المؤكد ان لدينا فراغا سياسيا في الشارع المصري رغم وجود اكثر من 104 احزاب علي الورق فقط .... لكن بلا تأثير يذكر بين الجماهير ... اللهم سوي حزب او اثنين علي الأكثر التي يمكن ان تتذكرها بجانب بعض الأحزاب التاريخية التي لازالت تعتمد علي رصيدها وأسمها التاريخي فقط .... يعني باختصار لا يوجد حزب او أثنان او حتي ثلاثة لها رصيد في الشارع وهو امر بالغ الخطورة في الحياة السياسية ولايمكن ان يستقيم والمنطق السياسي بل ويشكل خطورة بالغة علي المستقبل السياسي للأوطان ان شئنا التحديد .... لان هذا ببساطة يعني إمكانية اللعب علي الشارع السياسي وفق اجندات خارجية او داخلية لأن الموجود علي الأرض "هش" وبدون رصيد جماهيري .... من هنا تأتي اهمية الدعوة التي اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لسائر الاحزاب السياسية لإعادة تشكيل نفسها لملء هذا الفراغ السياسي والبدء في تأسيس حياة سياسية صحيحة تتجاوز أخطاء وخطايا التجربة الحزبية السابقة. * لاشك ان دعوة الرئيس فرصة علي الاحزاب اغتنامها بعد ان اكد نصا وحرفا "ضعوا أيديكم في يد بعض وانا علي مسافة واحدة من الجميع ولن أدفع في اتجاه معين" وهو كلام غاية في الأهمية والكرة الان في ملعب الاحزاب للتوصل لصيغة مشتركة للوصول إلي حزب او حزبين بهدف تكوين كيانات قوية لها تأثير مع إعادة صياغة البرامج وفق مستجدات ومتطلبات المرحلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. * بالفعل نحن في امس الحاجة إلي حزب للأغلبية يضم سائر القوي السياسية علي اسس وثوابت وطنية تمهيدا لقيادة الشارع السياسي خلال المرحلة المقبلة سواء في الانتخابات المحلية او البرلمانية القادمة لكن الاهم من وجهة نظري ان يكون حزب الأغلبية الجديدة منفصلا عن طريقة الحزب الوطني او الإشتراكي لان تلك النماذج اثبتت التجربة فشلها المدوي خلال العقود الماضية لكونها لم تكن معبرة عن شرائح المواطنين وانتماءاتهم الفكرية كما انها للاسف لم تكن عونا للانظمة السياسية وقت الازمات والكل يعلم ذلك لانها كانت مجرد جماعات مصالح تفككت مع اول ازمة سياسية لذلك فإن وجود ضوابط لعمل حزب الأغلبية الجديد أهم من إنشاء الحزب نفسه لأننا نحتاج لحزب حقيقي لبناء تجربة حزبية جيدة يمتلك فيها الحزب الجديد المقترح رؤية وسياسة عمل واضحة المعالم مع ضم خبرات وقامات في سائر التخصصات بجانب شرائح من المجتمع المدني فضلا عن الشباب باعتبارهم أمل المستقبل ليكون حزبا سياسيا للاغلبية بكل ما تحمله الكلمة من معان. * في كل دول العالم دون استثناء لاتجد سوي حزب او حزبين او ثلاثة علي الأكثر لتبادل السلطة والحياة النيابية فهل يتحقق ذلك الأمر في التجربة الجديدة ...مجرد سؤال ؟!