لقد أثارت الفنانة شرين رضا موجة من الجدل الواسع في أوساط التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية بسبب هجومها علي أصوات المؤذنين في المساجد.. وبالطبع خرج المؤيد لها. والمعارض.. لأن أسلوب عرضها لم يكن موفقاً. في الحقيقة وبعيداً عن موقف الفنانة حتي وإن لم نتفق مع أسلوب حديثها عن الموضوع وبعيداً عن علاقتها بالله. حيث إن الله وحده من يحكم علي البشر.. فعلاقة العبد بربه هي علاقة خاصة يحكم فيها رب العالمين. ويجب أن نتوقف عن المزايدة بهذه العلاقة. فما قالته بخصوص الأذان أمر حقيقي. فكثير منا ينزعج من بعض أصوات بعض المؤذنين أصحاب الأصوات المزعجة. وهذا لا علاقة له بالدين.. وكنا نتمني أن يناقش هذا الموضوع رجل دين. وأعتقد أن كثيراً من المصريين وأنا منهم يؤيد ضرورة إعادة النظر في موضوع من له حق الأذان. وهذا ينطبق مع رأي الشيخ الشعراوي عندما تحدث في الماضي عن الأصوات المزعجة في الأذان بأنها غوغائية تَدَيُن. وأن حكمها في الدين باطل.. وقال بالحرف الواحد إن هذا الشخص بيهبهب في الميكروفون. وناس وراها أعمال وناس عايزه تنام. وناس مريضة.. الميكروفون أكبر نكبة منيت بها الأمة الحديثة. وصدق الشيخ الشعراوي فيما يقول. والأهم من ذلك والأعظم هو سيد الخلق. إمام الإنسانية سيدنا ورسولنا "محمد" عليه أفضل الصلاة والسلام. عندما اختار شخصاً لمهمة الأذان. اختار سيدنا بلال رضي الله عنه لجمال صوته. ليكون منادياً للصلاة. وحتي يحبب المسلمين في الدعوة إلي الصلاة لأن الأذان هو الدعوة لبيت الله.. تخيل شخص مسئول عن دعوة الناس للحضور إلي بيت الله. كيف يجب أن تكون صفاته وحلاوة صوته. والرسول صلي الله عليه وسلم. اختار مؤذناً صاحب صوت عزب. يشجع المؤمنين ويشعرهم بالروحانية. وحب الحضور إلي المسجد.. ولكن الآن كل من هب ودب يرغب في الهبهبة في الميكروفون علي رأي الشيخ الشعراوي. ولا قواعد ولا أصول. ولا ترغيب. وإنما ترهيب.. عندما كنا صغاراً كنا نحب سماع الأذان بصوت الشيخ محمد رفعت. أو الشيخ مصطفي إسماعيل. أو عبدالباسط. أو الحصري.. رحمة الله عليهم أجمعين.. ولكن الآن نسمع أصواتاً مزعجة في الميكروفونات تجعلك تشعر بالضيق بدلاً من أن تشرح صدرك إلي الصلاة. ورغم المسئولية الضخمة التي تقع علي كاهل وزارة الأوقاف في محاربة الفكر المتطرف وإصلاح الخطاب الديني والجهد الذي يبذله الوزير مختار جمعة إلا أن تصحيح أمر الأذان مسئولية الوزارة.. فنحن لا نعرف السبب وراء إلغاء فكرة الأذان الموحد التي بدأ تطبيقها في عهد الوزير الأسبق محمود حمدي زقزوق. وكلفت الدولة الملايين.. وفي النهاية مات المشروع مثله مثل الكثير من المشاريع التي تموت في مصر بعد رحيل المسئول عنها عن المنصب.. لذا نرجو إحياء هذه الفكرة الجيدة ولو حتي علي المساجد التي لا تخضع لإشراف الوزارة كمرحلة أولي. وبعد ذلك يتم التعميم إذا نجحت التجربة.. وأنا أعتقد أن وزير الأوقاف قادر علي إيجاد حل لهذه المشكلة.