لم يكن أبولهب رياضياً أو لاعباً مشهوراً.. لم يحصل يوماً علي ميدالية دولية أو حتي محلية.. ولكنه في غفلة من الزمن تولي قيادة واحدة من أعرق المؤسسات الرياضية.. انتفخت أوداجه.. زادت سطوته.. وبات يقول للجميع أنا ربكم الأعلي. أصبح يمنح ويمنع.. يعاقب ويكافئ.. يفرش السجادة الحمراء للخاشعين والتابعين وحملة المباخر.. ويمنع المرور أو حتي التنفس للمعارضين والمخالفين في الرأي.. لا يلتفت لأي تحذيرات.. ولا يضع وزناً لأي فصيل.. ظن أنه القادر علي كل شيء. قرر ان ينصب ابنه أميراً تمهيداً لأن يتولي الخلافة من بعده.. ورفض القوم قراره واختاروا شيخاً من القبيلة معروفاً بالانتماء والولاء وحب القبيلة.. وسأل بغلظة من أعطاكم حق الاختيار؟.. أنا الزعيم.. أنا القائد.. أنا كل شيء.. سأجرد شيخكم حتي من حق الانتماء للقبيلة. مصادفة غريبة حدثت.. اختارت القبيلة المجاورة قائداً جديداً.. من أشهر من أنجبتهم القبيلة.. دمث الخلق.. رفيع الأخلاق.. يحترم الصغير قبل الكبير.. يقدس تراب القبيلة ويعترف بفضلها علي الجميع. كان طبيعياً أن يقارن الجميع بين زعيمي القبيلتين وكانت المقارنة ظالمة.. قل هو سوء حظ أبي لهب أم هي عدالة السماء؟ أبولهب يتلاعب بمشاعر أفراد القبيلة المتعطشين للأمجاد.. المحرومين من منصات التتويج منذ سنوات طويلة.. يقدم لهم وعوداً وعهوداً لم ولن تصدق.. لأنه أبولهب. الرياضة عند أبي لهب ليست مكسباً وخسارة.. وليست وسيلة للمتعة وإنما هي حرب جاهلية.. إذا فاز كان هو الملهم والعبقري وصاحب الإنجازات وإذا خسر قال إن الجن والعفاريت حاربوا مع خصومه. كرة أبي لهب هي نموذج لما وصل إليه المجتمع.. التشهير والتبجح والترهيب هي السلاح الأقوي.. أما القيم والأخلاق والمثل فلم تعد صالحة في زمن أبي لهب.