اشتموا ترامب كما تشاءون.. اعملوا اضرابات واعتصامات.. اخرجوا في مظاهرات واهتفوا واحرقوا العلمين الإسرائيلي والأمريكي.. وليصدر حكام العرب والمسلمين والأمين العام لجامعة الدول العربية ولمنظمة التعاون الإسلامي بيانات الشجب والإدانة والاستنكار أو حتي أعلنوها صراحة بأنكم ترفضون القرار.. كلها أصبحت سيناريوهات محفوظة لا تخفيف أحداً ولا تغني ولا تسمن من جوع ولا تغير من الأمر شيئا. كل الشتائم والسباب والهتاف والبيانات لن تعيد القدس ولن تدفع ترامب إلي الرجوع عن قراره.. فقد اضربتم واعتصمتم وشجبتم وصرختم لمدة 100 عام ولم يتغير شيء.. فالشتيمة أو السب والقذف لا تعيد حقا ولا تلغي قرارا وأيام الإضراب ستنتهي ويعود أصحاب المحلات ليفتحوها من جديد.. والأعلام التي احترقت تنطفئ نيرانها بعد دقائق.. وبيانات الشجب والاستنكار تحولت لنكتة يضحك عليها ويسخر منها أطفال العرب والمسلمين قبل غيرهم. بل ويتحسرون علي ثمن الورق والحبر الذي كتبت به. نحن نشتم ونضرب ونشجب ونستنكر وننظر تحت أقدامنا وهم يخططون ويدرسون وينظرون أمامهم لأقصي مدي ويوعدون ويوفون بما وعدوا ويتخذون قراراتهم وفقاً لما خططوا له ودرسوه ووعدوا به. في 2 نوفمبر 1917 وعد آرثر جيمس بلفور اليهود بوطن لهم في فلسطين.. وأوفي بوعده وتم إعلان دولة إسرائيل عام 1948.. وترامب الذي تشتموه الآن وعد خلال حملته الانتخابية اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة بمنحهم القدس.. وفي 6 ديسمبر 2017 أعلن أمام العالم كله من البيت الأبيض الوفاء بوعده والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والتوقيع علي وثيقة بتكليف وزارة الخارجية بنقل السفارة الأمريكية للمدينة المقدسة. إذن فترامب الذي تسبوه الآن هو في نظر شعبه رئيس صادق يفي بالوعود. نحن فقط الذين ننسي أو نتناسي. نحن ننسي ان عداء ترامب للمسلمين كان واضحاً من البداية وكان حتي بعد نجاحه وتسلمه السلطة يربط في كل تصريحاته بين الإرهاب والمسلمين وليس فقط بين الإرهاب وداعش أو جماعات التطرف التي تمدها المصانع الأمريكية بالسلاح. نحن ننسي ان ترامب كان يردد في حملته الانتخابية ان دول الخليج الثرية يجب أن تدفع لأمريكا حق حمايتها وفي أول جولة خارجية له بعد نجاحه زار المملكة العربية السعودية ولهف 400 مليار دولار في صورة صفقات عسكرية وتجارية. لقد كان ترامب واضحاً حين قرر تعيين زوج ابنته الثري اليهودي كوشنر مبعوثاً للسلام في الشرق الأوسط وان تاريخ كوشنر الذي هربت عائلته اليهودية من المانيا وارتبط بصلات وثيقة برجال السياسة في إسرائيل كان رسالة مهمة للإسرائيليين ولمن يفهمها من الفلسطينيين والعرب انه قد آن الأوان للاستيقاظ من حلم السلام الذي استمتعتم به منذ توقيع اتفاقيات أوسلو في سبتمبر 1993. لتفيقوا علي الواقع والحقيقة التي رفضتم رؤيتها. القدس لن تعود بالسب والقذف وبيانات الشجب والاستنكار. لكنها ستعود حين تكون هناك رغبة حقيقية في استعادتها حين تكون قوياً.. تزرع طعامك وتصنع سلاحك.. وتقول فيسمع لك وتعد فتفي بما تقول.