هذا عنوان آخر برقيات وكالات الأنباء حول حادث إطلاق نار في الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي وقع ظهر أمس وأسفر عن إصابة5 أشخاص بينهم نائب جمهوري بارز في الكونجرس في ملعب رياضي قرب واشنطن خلال تدريبهم علي مباراة بيسبول خيرية. الحادث ليس الأول من نوعه, ولن يكون الأخير. أمريكا..ما أصعب السفر إليها, وما أسهل الموت فيها بلا ثمن. يحتاج الكثيرون إلي سنوات وإجراءات عقيمة للحصول علي تأشيرة لزيارتها, وقد يصادفه فور وصوله مجنون أو مضطرب نفسيا يمنحه تأشيرة خروج من الدنيا كلها. عمليات القتل الجماعي العشوائية, أقصر الطرق للآخرة في هذا البلد. قد يكون الجاني طالبا يعاني من أزمة حادة, أو عاملا ضاقت به الدنيا فقرر الانتحار, وقبل تنفيذ ذلك يقوم بعملية قتل جماعية حيث يصفي ما تيسر له من الأشخاص بنيران بندقيته الآلية التي يفتحها بشكل عشوائي علي من يصادفه في طريقه ليرديه قتيلا من دون أسباب, ولا عداوة, ولا سابق معرفة. تاريخ أمريكا الحديث حافل بالكثير والكثير من نوعية هذه الحوادث, ولا يكاد شهر يمر من دون أن يقع فيها حادث من هذا النوع المروع. آخرها ما وقع أمس من إطلاق نار علي أعضاء كونجرس جمهوريين. وأعلنت شرطة الكسندريا في فرجينيا حيث جري إطلاق النار انه تم توقيف المشتبه به ولم يعد يمثل تهديدا قبل أن يتوفي متأثرا بجراحه. وأصيب المسئول الثالث في مجلس النواب ستيف سكاليز في فخذه, بحسب زميله موبروكس الذي كان حاضرا وقدم له الإسعافات الأولية. وبحسب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فان النائب أصيب بجروح خطرة لكن حياته ليست في خطر. كما أعلن مكتب النائب أن حالة سكاليز مستقرة, موضحا انه نقل إلي مستشفي ميدستار في واشنطن حيث خضع لعملية جراحية. وأوضح أنه قبل الدخول إلي غرفة العمليات, كانت معنوياته عالية وتحدث هاتفيا مع زوجته. وروي مو بروكس عضو الكونجرس: كنت في الملعب وسمعت صوت إطلاق نار, التفت ورأيت بندقية في القاعدة الثالثة(..) سمعت صوت طلق ناري ثان فأدركت ان شخصا يطلق النار. وفي الوقت ذاته سمعت ستيف سكاليز يصرخ. كان مصابا, ولقد كان سلاحا نصف آلي وواصل( المسلح) اطلاق النار علي العديد من الأشخاص. قال ترامب في بيان أحزنتنا جدا المأساة. مواساتنا وصلواتنا نوجهها إلي أعضاء الكونجرس وفرقهم وشرطة الكابيتول و(فرق) الإسعافات الأولية إضافة إلي كل المتضررين. ليس مهما أن ضباط الأمن المرافقين للنواب استخدموا أسلحتهم للرد علي المهاجم, فهذا أمر بديهي, المهم أن الجناة كلهم يكون لديهم أسلحة متطورة ويرتكبون جرائمهم بدم بارد, والأخطر أن أحدا لا يجرؤ علي مناقشة القانون الذي يسمح للأمريكيين بتصريح أسلحة آلية من دون مبرر. ويعيد هذا الحادث إلي الأذهان ذكري الكثير من القصص المأساوية التي تتكرر ربما بشكل أسبوعي في أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية, بنفس الكيفية, وفي كل مرة تزهق أرواح بريئة بلا ذنب, سوي وجودها القدري في نفس المكان الذي يتواجد فيه المختل عقليا, أو المجرم بالسليقة, منها مأساة يناير2011 في تاكسون بولاية أريزونا حين أطلق مختل عقليا النار في موقف سوبرماركت علي عضو الكونجرس الديموقراطية جابرييل جيفوردز. وأصيب برصاصة في الرأس لكنها نجت مع إصابات بالغة فيما قتل ستة أشخاص في ذلك النهار. تختلف المدينة والولاية والجاني, ويختلف وقت تنفيذ الجريمة, وعدد الضحايا, ولكن كل الجرائم تتشابه في طريقة ارتكابها..إطلاق نار عشوائي من معتوه أو مجنون أو مضطرب نفسيا, سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح, وانتحار الجاني بطلقة في رأسه!! ويذكر أيضا بإطلاق نار في نادي للمثليين في أورلاندو بفلوريدا2016, والفاعل..أمريكي من أصل أفغاني قتل49 شخصا وأصاب أكثر من50 آخرين. قائمة الضحايا الأمريكيين والأجانب أطول من أن تحصي, والحوادث أغلبها دموي مأساوي, ويقف المشرعون في الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي عاجزون عن الاقتراب من هذا الموضوع الشائك, وتقف الشرطة الأمريكية عاجزة عن توقع متي وأين يقع الحادث التالي, ومن يكون الضحية؟!