سنوات طويلة مضت علي هدم "مسرح السامر"" المجاور للسيرك ومسرحا البالون والسامر يتبعان إدارياً وفنياً للثقافة الجماهيرية وقبل هدمه حذرنا عشرات المرات أن يكون الهدم علي مراحل بالمعني هدم جزء ثم بنائه وهكذا وليس حقيقياً أن هدم السامر كان بسبب الزلزال الشهير. لأن السامر لم يكن بناية شاهقة بالمعني المعماري المعروف. فكان عبارة عن مجموعة غرف وفضاء خشبة المسرح وكلها من نوع الدور الواحد. والله لن يسامح من أصدر قرار الهدم وبعد فترة كبيرة أصدر رئيس الجمهورية آنذاك قراراً بتخصيص أرض السامر لبناء مسرح السامر ومنذ صدور هذا القرار لم يتم بناء مسرح السامر وظلت الأرض فضاء بلا انتفاع وهو ما يسمي باهدار المال وما جعل السيرك يستولي علي جزء من هذه الأرض ويتوقف النشاط علي أرض السامر سنوات طويلة إلي أن تم التفكير في اقامة سرادقات علي الأرض وعمل خشبة مسرح عن طريق "محلات الفراشة" وظل العمل بهذا المنهج دون وعي وبلا ضمير. المهم تقديم النشاط المسرحي عروض ومهررجانات ومنها المبالغ الباهظة علي محلات الفراشة والعمولات والسرقات "واللاذي منه" ولو تم حساب ما أنفق علي هذه المحلات لوجدناها تكفي علي الأقل لتشييد نصف الموقع ويزيد ولكن الغباء الإداري وجماعة العميان وسوء إدارة أموال الدولة سفكت دماء الميزانيات علي أعوام كثيرة بلا طائل مفيد لصناع ثقافة مصر.. أعلم يقينا أن هناك رسومات هندسية وتصميمات جديدة لانشاء مجمع مسرح السامر والسؤال ما المانع ولماذا لا يتم مشروع البناء حتي الآن؟.. لا أتصور أن التوقف بسبب التمويل المالي. خاصة ونحن ننفق الملايين ونهدرها علي الأرض بلا نتائج ايجابية مثل ما ينفق علي مهرجان هدم الشخصية والهوية التجريبي التخريبي ومهرجان السبوبة السنوية المسمي بالقومي للمسرح المصري بعد أن حطم ضخور الحلم المصري وقوميته. أكدنا مراراً وتكراراً أن السامر يمثل الأمن القومي لثقافة ومسرح الشعب وهو مسرح نوعي ليس له مثيل عربياً ودولياً ويعمل علي احياء التراث وتقديمه في صور مسرحية شتي سواء المسرح السامري أو المسرح الشعبي وما يتناغم مع المنظور الشعبي وميراث وطن هو كل ما يملكه لمواجهة الوافد لإعادة ترسيم خريطة العالم جغرافياً وثقافياً وحضارياً. مسرح السامر وأرض المسرح يمثل قيمة حضارية وفنية وأمناً قومياً. خاصة وأن السامر يتعانق مع نيل مصر ويشكلان معاً وجوداً تاريخياً ينبغي حتمياً الحفاظ عليه لتجسيد معني الخلود. أدعو كل مسئول وكل رجال الأعمال وكل وطني شريف وكل صاحب مال وأدعو الدولة لحتمية الأسراع لإعادة بناء صرح "مسرح السامر" وأن نتخلي عن الصمت والغفلة وأن نبعد عن "عميان الثقافة" فهل من مجيب وإذا تطلب الأمر ندعو السيد الرئيس بقرار سيادي لاسترداد الهوية والشخصية بعودة السامر؟!!..