اعتادت الولاياتالمتحدة علي مشهد إطلاق النار بشكل عشوائي وسقوط الضحايا. فها هو الشاب البالغ من العمر 19 عاماً. نيكولاس كروز. يفتح النار يوم الاربعاء الماضي علي مدرسة بفلوريدا مما ادي الي سقوط 17 قتيلا علي يد الطالب السابق في نفس المدرسة والذي كان قد تم طرده لسوء سلوكه . تأتي هذه الحادثة لتضاف الي القائمة الطويلة من الحوادث التي شهدتها امريكا في الفترة الماضية والتي يعقبها تغريدة ضعيفة من الرئيس الأمريكي علي حسابه الخاص للضحايا يؤكد فيها ضرورة الا يشعر الطفل والمعلم بل وكل امريكي بالخطر في مدرسته . وكغيرها من الحوادث كان السلاح المستخدم هو الاشهر في الولاياتالمتحدة وهو "ايه ار 15" الذي يشبه في شكله اسلحة الحرب نصف الآلية والذي من السهل تحويله لنوع شبه آلي ممنوع استخدامه . من الملفت للنظر ان هذا النوع من السلاح قد استخدم خلال الحوادث الاكثر دموية في الولاياتالمتحدة. مثل حادثة سان برناردينو في ديسمبر 2015 واورلاندو في يونيو 2016 وحادثة نيفادا في اكتوبر 2017. وتعد حادثة فلوريدا هي الحادثة رقم 18 في المدارس منذ بداية العام ورقم 291 منذ بداية عام 2013. في ديسمبر 2012. وبعد إطلاق النار في مدرسة ساندي هوك في نيوتن والتي تعد من اكثر الحوادث دموية طالب الرئيس الامريكي انذاك باراك اوباما من الكونجرس تطبيق تشريع اكثر صرامة لحيازة السلاح نصف الآلي ومراجعة البائعين انفسهم الا ان النواب الجمهوريين وبعض الديمقراطيين افشلوا هذا المشروع . ومنذ ذلك الحين لم تظهر اي محاولة جادة علي المستوي الفيدرالي لتطبيق هذا القانون. حتي ان الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب والمعروف انه مقرب من لوبي السلاح استبعد اي مبادرة من جانبه معللا تزايد حوادث القتل بانها ظاهرة امريكية وتحدث في الاغلب نتيجة لمشكلة صحة نفسية يعاني منها الجاني اكثر منها سهولة الحصول علي السلاح . بل ان الهيئة الوطنية الامريكية للسلاح تعمل علي اقناع الكونجرس باتخاذ اجراء يسهل اكثر عملية حمل السلاح . ويبدو انها لن تكون الحادثة الاخيرة التي ستشهدها المدارس في الولاياتالمتحدة حيث اعتقلت الشرطة في مدينة إيفرت بولاية واشنطنالأمريكية امس الخميس. طالبا في ال18 من عمره كان عازما علي إطلاق نار عشوائي في مدرسته وتفجيرها. اشارت وكالات انباء امريكية إلي أن الطالب جوشوا ألكسندر أوكونور. اعلن عن نواياه للهجوم علي المدرسة في مذكراته الخاصة. وأعد خطة مفصلة لإطلاق نار عشوائي. وتفجير المدرسة بعبوة ناسفة صنعها بنفسه. وعثرت الشرطة في وقت لاحق علي بندقية في منزل الطالب. فضلا عن عبوات ناسفة يدوية الصنع. وكالمعتاد. من المتوقع ان تتعالي الاصوات الجمهورية والديمقراطية. التي تنادي بمنع بيع السلاح لمن يعانون من اي اضطرابات نفسية ولكن دون جدوي ودون اي اجراء فعلي. فهي مجرد اصوات!