وقعت مصر وروسيا أمس اتفاق بدء العمل في مشروع محطة كهرباء الضبعة النووية بمصر وتزويدها بالوقود النووي. بحضور الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين بقصر الاتحادية حيث وقع الاتفاق المهندس محمد شاكر وزير الكهرباء وإليسكي ليكاتشوف مدير عام شركة "روس أتوم" وذلك في بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده الزعيمان بقصر الاتحادية عقب محادثات قمة مصرية روسية بينهما. في بداية المؤتمر أكد الرئيس السيسي أن علاقات البلدين ذات تاريخ طويل بدءاً من السد العالي بأسوان مروراً بمجمع الحديد والصلب بحلوان ووصولاً لمحطة الضبعة النووية. وقد تطرقت مباحثاتنا اليوم إلي دفع العلاقات الثنائية وتطويرها خاصة فيما يتصل بالتصنيع المشترك أو الأمن الغذائي وتعزيز التبادل التجاري أو جذب الاستثمارات الروسية لمصر من خلال اقامة منطقة صناعية روسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وتكليف الوزراء المعنيين بمتابعة تلك الملفات وازالة أي عقبات تواجه تنفيذ المشروعات. قال السيسي ان التعاون والتنسيق الممتد بيننا يشمل تناول القضايا الاقليمية التي تمس الأمن القومي للبلدين إيماناً بأهمية استعادة الأمن والاستقرار بمنطقة المتوسط.. حيث أكدت للرئيس بوتين أهمية الحفاظ علي الوضعية القانونية للقدس في اطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة حتي لا يتعقد الوضع بالمنطقة باجراءات تقوض فرص السلام.. ولا يفوتنا هنا أن أثني علي الدور الروسي في اطار جهود التسوية الفلسطينية طوال العقود الماضية.. وبقدر ما حظيت الأوضاع في فلسطين باهتمام بالغ ضمن مناقشتنا اليوم فقد أولينا أيضاً اهتماماً كبيراً بالأوضاع في سوريا وليبيا للتوصل لتسوية سياسية لهذين الملفين في أقرب توقيت.. ففي سوريا اتفقنا علي استمرار العمل المشترك لخفض التوتر لتهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية. كما اتفقنا علي دعم مسار المفاوضات التي يقودها المبعوث الأممي لسوريا للتوصل لحل سياسي شامل يحافظ علي وحدة سوريا. ومن جانبه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سعادته البالغة بزيارته إلي القاهرة. وحفاوة استقبال الرئيس السيسي له مشيراً إلي انه تمت المباحثات الثنائية بين الجانبين وتم تحديد خطوات العمل المشترك وسبل التعاون بين البلدين في المستقبل. وأضاف بوتين خلال كلمته بالمؤتمر ان المباحثات تطرقت إلي مناقشة القضايا الإكثر إلحاحاً علي الأجندة الاقليمية والدولية مع مصر لروسيا. والموثوق به بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأوضح ان مصر شريك قديم. وقال بوتين ان المباحثات قد تناولت عودة رحلات الطيران بين البلدين مشيرا إلي انه منذ سقوط الطائرة الروسية عام 2015 فوق سيناء. ومصر تقدم وتبذل جهوداً كبيرة لتأمين مطاراتها وفقا للمعايير العالمية حتي يعود الطيران بين البلدين مرة أخري. وأكد بوتين انه يوجد لديه تقرير رسمي يؤكد مدي جاهزية استقبال المطارات المصرية للرحلات الروسية. وسيتم الاتفاق علي خطوات مشتركة بين البلدين. وذلك يستلزمه توقيع بروتوكول حكومي مشترك وهو ما سيتم خلال الأيام المقبلة. وأشار بوتين إلي انه تم التباحث مع الرئيس السيسي حول مشروع انشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر. موضحا ان هذه المنطقة ستكون أكبر مركز في المنطقة للصناعة وانتاج المنتجات الروسية إلي أسواق الشرق الأوسط وافريقيا. وان الشركات الروسية الكبري قد أبدت اهتماماً كبيراً للاندماج والمشاركة في هذا المشروع متوقعاً أن يصل اجمالي الاستثمارات في هذا المشروع إلي 7 مليارات دولار أمريكي. وقال انه ناقش مع الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية توسيع التعاون العسكري الفني بين البلدين. من أجل تعزيز القدرات للقوات المسلحة المصرية في محاربة الإرهاب. كما ناقشوا التعاون في مجال الزراعة. مشيراً إلي أن مصر تعتبر من أبرز زبائن روسيا في شراء القمح. وخلال السنة الحالية تم امداد مصر ب 5.5 مليون طن من القمح. وسنواصل تلبية كل احتياجات السوق المصري من الحبوب الروسية.