اتشحت قرية الحمر والجعافرة بمركز قوص بالسواد.. الحزن ملأ البيوت. وسكن القلوب. لم تكتمل أفراحهم البسيطة بشم النسيم أول أمس كان الجميع يقتسم البهجة. ويسرق لحظة صفاء. علي ضفة النيل.. عائلات بكاملها افترشت الأرض تتناول الطعام. وتتشارك الضحكة. والصغار يلعبون فجأة دوت صرخة لطفلة في ساعة العصاري انزلقت قدمها وجرفها ماء النيل. وعلي الفور سارع المدرس محمد عبدالموجود عبدالكريم 40 عامًا بشهامة الصعايدة. وقفز في النهر. وأنقذ الطفلة عائدًا بها إلي ضفة النهر. وأثناء تسليمها لأهلها. انزلقت قدمه علي الصخور ووقع علي ظهره ليجرفه التيار. فقفز ابنه هشام 16 عامًا لانقاذه. فجرفه هو الآخر التيار. واكتمل مشهد الشهامة لترمي الزوجة فايزة صبحي 35 عامًا بجسدها وراءهما أملا في انقاذهما. أو تكون لهما طوق نجاة. لكن الثلاثة فقدوا القدرة علي النجاة. وابتلعتهم الدوامات. وكتبت نهاية أليمة لأسرة عرفت بالسعادة والشهامة. انتقلت علي الفور قوات الحماية المدنية والانقاذ النهري إلي مكان الواقعة باشراف العقيد سامح بسيم مدير الادارة وتمكنت من انتشال جثة المدرس وابنه فيما لايزال رجال الانقاذ والضفادع البشرية تواصل جهودها بحثا عن الزوجة. وقال الشيخ عبدالباسط محمد إبراهيم وكيل وزارة الأوقاف الأسبق وأحد أبناء القرية أن الشهيد ضرب مثلا رائعا للشهامة والبطولة والإنسانية لينال الشهادة التي هي أغلي ما يتمناه المسلم مؤكدًا انه يعد من خيرة شباب القرية ويشهد له الجميع بالأمانة والشجاعة والشهامة وحسن الخلق وحب الناس. وقال سعيد علي سعيد سكرتير مديرية قرية الحمر والجعافرة ان الشهيد لديه طفلين آخرين بعد استشهاد ابنه الأكبر معه ويمتاز باخلاصه في عمله وأدبه الجم وعلاقته المتميزة مع كل أبناء وعائلات القرية وطالب المسئولين بالمحافظة والشئون الاجتماعية بصرف اعانة عاجلة لطفليه لمساعدتهما علي مواجهة أعباء الحياة. وقال سيد يونس مدرس بمدرسة الشهيد عمر بن الخطاب الابتدائية وزميل الشهيد ان الشهيد كان مثالا للانسانية والأدب والتواضع والاخلاص في العمل وتربطة علاقة نسب ومصاهرة بغالبية عائلات القرية يشاركهم أفراحهم وأحزانهم ولا يتواني عن تقديم خدماته للتلاميذ وأولياء الأمور دون أي مقابل لذا فانني أطالب بتكريمه وصرف أعانة عاجلة لأسرته.