أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. أن الأزمات المشتعلة في المنطقة العربية تزعج كل عربي أيا كان بلده وتلقي بظلال من انعدام الاستقرار علي المنطقة بأسرها. قال الأزمات في سوريا أو ليبيا أو اليمن بالإضافة إلي القضية الفلسطينية تخصم من رصيد الأمن القومي الجماعي العربي واستمرارها من دون حل دائم أو تسوية نهائية يضعفنا جميعا ويعرقل الجهود المخلصة التي تبذل في طريق النهضة والاستقرار والأمن. وأضاف أن مفهوم الأمن القومي العربي ينطلق من أن التهديدات الكبري التي تواجهنا تتساوي في أهميتها وجديتها وتتطابق في درجة خطورتها لأن الأوطان المهددة هي أوطان عربية والدم المراق هو دم عربي والتهديدات تمس استقرار دول العرب ومجتمعاتهم. والعامل المشترك في كافة هذه الأزمات هو غياب التوافق علي مفهوم موحد للأمن القومي العربي علي مدار السنوات الماضية. وأشار إلي أن التقاعس في معالجة الأزمات يغري الآخرين بالتدخل في الشئون العربية والعبث بمقدراتنا. والتحديات الحالية تفرض علينا جميعا التفكير في إجراء حوار جاد ومعمق حول الأولويات الكبري للأمن القومي العربي حيث يجري تدشين توافق وتناغم أكبر حولها لضبط إيقاع تحركنا الجماعي والمشترك إزاء كل التهديدات وهو ما سيعيد بدوره للعرب تأثيرهم في مجريات هذه الأزمات التي سارت ساحة مفتوحة لتجاذبات دولية ومنافسات إقليمية وتدخلات خارجية. وقال إن القضية المركزية في المنطقة هي القضية الفلسطينية والتي شهدت انتكاسة رئيسية وهي قرار الإدارة الأمريكية في نقل سفارتها في إسرائيل إلي القدس. مؤكدا أن الدول العربية استطاعت حشد موقف دولي لمواجهة هذا الطرح الأمريكي "الذي انحرف عن الحياد". وأضاف - خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية - أن القضية الفلسطينية تتطلب بذل المزيد من الدعم السياسي والاقتصادي لتمكين الفلسطينيين من الصمود أمام مخططات تصفية قضيتهم واختزال حقوقهم في الحرية والدولة المستقلة في حفنة من الامتيازات الاقتصادية. مطالبا بضرورة دعم رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس حتي تشعر إسرائيل ومن يؤيدونها أن العرب لازالوا يقفون بقوة مع شعب فلسطين. وحول الشأن السوري. قال إن الشعب السوري دفع أثماناً باهظة علي مدار سبع سنوات. وأن النظام السوري يتحمل مسئولية كبري عن الأزمة وأيضا هناك لاعبين دوليين وإقليميين يسعي كل منهم أن يحقق مصالح علي حقوق الشعب السوري. معربا عن أمله في تمكن قادة الدول العربية من صياغة استراتيجية مشتركة تسهم بالدفع بالحل السياسي المبني علي مسار جينيف واستنكر أبوالغيط التدخلات الإقليمية والدولية في الشئون العربية. مشيرا إلي التدخل الإيراني السافر في الشأن اليمني الذي تسبب في تهديد أمن اليمن ودول جواره مما يستوجب موقفا عربيا موحدا لمواجهة هذا التدخل. وأضاف أن الجامعة العربية بيت العرب جميعا لا تقوي إلا بهم وتضعف إن هم وهنوا وتراجعت إرادتهم. مشيرا إلي أنه يتشرف دوما بكلمات التأييد ومساندة القادة العرب للجامعة. معربا عن تطلعه إلي دعم مالي من أجل تمكين الجامعة من التحرك الفعال في مختلف الساحات والقضايا. وأعرب عن ثقته بأن القادة العرب لن يقبلوا أن تنزوي الجامعة أو أن يهمش دورها أو يتراجع تأثيرها بسبب ضغوط العجز المالي. مضيفا أنه لا شك أن ما تم من تطوير في أداء الأمانة العامة علي مدار العامين الماضيين يشجع علي استكمال تطوير الجامعة أمانة ومنظومة بما يلبي طموحات الجميع في منظمة فاعلية راقية الأداء. أضاف أن الأزمات تفرض علينا حديثا ضروريا لم نكن نرغب أبدا إلي أن يؤدي بنا إلي السلبية والإحباط وأن يحرف الأنظار عن نقاط الضوء في العالم العربي الكثيرة والمتعددة. مضيفا أن هناك دولا عربية كثيرة من بينها البلد المضيف تعج بعمل دءوب وخلاق لبناء تنمية مستدامة حقيقة تخدم المواطن العربي وترتقي بمستوي معيشته ومن يذهب إلي الخليج ومن يأتي إلي مصر وإلي المغرب ومن ينطلق في الساحة العربية يجد الكثير من الإنجاز هو ملك العرب جميعا. وأعرب عن تمنياته لكل الدول العربية وقادتها كل التوفيق والنجاح عن تقديره للإيادي الشريفة التي تعمل علي اقتلاع جرثومة الإرهاب من كل بلادنا. مشيدا بالتضحيات الغالية التي تبذل في كل بلد عربي لاجتثاث جذور هذه الآفة وتجفيف المنابع المالية والفكرية التي يتغذي عليها التطرف وتغيير الثقافة بما يؤدي إلي إنهاكه والقضاء عليه نهائيا. أوضح إن الإحباط في مواجهة الأزمات ليس خيارا وأن فسحة الأمل باقية ما بقيت الإرادة وقد أثبت التاريخ أن وحدة العرب إن هم أرادوا أكبر من أي تحديات وإن كلمتهم إن هي اجتمعت تكون العليا. داعيا الله إلي أن يوفق القادة العرب لما فيه خير للأمة.