مسلسل من الإهمال يضرب المدارس الفنية رغم اهتمام الدولة الكبير بالتعليم الفني باعتباره أحد أهم الأعمدة الرئيسية التي ساهمت في نهضة أكثر من دولة متقدمة صناعياً وتكنولوجيا. قامت "الجمهورية" بجولة علي بعض المدارس الفنية بالقاهرة والقليوبية رصدت خلالها انتشار القمامة حول المدارس وتهالك الديسكات وعدم توفر وسائل الأمان داخلها. مدرسة المرج الصناعية بنين تحاصرها القمامة وسط انبعاث روائح كريهة تهدد حياة الطلاب بخطر الإصابة بأمراض مزمنة كما يعاني الطلاب من عدم وجود مقاعد اضافة إلي إهمال الصيانة. اشار "اسلام قدري" ولي أمر احد الطلاب إلي أن المدرسة بها إهمال جسيم حيث لا يوجد أثاث مدرسي كاف للطلبة بالفصول فضلا عن قلة الإضاءة وعدم نظافة دورات المياه الخاصة بالطلبة. كما أنها أصبحت مرتعا للحيوانات. والمدرسة لا يوجد فيها أدني متطلبات السلامة والتي من أبسطها طفايات الحريق إضافة إلي عدم وجود مخارج طوارئ. قال أحمد متولي طالب بالصف الثاني قسم تشغيل ماكينات إن السبب الرئيسي لتراكم القمامة والقاذروات الأهالي في استغلالهم أسوار المدارس. حيث اصبحت مراحيض عامة لكل ضال ولجميع الحيوانات والحشرات. قال "أحمد عبدالفضيل" مدرس ميكانيكا إن مدرسة قليوب الصناعية تعاني من تقادم الأجهزة والمعدات الموجودة بالمعامل والورش وتلفها مع صعوبة التخلص منها. والمدرسة غير آدمية. حيث شهدت العام الماضي تعرض طالب للموت. لسقوطه من شباك الدور الثاني من أحد نوافذ المساكن المجاورة للمدرسة. ووصلت السخرية وعدم احترام قدسية المكان إلي ربط أهالي القرية المجاورة للمدرسة المواشي في بابها من غير ضابط ولا رابط ولا مانع. وتعد المدرسة من أقدم مدارس المدينة. ومشيدة منذ اكثر من 20 عاما. وتحتاج إلي ترميم بل إزالة والمباني يشوبها شروخ وأيلة للسقوط مما يعرض أرواح الآلاف من المدرسين والعاملين والطلاب في ظل غياب تام للمسئولين بالإدارة التعليمية. أكد "السيد عمران" ولي أمر أحد الطلاب أن المدرسة لم تشهد أي عمليات صيانة أو تطوير منذ عشرات السنين. بحجة أنها مدرسة بنين. وأن الطلاب هم الذين يقومون بإتلاف المقاعد والفصول. والفصول خاوية من أي وسائل تعليمية. كما أنها بلا أبواب أو شبابيك أو إضاءة. فضلا عن تخاذل المسئولين أمام سيطرة البلطجية علي أسوار المدرسة. لا يختلف الحال كثيرا بمدرسة عرب جهينة الصناعية الفنية المتقدمة نظام الخمس سنوات. التابعة لإدارة بنها التعليمية. حيث تري منظراً عبثياً لا يصدقه العقل. لوجود سجاد علي سور المدرسة. واختراق اسلاك الكهرباء حرم فناء المدرسة مما يهدد بكارثة تصيب اطفالنا بالمدرسة. فضلا أن دورات المياه غير آدمية. اشار أحد أولياء الأمور إلي أن مرافق المدرسة لا تصلح للاستهلاك الآدمي ودورات المياه ضيقة جدا. والروائح الكريهة تضايق التلاميذ والمعلمين والإداريين لدرجة أن بعض المدرسين يرفضون دخول الفصول بسبب الروائح المنبعثة مطالبا المسئولين بزيارة المدرسة للوقوف علي ما بها من تقصير. لان العملية التعليمية بالمدرسة تسير بشكل غير صحيح. وصفت مني عبدالكريم ربة منزل "التعليم" بمدرسة مسطرد الصناعية بأنه "خربان". وقالت: "الطلبة لا يتعلمون شيئا نظرا لكثافة الفصول. ويتم وضع "ديسكات" بأحواش المدرسة. بالإضافة إلي أن الأثاث المدرسي غير صالح للجلوس عليه. وأنها أصبحت تخشي ذهاب أولادها. بالصف الأول والثالث الصناعي للمدرسة. حيث إن المدرسة غارقة في القمامة وانتشار الأوبئة. وكثافة الفصول. وعدم نظافة المدارس. وتهالك الأثاث المدرسي الذي يندد بكارثة للطلبة".