انطلقت مساء الاثنين الدورة العاشرة من مهرجان مسقط السينمائي الدولي، مع توقع مشاركة نجوم عرب وأجانب ، ويشارك في هذه الدورة التي تقام تحت عنوان “السينما تجمعنا”، 16 فيلما روائيا طويلا و7 أفلام وثائقية طويلة و32 فيلما روائيا قصيرا و13 فيلما وثائقيا قصيرا و7 أفلام عُمانية وثائقية، بالإضافة إلى 20 فيلما عمانيا روائيا. وقال رئيس المهرجان محمد الكندي في حفل الافتتاح إن المهرجان “يجمع عشاق السينما تحت سماء عمان” ويحتفل “بمرور 15 عاما على إنشاء الجمعية العمانية للسينما لوضع السينما العمانية على خارطة الفن العالمي”. وسيخصّص المهرجان يومين كاملين لأفلام تتناول مواضيع اجتماعية، مع التركيز على حقوق الطفل، وسيُعرض فيلم “غيرل رايزينغ” الوثائقي عن تعليم الفتيات الأربعاء، وهو يتابع مسيرة تسع فتيات من هايتي ونيبال وأثيوبيا والهند ومصر والبيرو وكمبوديا وسيراليون وأفغانستان لتلقي التعليم. أول مهرجان خليجي عشر دورات من مهرجان مسقط السينمائي، تعني بشكل صريح أنه المهرجان الأول الذي تم تأسيسه في منطقة الخليج منذ ما يقارب ال18 عاما تاريخ تأسيس الجمعية العمانية للسينما، وأنه سبق بأعوام مهرجان دبي السينمائي الأكثر شهرة في منطقة الخليج العربي، أو حتى مهرجان أبوظبي الذي توقف لاحقا بعد أن كان مهرجانا كبيرا، ولكنه مع ذلك لم يحظ بالدعم الكبير على الأقل ماديا، ليظهر بالشكل الذي يستحقه. وحاولت إدارة المهرجان في هذا العام أن تقدّم عرضا مسرحيا تتطرّق فيه إلى تاريخ السينما منذ الأخوين لوميير، وصولا إلى السينما الصامتة مع شارلي شابلن، فالسينما الناطقة فهوليوود ثم بوليوود، وصولا إلى دخول السينما للسلطنة. وأتى الهدف الواضح من العرض في شكل دعوة من مؤسسي المهرجان للجهات المسؤولة إلى زيادة الاهتمام بالسينما ليس فقط كمهرجان وإنما كصناعة بحد ذاتها، والحق يقال إن هناك تحركا حقيقيا من جهة الحكومة العمانية في هذا الاتجاه، حيث أُعلن هذا العام عن جائزة السلطان بن قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها لعام 2018، وهي جائزة مخصّصة للعمانيين في مجال الفنون وتحديدا للأفلام الروائية القصيرة أو الوثائقية التي لا تزيد مدتها عن 40 دقيقة، على أن يطرح الفيلم المقدّم للمسابقة فكرة جديدة أو معالجة مبتكرة وغير مسبوقة. كما نظمت وزارة الشؤون الرياضية العمانية ضمن مسابقات إبداعات شبابية مسابقة في الإخراج السينمائي، لتعزيز صناعة السينما في السلطنة واكتشاف الإبداعات الشبابية في المجال السينمائي ، وكان حفل الافتتاح قد كرّم البعض من رموز السينما العربية والأجنبية، نذكر منهم الممثل السوري العالمي غسان مسعود الذي اشتهر عربيا بشخصية صلاح الدين الأيوبي، كما كرّم الإيراني داريوشي مهرجوني، وهو مخرج سينمائي وكاتب ومترجم وصاحب أول أفلام الموجة الجديدة في السينما الإيرانية عبر فيلمه “البقرة”، كما كرّم المهرجان الممثل الإيطالي فرانكو نيرو، الذي شبّه السينما بمدينة كبيرة تساعد الناس على الحلم، مؤكدا على أن الحرية ضرورية لكي نجد السينما. وكرّم المهرجان أيضا كلا من المخرجة الهندية ميرانيو، والممثلة البوليوودية مانيشا كوبرالا، والمغربي عبدالحق منطرش رئيس مهرجان الرباط لسينما المؤلف ورئيس الفيدرالية المغربية للمهرجانات الدولية للسينما. وقدّم في الحفل فقرة خاصة تحت عنوان “كانوا معنا” عن نجوم العالم العربي وحتى الأجنبي الذين فقدناهم في 2017-2018، أمثال السوري رفيق سبيعي والمصرية كريمة مختار، وغيرهما. أفلام ومسابقات تضم دورة هذا العام عدة مسابقات دولية ومحلية، نذكر منها مسابقة أصوات من العالم للأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة أصوات من العالم للأفلام الوثائقية الطويلة، إلى جانب جائزة “سالم بهوان” للجنة تحكيم النقاد. كما خصّصت مسابقتين للإنتاج المحلي العماني، الأولى مسابقة تحكيم قصص من عمان للأفلام الروائية، والثانية مسابقة قصص من عمان للأفلام الوثائقية. ويشارك في المهرجان 13 فيلما روائيا طويلا من كل من سوريا ومصر والمغرب والعراق ولبنان والكويت وفلسطين وتونس والفلبين وإيران وإيطاليا، نذكر منها فيلم “الرحلة” للمخرج العراقي محمد دراجي، وفيلم “حياة” للمغربي رؤوف الصباحي وهما الفيلمان المتوجان مؤخرا في مهرجان شرم الشيخ السينمائي، إلى جانب الفيلم التونسي “جسد غريب” لرجاء العماري، و”نفس بارد” لعباس رزاجي، و”نساء النهر” للمخرج الفلبيني شيرون أدايوك، والجزائري “إلى آخر الزمان” للمخرجة ياسمين شويخ، واللبناني “نور” لخليل زعرور الذي سبق أن حصد أربع جوائز في مهرجان الإسكندرية السينمائي نهاية عام 2017، والفيلم السوري “رجل وثلاثة أيام” للمخرج جود سعيد، وهو العرض الثاني للفيلم بعد مهرجان الإسكندرية الذي حصل فيه الفيلم على جائزة أحسن ممثل، وغيرها من الأفلام. أما بالنسبة إلى مسابقة الأفلام القصيرة، فيشارك 21 فيلما في المسابقة من كل من لبنان وقطر والكويت وأميركا وفرنسا وتونس ومصر والبحرين والجزائر والعراق والأردن والمغرب، نذكر منها فيلم “ونس” للمصري أحمد نادر، الذي سبق أن حصل على الجائزة البرونزية في أيام قرطاج السينمائية وتنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان الأقصر الأفريقي، إلى جانب الفيلم اللبناني “شحن” للمخرج كريم الرحباني الحائز على عدة جوائز كانت آخرها جائزة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وفيلم “آية” للتونسية مفيدة فضيلة الحائز على الجائزة الأولى في أيام قرطاج السينمائية 2017. أما في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فيشارك 7 أفلام، من كل من سورياولبنان والأردن والعراق وتونس ومصر وإيطاليا، نذكر منها فيلم المخرج اللبناني هادي زكاك “يا عمري” الذي يروي فيه قصة جدته المعمرة بشكل إنساني ومؤثر جدا، وسبق للفيلم أن شارك في عدة مهرجانات، كما يشارك الفيلم السوري “بيت النهرين” للمخرجة مايا المنير وهو الفيلم الأول للمخرجة، والفيلم الإيطالي “جوع” للمخرجين جياكوما إبريزس وأنجيليو ميلانو، وغيرها من الأفلام.