في منطقة كرداسة بالهرم استولي مجموعة من الباعة علي الرصيف المؤدي لترعة المنصورية ووضعوا "طاسات" وأدوات لطهو الكبدة الجملي مجهولة المصدر بطرق غير صحية ويستقطبون زبائنهم من المارة وأصحاب السيارات الملاكي والنقل السريع للحصول علي وجبة كبدة ريفية ويظن البعض انها وجبة مفيدة ويقبلون عليها بنهم رغم تحذير الأطباء وغياب رقابة الحي والتفتيش الصحي. محسن محمد. يقول أشاهد الكثير من الأفراد يجتمعون حول طاسات من الكبدة والكل يلتهم طعامه من نفس المكان والبائع يقطع الكبدة ويقلب في الزيت مع الثوم والفلفل الحار رائحة تجذب أصحاب السيارات والمنطقة تعتبر راقية حيث يمر بها آلاف السائحين ويلتقطون الصور التي تعبر عن مظهر غير حضاري بالمرة.. محمد ميرغني يشرح قائلاً: يجلس الزبون أمام طاسة القلي مباشرة علي الأرض يأكل ما يضعه أمامه البائع قد يحمل أمراضا عديدة والزبائن كثيرة في هذا المكان ومعظمهم من الغلابة الذين يعملون في طائفة المعمار أو سائقي النقل الثقيل يأكلون الكبدة غير مطهوة بحجة أنها تعطي القوة والنشاط غير عابئين بعدم نظافة يد البائع الذي يضعها مكشوفة في الهواء لا يعلمون مصدرها. بالإضافة إلي عدم نظافة الأدوات المستعملة في عملية الطهو. وتتساءل هدي مصطفي: أين الرقابة علي هذه المأكولات التي تباع بالشارع المعرضة للتلوث وعوادم السيارات والأتربة؟ وتؤكد أنها منعت ابنها من تناول هذه الأطعمة بعد إصابته بنزلة معوية نتيجة لتناول أكلة ملوثة من أحد المطاعم الشهيرة والحاصلة علي ترخيص وعليها رقابة فإذا كان ذلك الحال في المطاعم المرخصة فما بال من يأكلون بالشوارع؟ ويقول سامح سمير إنه من عشاق هذه الأطعمة ولا يهتم بمصدرها ويؤكد أن الأهم من الطعام هو الجلسة الريفية والجو الممتع الذي يفتح النفس. بينما تتساءل سالي جميل كيف يفصل الزبون بين الكبدة الجملي وكبدة الحمير؟! مشيرة إلي أن التوابل خداعة تغطي علي الروائح الكريهة وتعطي نكهة مميزة. الدكتورة أميرة عادل طبيبة بيطرية بإدارة عين شمس البيطرية تحذر من هذه المأكولات التي تشمل الكبدة والأمعاء وغيرها قد تكون لحيوانات ذبحت في مجازر تنقصها الاشتراطات الصحية مؤكدة أن لدينا في مصر الكثير من بؤر التلوث حيث يتم ذبح 30% من الحيوانات خارج المجازر وتؤكد أن دور الطب البيطري هو التفتيش فقط علي المحلات المرخصة وأن مراقبة المخالفين ممن قاموا بالاستيلاء علي الشوارع ليبيعوا الأطعمة المطهوة هم مسئولية الحي والبيئة وكلهم لا يحملون تراخيص ولا تصاريح مما يجعلهم غير مسئولين قانونا. وتعود للتحذير من الأمراض الوبائية التي قد تنتج عن الأكل غير المطهو جيدا لأنه يسبب التسمم الغذائي بميكروب الإيكولاي الذي يعيش داخل الكبدة. فيما يري دكتور عادل محمد مسئول الرقابة الصحية علي اللحوم أن الأضرار الناتجة عن أكل الوجبات المحمرة بالشارع سواء كانت كبدة أو لحوما بأنواعها أكثر من ذلك بسبب عدم توافر أدوات النظافة الشخصية للبائع الذي قد يحمل ميكروب العنقود الذهبي الذي يسبب التسمم الغذائي لقلة المياه المستخدمة في غسل الأطعمة وقد يكون مريضا بالسل أو الدرن الذي ينقل بالعدوي. بالإضافة لعدم تعرض الطعام لكمية كافية من النار أو حرقه أحيانا مما يسبب سموما مسرطنة تزيد علي 250 نوعا وهي مشوهة للأجنة وتتلف المناعة والجهاز العصبي.