يعد القاريء الشيخ عبدالعظيم زاهر صاحب شخصية قرآنية متفردة يصعب تكرارها باعتباره من أبرز القراء المشهود لهم بإتقان القرآن حفظا ولذا كان يؤكد علي ان قارئ القرآن الكريم لا يجب أن يؤدي التواشيح الدينية لأن طبيعة الاداء في كلتا الحالتين مختلفة تماما فالتواشيح في رأيه أقرب إلي الغناء وليس فيها التزام ولذا يخشي علي القارئ من الوقوع في الخطأ في حال الجمع بين الاثنين وكم كان الشيخ زاهر عند حسن الظن به حيث أشاد به الشيخ علي محمود رائد فن التواشيح الدينية بعبارة مأثورة ان الشيخ زاهر يستطيع من شدة حفظه ان يقرأ القرآن بالمقلوب مثله في ذلك كمن يعد الأرقام من 10 إلي 1 دون ان يتعلثم أو يخطيء ولأن صوت الشيخ زاهر يزداد حلاوة ولمعانا كلما امتدت تلاوته لفترة اكبر فقد أطلق عليه رواد الاذاعة الأوائل الأساتذة محمد فتحي وعلي خليل وحافظ عبدالوهاب لقب "صاحب الصوت الذهبي". كان الشيخ عبدالعظيم عبدالرازق زاهر "1904- 1971" صاحب بصمة متميزة للغاية في دولة التلاوة بامتداد ثلث قرن ما بين منتصف الثلاثينيات وحتي رحيله بمطلع السبعينيات استطاع ان يحقق لنفسه خلالها مكانة مرموقة بين كبار القراء الذين تفخر بهم مصر والعالم الاسلامي ويحسب للشيخ زاهر حرصه علي الالتزام بأحكام التلاوة والقراءات عملا بقول النبي صلي الله عليه وسلم: "أحسن الناس صوتا من رأيته يخشي الله في تلاوته" ولذا كان طبيعيا ان يشهد له مولانا فضيلة الشيخ محمد رفعت بقوله: نفع الله به الإسلام والمسلمين. علي الرغم من علو مكانة الشيخ عبدالعظيم زاهر في دولة التلاوة إلا ان تسجيلاته في الاذاعة المصرية قليلة للغاية وان كانت السينما قد أرخت للشيخ بقصد أو دون قصد عندما استعارت اذانه المميز لصلاة المغرب في شهر رمضان المعظم ضمن احداث الفيلم السينمائي "في بيتنا رجل" عن رواية الاديب الراحل إحسان عبدالقدوس.