من أجمل الأصوات الغنائية التي تميزت أغانيها بخفة الظل.. وهي نجمة من نجوم زمن الفن الجميل بل هي من أهم فناني جيلها ألا وهي الفنانة سعاد مكاوي والتي تميزت بتقديم الأغاني الخفيفة في ظل عصر غلب عليه طابع الأغاني الكلاسيكية. وقد تمكنت من أن تجمع بين التمثيل والغناء.. واشتهرت في بداية حياتها الفنية بأداء المونولوجات والتي جاءت أغلبها في الأفلام السينمائية مع الفنان اسماعيل يس وأشهرها مونولوج "عاوز أروح ما تروحشي" من فيلم "المليونير". ومن أشهر أغانيها "قالوا البياض أحلي ولا السمار أحلي".. إلي جانب عدد من الأوبريتات منها "الدندرمة" و"عواد باع أرضه". ولدت سعاد محمد سيد مكاوي في 19 نوفمبر 1928 بمدينة كفر الزيات.. وتوفيت في 20 يناير 2008 عن عمر يقارب ال 80 عاماً. والشهر الماضي يمر عشر سنوات علي رحيلها... عشقت الفن والغناء بسبب والدها الملحن محمد مكاوي والتي ورثت عنه الجينات الفنية. وجاءت بدايتها مبكرة عندما كانت تغني بين فصول المسرحيات كالمعتاد في ذلك الوقت وبدأت مع فرقة علي الكسار.. ثم فرقة ببا عز الدين الاستعراضية.. إلي جانب مشاركتها في احياء الحفلات والأفراح. 35 فيلماً بدأت خطوتها السينمائية بالغناء في فيلم "غرام بدوية" عام 1946 بطولة مديحة يسري وعماد حمدي اخراج فؤاد الجزايرلي. قدمت في مشوارها السينمائي 35 فيلماً.. وكانت فترة الخمسينات من أزهي فتراتها الفنية فقدمت 20 فيلماً من أشهرها: منديل الحلو جزيرة الأحلام المليونير لسانك حصانك أسمر وجميل. وكان فيلم "اسماعيل يس للبيع" اخراج حسام الدين مصطفي عام 1957 هو آخر أفلامها في الخمسينات لتتوقف عن التمثيل عشرة سنوات لتعود وتشارك في آخر أفلامها "غازية من سنباط" عام 1967 اخراج السيد زيادة وبطولة عدد كبير من النجوم بينهم شريفة فاضل ومحمد عوض وأمين الهنيدي.. لتنسحب من الوسط الفني وتنزوي وتعيش في بيتها حتي الرحيل. 500 أغنية وصل رصيد سعاد مكاوي في الأعمال الغنائية إلي قرابة ال 500 أغنية.. وغنت لمعظم كبار الملحنين ماعدا الملحن رياض السنباطي.. واستطاعت أن تترك بصمة في أغانيها التي كانت تعبر عن حال المصريين... ومن أجمل أغانيها: لما رمتنا العين قالوا البياض أحلي حتروق وتحلي كما تميزت بمونولوجاتها والتي ظهرت معظمها في أفلامها منها: اضربها طبنجة يا زعبولا واترقص كده عالبيانولا دقي يا مزيكا دقي. حمودة فايت يا بنت الجيران... كما كانت أكثر فنانة قدمت عدداً من أغاني الصباح منها: جمال الصبح نور الصبح لاح الصبح يا نسمة الصباح الصبح منور. في منتصف التسعينات عاودها الحنين للفن فعادت للساحة الغنائية وشاركت في عدد من الحفلات ولكنها لم تجد قبولاً عند الجمهور لكي يجعلها تستمر فانسحبت مرة أخري لتعيش في بيتها بشارع عماد الدين حيث رفضت أن تبتعد عن حي عابدين ومنطقة باب الخلق التي نشأت بها بالقرب من شارع محمد علي.