإفطار لأسرهن.. لكن في نفس الوقت هناك سيدات يواجهن الصعاب يوميا في رحلة البحث عن الرزق وتوفير متطلبات أبناءهن يتحدين أشعة الشمس وينزلن للعمل في نهار رمضان.. ويتركن بيوتهن وأبنائهن ويذهبن للأسواق في عز الحر لبيع الطيور والفول والكنافة والقطائف والبلح والجبن بأنواعها ليوضحن عكس ما يقال أن رمضان هو شهر الراحة والنوم والأكل.. ويؤكدن أن الرزق الحلال مافيش أحسن منه. حسنة مرزوق 55 سنة بائعة فول بسوق الخضراوات بالجيزة بعد وفاة زوجها اعتمدت علي نفسها وعدم انتظار مساعدة من أقاربها أو غيرهم تبيع الفول بالسوق.. كل ما تملكه قدرة مدمس وموقد بوتاجاز ولها زبائنها الذين يترددون عليها وخاصة في شهر رمضان الذي يزداد رزقها فيه ويكون شهر الخير بالنسبة لأسرتها لزيادة الاقبال عليها.. لأن الفول هو الوجبة الرئيسية في السحور. سميرة عبدالرحمن "70 سنة" بائعة جبن وألبان.. تحضر كل يوم لسوق المنيب منذ السابعة صباحا بعد شرائها من السيدات الريفيات بمنطقة العياط.. تفترش أمام أحد محلات الملابس لانتظار زبائنها الذين يفضلون شراء الجبن منها لتناولها في السحور. تقول انه علي الرغم من ارتفاع سعرها هذا العام إلا أنها حرصت علي تحديد هامش ربح بسيط ليكون مكسبها مراعاة لظروف الغلابة ومحدودي الدخل. فاطمة محمود 40 سنة تبيع التوابل والزبيب وجوز الهند والتمر البودرة علي عربة خشبية تجرها في سوق جنوبالجيزة منذ الصباح الباكر ومن رزقها استطاعت الوقوف بجانب زوجها وأبنائها.. لديها ثلاث بنات وولد في مراحل التعليم المختلفة.. الولد يقوم بمساعدتها في الإجازة بترتيب العربة والبضاعة عليها والوقوف بجوارها في السوق لمساعدتها في البيع. تقول مافيش أحلي من الرزق الحلال وتنصح الشباب بعدم انتظار الوظيفة وجعلها حجة فاشلة للهروب من العمل والشقاء وإلقاء العبء علي الآباء. أم إبراهيم 65 سنة بائعة خضراوات طول عمرها شقيانة.. تقول: عندما كان عمري سبع سنوات كنت أذهب لسوق الجملة ب 6 أكتوبر مع أمي لشراء الخضراوات والذهاب بها إلي السوق لبيعها وكنت أجلس تحت أشعة الشمس لساعات طويلة إلي أن نبيع الخضراوات كلها لنشتري متطلبات أخواتي الصغار ومرت السنوات لأكمل الطريق بعد وفاة والدتي وزوجي لأصرف علي أبنائي وأربيهم.. واستطعت تجهيز بناتي وتزويجهن وسعيدة بكفاحي في الحياة وبرزقي الحلال وأعتبر شهر رمضان هو شهر الرزق والخير لنا. صابرين محسن "33 عاما".. كل يوم تشتري الخضراوات.. باذنجان وكوسة وبازلاء وفاصوليا.. تقوم بتنظيفها وتعبئتها في أكياس بلاستيك والجلوس بها بجانب سنترال رمسيس لبيعها للموظفات. تقول انها تنتظر قدوم شهر رمضان كل عام لزيادة الرزق به وتحقيق متطلبات أبنائها الصغار خاصة وأن زوجها يعمل عامل نظافة ودخله محدود لا يكفي وتنهي كلامها بأن العمل مش عيب طالما حلال. خضرة محمود "70 سنة" تفترش كل يوم بأغذية الطيور والمواشي لبيعها بأحد شوارع الجيزة وهي سيدة راضية بما قسمه الله لها.. غطت التجاعيد ملامح وجهها ولم تتوقف عن العمل ولا تمد يدها للتسول تقول انها تعمل يوميا 8 ساعات منذ السادسة صباحا وليس لديها ابناء لكنها لا تتعب من العمل.. والاعتماد علي النفس أفضل كفاح في الحياة. إفطار مع أسرة الشهيد النقيب وائل كمال.. أوصي بدفنه بجوار المنسي أكلته المفضلة الفتة والمشويات.. سهراته مع الأصدقاء كتبت- شادية السيد: الشهيد النقيب وائل محمد كمال ضابط بالكتيبة 103 صاعقة.. استشهد أثناء استهداف ارهابيين لمطار العريش علماً بأنه كان يعتمد علي نفسه في جميع شئونه لدرجة انه قدم أوراقه للحربية فكان كل أمله ان يبقي في الجيش المصري لأن حب لوطن مزروع في قلبه منذ الصغر هذا ما بدأت به والدته صباح يوسف حديثها مشيرة الي ان تنفيذ قرار النقل لسيناء تم يوم وفاة الشهيد المنسي الذي كان يعد الأب الروحي لمحمد فقد تتلمذ علي يده. تستكمل الأم حديثها: وائل كان مثالاً للابن البار بوالديه وباخوته فكان حنوناً عطوفاً لا يتحمل أن يري أحدا يتألم إلا وسارع بمساعدته سواء كان غريباً أو قريباً.. وكان محبوباً من الجميع وبالرغم من ان اجازاته كانت لا تتعدي يومين في رمضان إلا أنهما كانا بمثابة الشهر كله فكان يترك الأثر الكبير فينا ويجعلنا متشوقين لعودته والجلوس معه والاستماع لحديثه.. فكان رمضان له طعم آخر معه فلمة العيلة والسهرات الرمضانية وصلاة التراويح كانت من الطقوس الرمضانية بالنسبة له. تضيف: وائل كان يحب الفتة والمشتويات والمكرونة إضافة الي حلويات رمضان الشهيرة من كنافة وقطايف وان كان لا يأكل كثيراً فطبيعة العمل تجبرهم علي تناول الطعام بكميات قليلة وكان كمعظم الشباب يحب الطعام الذي أقوم بصنعه وكان سحوره في هذه الأيام مع أصدقائه فيها حاجة حلوة جداريات مضية "لصلاح".. وفطوطة وتيمور وشفيقة زينات "القباري".. عناقيد نور.. و"جرافيتي" الإسكندرية- هبة بكر: الابداع ميزة أنعم بها الله سبحانه وتعالي علي بعض الأشخاص. أما أن يكون الابداع هو ميزة شارع أو حي بأكمله فهو قمة التكامل.. وهو ما جسده سكان منطقة القباري مع حلول شهر رمضان للفوز بجائزة أفضل شارع في تعليق الزينة بعد أن تم تحويل أحد الشوارع المتفرعة من شارع الأمير لؤلؤ إلي تحفة فنية من خلال الزينة الرمضانية. أقدم سكان شارع "عين جالوت" علي تحقيق الابداع بعد أن سارعوا في إدخال البهجة وقاموا بطلاء الشارع بألوان مميزة وقاموا بتعليق الزينة لتعطي الشارع والممزوجة بالإضاءة المميزة. ورسم الصورة الجرافيتي. واعتماداً علي الجهود الذاتية. بمشاركة الكبير والصغير والرجال والشباب والنساء كل بحسب مقدرته الشخصية. يستحق الشارع أن يحظي باهتمام العاملين في مجال العمل السينمائي باعتباره تحفة فنية حيث ارتكزت فكرة العام الحالي علي استحضار روح الشخصيات التمثيلية القديمة من بينها "فطوطة". و"عم شكشك". و"تيمور وشفيقة" بعد الحجاب برسم صور جرافيتي لهم. كما عاصر أهالي الشارع نجاحات النجم المصري محمد صلاح نجم منتخب مصر لكرة القدم ولاعب ليفربول الإنجليزي وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي والفائزة بجائزة أفضل لاعب والهداف وجائز الحذاء الذهبي وقاموا برسم صورته جرافيتي في الشارع. يقول محمد صابر- أحد أبناء الشارع- ان فكرة الزينة المميزة يقوم عليها مجموعة من أبناء الشارع متعاونين فيما بينهم وتعتمد علي البساطة من خلال أعمال جدارية وأوراق للزينة وأنوار ونماذج للهلال وعربة الفول ومدفع الإفطار ورسم جرافيتي لشخصيات كرتونية وتمثيلية وشخصيات حقيقية. أرجع صابر. إلي أن أبناء الشارع اجمعوا علي ضرورة تكريم النجم المصري محمد صلاح بوضع صورته بمدخل الشارع بعد ان رفع اسم مصر عالمياً في المحافل الدولية. أكد محمد شديد. أحد سكان المنطقة. ان كل قاطني الشارع يتعاونون من أجل إدخال السرور علي قلوب الجميع. موضحاً أن التعاون داخل الشارع صورة أتمني ان تتجسد بجميع شوارع مصر ويكون أسلوب حياة لنصبح أفضل دولة في العالم. أشاد أهالي الشارع بالشخص الذي تطوع لرسم الصور والجرافيتي والكتابة علي الحوائط وهو محمد الكناني أبوعمر- بمشاركة مجموعة من أبناء الشارع. حيث كتبوا: أهلاً رمضان.. بمدخل الشارع ثم وضع مدفع رمضان وبعض الآيات القرآنية والأدعية والأحاديث. رمضان بين الشعوب في الجزائر: خاتم ذهب هدية أول يوم صيام للأطفال كتبت- أسماء عجلان: يتميز الشعب الجزائري خلال الشهر الفضيل بعادات وتقاليد تعود إلي ما يملكه من تعدد وتنوع ثقافي وبحكم المناطق والقبائل والعروش التي تمثل نسيجه الاجتماعي.. الا ان هذا التنوع بزخمه يجد له روابط وثيقة مع باقي الشعوب العربية والاسلامية. تقول د.أنيسة مني الجزائرية رابط ملحق دبلوماسي بمكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية ان التحضيرات للشهر الكريم في الجزائر تبدأ قبل حلوله بشهور. من خلال ما تعرفه تقريبا كل المنازل الجزائرية من إعادة طلاء المنازل. وتنظيف كل صغيرة وكبيرة فيه. واقتناء كل ما يستلزمه المطبخ من أواني جديدة وأفرشة وأغطية لاستقبال هذا الشهر. وتتسابق ربات البيوت في تحضير كل أنواع التوابل والبهارات والخضر واللحوم البيضاء منها والحمراء لتجميدها في الثلاجات حتي يتسني لهن تحضير الوجبات لأفراد عائلتهن بما تشتهيه انفسهم. وتشهد الحمامات اقبالا كبيرا من العائلات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان للتطهر واستقبال الشهر الكريم للصيام والقيام بالشعائر الدينية في أحسن الأحوال. ويتنافس المسلمون في الجزائر علي تأدية الشعائر الدينية. أول يوم صيام للأطفال يكون حسب ما جرت به العادلة ليلة النصف من رمضان أو ليلة 27 منه باعداد مشروب خاص يتم تحضيره بالماء والسكر والليمون مع وضعه في اناء بداخله خاتم من ذهب أو فضة. ليقتني الطفل هذا الخاتم ترحيبا بأول مرة صيام. من أجل ترسيخ وتسهيل الصيام علي الابنآء مستقبلا. وتجري وسط جو احتفالي. بحضور الوالدين والجد والجدة وأفراد آخرين من الأسرة والأقارب ويحظون بالتمييز من أجل دفعهم للمواظبة علي اداء فريضة الصيام. فالبنات يلبسن أفضل ما لديهن من البسة ويجلسن كملكات. وسط احتفال بهيج بصيامهن. ومن الاكلات الجزائرية الشهيرة "الشربة" كما تسمي في الوسط. و"الجاري" في الشرق الجزائري أو "الحريرة" المشهورة في غرب الوطن. وتعتبر من الأطباق الضرورية التي لا يمكن أن تخلو منها أي مائدة في هذا الشهر وتتنوع الاطباق الأخري حسب أذواق ربات البيوت. ومن العادات التي هي آيلة إلي الافول عادة ما يسمي بالبوقالات التي كانت تجمع النساء والفتيات طيلة سهرات رمضان في حلقات يستمعن فيها لمختلف الأمثال الشعبية ساعيات إلي معرفة مصيرهن من خلال ما تحمله هذه الأخيرة من "فال". في ليلة القدر يختص يوم السابع والعشرين من شهر رمضان بعادات خاصة. هذا لما له من فضل ديني كبير حيث يكثر المسلمون فيه من الذكر والصلاة علي النبي- صلي الله عليه وسلم- والدعاء تقربا إلي الله تعالي كما يعكف الأولياء علي عملية الختان أو ما يعرف عند العامة ب"الطهارة" أبنائهم في هذا اليوم المبارك في جو احتفالي بحضور الأقارب والأحباب لمشاركتهم أجواء الفرحة. وتحضر بهذه المناسبة أشهي الاطباق والحلويات وترتدي فيه النساء أجمل الألبسة التقليدية كالكاركو وتخضيب الأيادي بمادة الحناء كما تفرش المنازل بأبهي وأجمل الأفرشة. ومع اقتراب يوم عيد الفطر. تشهد المحلات الجارية اكتظاظا بالعائلات خاصة تلك التي تعرض ملابس الأطفال الذين بدورهم يقضون هذه الأيام في التجول بين هذه المحلات رفقة أوليائهم من أجل اختيار واقتناء ما يروق لهم من ألبسة قصد ارتدائها والتباهي بها يوم العيد.