ودعت قرية العور التابعة لمركز سمالوط بالمنيا رفات شهدائها الأقباط العشرين الذين ذبحوا علي أيدي تنظيم داعش الإرهابي داخل الأراضي الليبية في منتصف فبراير 2015.. زفهم الآلاف من الأهالي وذويهم بالزغاريد وهتافات الفرح إلي كنيسة الإيمان التي أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشييدها عقب وقوع المذبحة ودفن الشهداء فيها. وجهت الكنيسة الأرثوذكسية وأعضاء المجمع المقدس وأهالي الشهداء الشكر للرئيس السيسي وأجهزة الدولة علي الثأر للشهداء والجهود التي تم بذلها لإعادة الرفات والجثامين إلي أرض الوطن. أجريت مراسم دفن الشهداء صباح أمس وسط حضور جماهيري كبير من الأقباط والمسلمين وإجراءات أمنية مشددة من رجال الأمن ومشاركة من قيادات محافظة المنيا الأمنية والتنفيذية. تم دفن الرفات وأقيم القداس داخل كنيسة شهداء الإيمان بقرية العور.. وامتزجت مشاعر الفرح والحزن بين الحضور.. واختلطت علامات الوداع والشكر علي وجوه أهالي وأقارب الضحايا التي عبروا عن سعادتهم بعودة رفات شهدائهم ودفنها داخل قريتهم وشكرهم للرئيس عبدالفتاح السيسي. ترأس صلوات القداس الأنبا أرميا رئيس المركز الثقافي القبطي نائباً عن قداسة البابا تواضروس الذي حرص علي استقبال الرفات عند وصولهم بمطار القاهرة.. كما شارك فيه عدد كبير من المطارنة والأساقفة والشمامسة وقيادات المحافظة. كانت قرية العور بسمالوط قد شهدت توافد آلاف المواطنين من القري المجاورة ومن المشاركين في احتفالات السيدة العذراء بدير جبل الطير الذين حرصوا علي وداع الشهداء وزيارة مزار شهداء ليبيا داخل كنيسة "شهداء الإيمان والوطن" بعد انتهاء القساوسة والكهنة من وضع رفات 20 شهيداً داخل مدفنهم بالكنيسة.. في الوقت نفسه كثفت الأجهزة الأمنية من تواجدها بمحيط الكنيسة وبامتداد الطريق الموصل للقرية. قام أهالي القرية بتعليق لافتات بمدخل كنيسة شهداء الإيمان والوطن. موجهين الشكر والتحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي علي المجهودات التي بذلتها الدولة في العثور علي جثامين ورفات الشهداء وعودتهم إلي الدولة مرة أخري مؤكدين أن عودتهم أعادت لأبنائهم وذويهم الروح من جديد. كما أوضح عطا يوسف محامي أسر الشهداء أن رئيس نيابة سمالوط كان قد استدعي أهالي الشهداء للحصول علي موافقتهم علي تسلم رفات أبنائهم. علي المستوي الرسمي أعربت مصر عن تقديرها للجهود الحثيثة التي قام بها مكتب النائب العام الليبي والطب الشرعي والسلطات المحلية والأجهزة الأمنية وكذا كافة أجهزة الدولة الليبية من أجل رفات جثامين المواطنين المصريين الذين استشهدوا في ليبيا في فبراير 2015. وذلك عقب قيام السلطات الليبية بالقبض علي بعض عناصر تنظيم "داعش" المتورطين في هذا العمل الإرهابي الخسيس الذي راح ضحيته 20 مواطناً مصرياً. والوصول إلي أماكن الجثامين واستخراج الرفات. كما أعربت وزارة الخارجية في بيان أمس عن خالص التعازي لأسر شهداء الوطن. مؤكدة أن مثل تلك العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي ضد المواطنين الأبرياء تعد جرائم ضد الإنسانية. ولا تمت بصلة إلي أي دين من الأديان. مشيراً إلي تضامن وحرص كافة الجهات الليبية علي أن ينال المجرمون عقابهم. أشار البيان إلي حرص الخارجية خلال الفترة الماضية علي تذليل كافة العقبات التي اعتبرت عملية شحن ونقل رفات شهداء الوطن من خلال التنسيق بين الجهات القضائية المصرية والليبية. والتواصل الدائم مع أهالي الشهداء وتقديم كافة أوجه الدعم للمساعدة في إتمام إجراءات الشحن بنجاح ونقل الرفات إلي مثواها الأخير. قالت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج: إن الشعب المصري قوة واحدة ونسيج واحد لا ينسي المكرمة ولا الإساءة ولا يزال الشعب بمختلف طوائفه يتذكر مشهد مقتل المصريين في ليبيا علي يد تنظيم "داعش" الإرهابي. أضاف في تصريح صحفي أنها حرصت علي المشاركة في استقبال رفات الأقباط الشهداء من منطلق رسمي وإنساني. لافتة إلي أن صلاة الجنازة التي ترأسها قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. بأرض المطار بمشاركة عدد كبير من الأساقفة والكهنة هي بركة كبيرة للشهداء. أشادت الوزيرة بالجهود التي بذلتها سلطات المطار والتسهيلات الكبيرة التي قدمتها لدي وصول رفات شهداء الوطن.