هذه الكلمات عندما خرجت من الرئيس عبدالفتاح السيسي عند بداية حكمه بعدما استدعاه الشعب لتولي المسئولية إبان ثورة 30 يونيه.. لم يكن كثير منهم يتصورون أنها سوف تترجم خلال أيام وشهور قليلة إلي ممارسات وقرارات فورية وخطط وبرامج زمنية محددة يلمسونها ويعايشونها علي أرض الواقع دون انتظار سنوات طويلة كما كان يحدث في أنظمة الحكم السابقة التي كان معظمها يتعامل مع الشعب ولاسيما البسطاء منهم بقلب جامد ويحملونهم المسئولية عند سوء أوضاعهم المادية وأحوالهم الاجتماعية المتواضعة بسبب مشكلة الزيادة السكانية مثلاً أو اعتمادهم علي الحكومة لتوفير الدخول التي تضمن لهم حياة كريمة. وأذكر أنه في نظام مبارك الأسبق كان هناك سعي لتحقيق معدلات نمو عالية وقد تحقق هذا بالفعل ولكنه لم يصل أبداً إلي البسطاء ومحدودي الدخل بسبب آفة السادة رجال الأعمال الذين اعتادوا أن يستأثروا بالثروة كاملة دون مراعاة حقوق الدولة من الضرائب المستحقة ولا حتي بعض حقوق العاملين معهم الذين يقسون عليهم حتي في عدم توفير الرعاية التأمينية أو الصحية لهم.. وظلت هذه النظرية السائدة حتي استثارت الشعب ونسيت في ثورة يناير التي ظللنا نعاني آثارها الاقتصادية حتي بدأت العجلة تسير هذه الأيام بعد عملية الإصلاح الاقتصادي وارتفاع الاحتياطي النقدي إلي أكثر مما كان عليه. *** ولكن الجديد الآن أن ثمار هذا الإصلاح وتلك التنمية بدأ الشعب يجني ثمارها ليس فقط علي نطاق المشروعات القومية من طرق وأنفاق وإسكان اجتماعي ومحطات للطاقة وتنمية واستصلاح زراعي وغيرها من إنجازات تشير إلي أن هذه الدولة بدأت تقوم وتستعيد مكانتها المستحقة بين الدول رغم مخاطر وتحديات الإرهاب وتربص القوي الإقليمية والدولية بالمنطقة العربية وفي مقدمتها مصر التي استعصت عليهم في زيف ثورات الربيع الخادع بعدما أطاحت بدول وشعوب شقيقة مجاورة وكشفت دماء المجتمع الدولي الباردة الذي لم تحركه مذابح الأطفال والنساء والشيوخ كما يحدث في الغوطة الشرقية هذه الأيام في سوريا أو ليبيا أو اليمن وقبلها ضياع مجد وعز بلاد الرافدين في العراق. ولكن قدر شعب مصر كان عظيماً عندما سخر له الله هذا القائد الشجاع الوطني الذي تحمل المسئولية بشرف وأمانة وعمل علي كل الاتجاهات لما فيه مصلحة الوطن والمواطن وقد كانت آخر لمساته الإنسانية في حنوه علي شعبه وهو الذي خرج من بين جنباته في الحي الشعبي العريق حيث نشأته الطيبة هو توفير الرعاية التأمينية للعمالة الموسمية الكادحة التي لم تكن تحظي بأدني حقوقها في الحياة لتشمل 15 مليون مواطن من غير المؤمن عليهم في المرحلة الأولي لهذه العمالة غير المنتظمة. لم يتصور أحد أن تتحول رؤي وأفكار الرئيس خلال تدشينه مدينة العلمين الجديدة في الأسبوع الماضي إلي "شهادة أمان" تصدرها البنوك أول أمس يصل التعويض فيها لهذه العمالة "الشقيانة" عند الوفاة لا قدر الله إلي 250 ألف جنيه تحول بين أهلهم وذويهم من التشرد والضياع عند فقد عوائلهم مثلما كان يحدث بسبب جشع وأنانية بعض رجال الأعمال وشركات المقاولات التي تأكلهم لحماً وترميهم عظماً. *** بالتأكيد لقد صار البعد الاجتماعي والرعاية الاجتماعية لغير القادرين والبسطاء والمهمشين في المجتمع فلسفة وأسلوب حكم بدأت بمعاشات تكافل وكرامة والتصدي لمشكلة سكان الجبال والعشوائيات الذين انتقلوا إلي شقق سكنية آدمية غيرت مسار حياتهم في الاسمرات وغيرها. ولا ننسي البدايات الأولي في زيادة الحد الأدني للأجور وبطاقات التموين ودعم الخبز وتوفير السلع الأساسية من خلال القوات المسلحة بأسعار مخفضة لمواجهة التجار الجشعين وارتفاع الأسعار والتوسع غير المسبوق في مشروعات الإسكان الاجتماعي والتوسط لتحقيق أحلام الشباب في الزواج بعدما كانت قد بدأت ظاهرة العنوسة وانخراط بعض الشباب في جماعات متطرفة تعدهم بقصور في الجنة وحور عين في الوقت الذي تنعم فيه قيادات تلك الجماعات المتأسلمة بكل ملذات الحياة! لا أزعم أن كل مشكلات حياتنا قد انتهت فلازال المشوار طويلاً يحتاج تعاون وتكاتف كل أبناء الشعب.. وسوف يتواصل العطاء خلال المرحلة القادمة كما أتصور بالنهوض بالصحة من خلال قانون التأمين الصحي الجديد وكذلك النهضة في التعليم وتطوير المدارس وتأهيل الشباب لفرص سوق العمل للحد من مشكلة البطالة. وأتصور أنه من الأمانة أن نعطي كل ذي حق حقه وأولهم هذا القائد الوطني المخلص الذي يبدأ عمله في الخامسة صباحاً نشاهده في جولات تفقدية لمشروعات قومية هائلة وزيارات للمعاهد العسكرية للاطمئنان علي إعداد جنود وقادة المستقبل للذود عن الوطن في خضم تلك المؤامرات التي لا تنتهي. لاشك أن هذا الرئيس المعطاء يحتاج منا الشكر بالدعم والمساندة والوفاء العظيم بالخروج المتدفق إلي صناديق الاقتراع في أبلغ رسالة للعالم بأن الشعب قد عرف طريقه رغم كل التحديات والمؤامرات.