يحتفل مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي هذا العام بالدورة العشرين. وهو المهرجان الوحيد للسينما الوثائقية في مصر إلي جانب اهتمامه بالسينما الروائية القصيرة. والحقيقة أن تلك الأنواع من السينما أصبحت في السنوات الأخيرة وسيلة اكتشاف للمواهب التي تتجه بعد ذلك لتقديم السينما الروائية الطويلة. وفي الولاياتالمتحدة قام النجم المعروف روبرت ريد فورد بتأسيس مهرجان صندانس للأفلام المستقلة بجميع أنواعها الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية. وأصبح هذا المهرجان بمثابة معمل لاكتشاف المواهب السينمائية. حتي أن شركات هوليوود الكبري مثل فوكس ومترو جولدن ماير ويونيفرسال تتخاطف المواهب الشابة التي عرضت أفلامها لأول مرة في مهرجان صندانس. ومهرجان الإسماعيلية في مصر من المفترض أن يقوم بذلك الدور العظيم في اكتشاف المواهب الجديدة. وقد فعل قبل عامين عندما عرض في حفل الافتتاح فيلم "حار جاف صيفا" للمخرج شريف البنداري وحصل علي جائزة أحسن فيلم روائي قصير. وبعدها رشحه الكاتب الكبير وحيد حامد لإخراج الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" وحقق نجاحا كبيرا عند عرضه. ثم حصل علي فرصة أخري عندما قام بإخراج فيلم "علي معزة وإبراهيم" وحقق بطله الشاب علي صبحي مفاجأة كبيرة بحصوله علي جائزة أحسن ممثل في مهرجان دبي السينمائي العام قبل الماضي. وقد أضاف الناقد عصام زكريا رئيس مهرجان الإسماعيلية الحالي فكرة جديدة هذا العام. عندما أراد تكريم كل الفائزين في مسابقات الأعوام الماضية ومنهم المخرج محمود سليمان الذي قدم فيلم "يعيشون بيننا" وحصل علي الجائزة الكبري للمهرجان والمخرج أحمد نور مخرج فيلم "موج" وهو أحد أبناء مدينة السويس الباسلة وقدم بالرسوم المتحركة جزءا من سيرته الذاتية عندما كان طفلا يعيش مع أسرته ويتعرف علي العالم من خلال الأحداث السياسية والتاريخية التي مرت علي مدينته. كذلك انتبه عصام زكريا هذا العام إلي ضرورة قيام مهرجان الإسماعيلية بدوره في التأريخ لحركة النقد السينمائي في مصر التي تمتد منذ الخمسينيات أيام الراحل الكبير فريد المزاوي مرورا بأحمد الحضري وصبحي شفيق وسامي السلاموني وفتحي فرج وصولا إلي الراحل سمير فرج الذي يحتفل المهرجان بالذكري السنوية لوفاته في ذلك الإطار.