في الوقت الذي تسابق فيه السلطات الأمريكية الزمن للكشف عن ملابسات هجوم مطار فورت لودريل بفلوريدا، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي «إف.بي.آي» أن استيبان سانتياجو الذي نفذ هجوم إطلاق النار العشوائي، الذي أسفر عن مقتل 5 وإصابة 8 آخرين، في مطار فلوريدا أمس الأول - الجمعة - يعاني من اضطراب عقلي. وأوضح المكتب أن سانتياجو - 26 عاما - هو جندي سابق بالحرس الوطني وظهر في مقر الشرطة الفيدرالية في ألاسكا، دون إعلان مسبق، وكان مضطربا. ونقلت شبكة « سى . بى.إس»الأمريكية عن سانتياجو قوله للسلطات الفيدرالية إن أجهزة المخابرات الأمريكية حاولت إجباره على الانضمام لتنظيم داعش الإرهابى والعمل لصالحه . وأوضح «إف بي آي» في بيان له أنه بعد أن تم اعتبار بلاغه مثيرا للقلق في البداية، اتضح أن شكوي الشاب كانت استغاثة للعلاج الطبي أكثر منها مسألة تستحق اهتمام مسئولي مكافحة الإرهاب. وأشار البيان إلي أن سانتياجو خلال مقابلته مع المحققين في ألاسكا «بدا مضطربا وغير متماسك وأدلي بتصريحات مفككة»، مضيفا أنه بالرغم من تأكيد المشتبه به أنه لا يريد أن يؤذي أحدا، إلا أن سلوكه المضطرب دفع العملاء الفيدراليين إلي الاتصال بالسلطات المحلية التي احتجزته ونقلته إلي مؤسسة صحية محلية لتقييم حالته. وتابع البيان: «إف. بي. آي أغلق ملف تقييم سانتياجو بعد إجراء تقييمات لبياناته، ومقابلات مع أفراد عائلته». وبعد دراسة خلفياته العملية والشخصية، تبين أن المشتبه به عمل لفترة وجيزة في العراق كعضو بالحرس الوطني لبورتريكو، ولم يظهر أي صلة له بالإرهاب. وكان سانتياجو قد وصل إلي الصالة الثانية بمطار فورت لودرديل في فلوريدا علي متن طائرة، ويبدو أنه أخرج سلاحا من حقيبته قبل أن يبدأ في إطلاق النار علي الركاب بشكل عشوائي، قبل أن تعتقله الشرطة. ومن ناحيتها، أكدت متحدثة باسم السفارة الكندية في واشنطن أن المشتبه به لم يأت من كندا ولم يكن علي متن طائرة كندية. ودفع هجوم فلوريدا الأجهزة الأمنية في العديد من المطارات الأمريكية إلي تشديد الإجراءات الأمنية، بما في ذلك في شيكاجو ونيويورك. وعلي صعيد متصل، أشعل حادث إطلاق النار في مطار فلوريدا الجدل حول تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات، خاصة أن هذا يعتبر ثالث هجوم تشهده المطارات حول العالم خلال أقل من عام واحد، بعد اعتداء مطار بروكسل في مارس الماضي، ومطار أتاتورك قبل عدة أشهر. وحذر الخبراء الأمنيون من استحالة منع اعتداء مثل إطلاق النار في فلوريدا، نظرا للمناطق العامة الكبيرة في المطارات الأمريكية، وذلك علي الرغم من إنفاق مليارات الدولارات علي الأمن في الولاياتالمتحدة. وقال خبير الطيران روبرت مان «بالنسبة لمسألة أن هذا لم يحدث في منطقة آمنة.. فإن الواقعة لا تدل في الحقيقة علي أي شيء يتعلق بأمن المطار». وأضاف «أي شخص يمكن أن يدخل مطعما أو مقهي وأي شخص يمكن أن يدخل صالة تسلم الحقائب .. كل منهم غير آمن». ويركز الأمن في غالبية المطارات الكبري في أنحاء العالم بشكل عام علي حماية الطائرات من المهاجمين المحتملين والعبوات الناسفة وليس علي حماية المطارات نفسها، ونتيجة لذلك يسهل دخول العامة إلي معظم الأماكن في صالات الركاب دون فحص رسمي قبل مرور الركاب بحاجز التفتيش كي يصلوا إلي بوابات المغادرة. وزاد الجدل بشأن توسيع الفحص الأمني ليشمل المناطق العامة في المطارات بعد تفجيرات داخل صالة الركاب في مطار بروكسل في مارس الماضي، أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة المئات.