«عمليات التعليم» تتابع وصول صناديق أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2025 للجان الامتحانية    ليلة دامية.. إسرائيل تتلقى ضربات إيرانية موجعة تكبدها خسائر غير مسبوقة    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم الأحد 15 يونيو 2025    طقس اليوم الأحد 15 يونيو.. بدء انخفاض طفيف في درجات الحرارة    كثافات مرورية بشوارع ومحاور القاهرة والجيزة اليوم الأحد    «كنت رقم 1».. وسام أبوعلي يكشف مفاجأة عن أزمة ركلة جزاء الأهلي    إشادة قوية من المطربة أنغام على أداء محمد الشناوي أمام إنتر ميامي الأمريكي    الأردن يُطلق صفارات الإنذار وسط تصاعد التوترات الإقليمية    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 15 يونيو    برواتب تصل ل12 ألف جنيه.. العمل تعلن وظائف جديدة بشركة أدوية بالإسماعيلية    250 مصابا و8 قتلى بصواريخ إيران.. سلطات إسرائيل تقيم مركزا للتعرف على الجثث    اليوم.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد    دعاء امتحانات الثانوية العامة.. أشهر الأدعية المستحبة للطلاب قبل دخول اللجان    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الأحد 15 يونيو    "زيزو الأعلى".. تعرف على تقييمات لاعبي الأهلي خلال الشوط الأول أمام إنتر ميامي    نقابة الموسيقيين تحذر مطربي المهرجانات والشعبي بسبب الراقصات    «المركزى» يُقر خطة تحويل «إنكلود» لأكبر صندوق إقليمي في التكنولوجيا المالية    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    حارس إنتر ميامي الأفضل في افتتاح مونديال الأندية أمام الأهلي    إعلام إسرائيلي: مصرع 5 وأكثر من 100 مصاب جراء القصف الإيراني على تل أبيب    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    تجاوز 63%.. مؤشر تشغيل القروض للودائع يواصل التحليق لمستويات غير مسبوقة    مقتل ثلاثة على الأقل في هجمات إيرانية على إسرائيل    السينما والأدب.. أبطال بين الرواية والشاشة لجذب الجمهور    ذكريات مؤثرة لهاني عادل: كنت بابكي وإحنا بنسيب البيت    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    رقم تاريخي ل زيزو مع الأهلي ضد إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    سبب دمارًا كبيرًا.. شاهد لحظة سقوط صاروخ إيراني في تل أبيب (فيديو)    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    سوريا تغلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    شهادة أم وضابطين وتقارير طبية.. قائمة أدلة تُدين المتهم في واقعة مدرسة الوراق (خاص)    إصابة سيدتين وطفل في انقلاب ملاكي على طريق "أسيوط – الخارجة" بالوادي الجديد    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    نتناولها يوميًا وترفع من نسبة الإصابة بأمراض الكلى.. أخطر طعام على الكلى    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    بدأت في القاهرة عام 2020| «سيرة» وانكتبت.. عن شوارع مدن مصر القديمة    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    أسرار صراع المحتوى «العربي - العبري» في الفضاء الاصطناعي    النيابة تدشن المرحلة الأولى من منصتها الإلكترونية "نبت" للتوعية الرقمية    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    إصابة 10 أشخاص إثر حادث تصادم 3 سيارات في دمنهور (صور)    فرصة للراحة والانفصال.. حظ برج الدلو اليوم 15 يونيو    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألف باء
نشر في الجمهورية يوم 08 - 12 - 2017

السيد هاني يواصل الكتابة تقسيم فلسطين ب "سكين" الأمم المتحدة:
حكاية كارثة .. أسمها "القرار 181¢
المنظمة الدولية قسمت فلسطين إلي دولة عربية علي مساحة 11 مليون فدان ل 1.3 مليون نسمة .. وأخري يهودية 15 مليون فدان ب 608 آلاف نسمة.
وزير الخارجية الأمريكي "مارشال" عارض رئيسه "ترومان"
وطالب بعدم التصويت علي قرار التقسيم خوفا علي "المصالح مع العرب"
"ترومان" كان يهدف إلي اقصاء اليهود عن الولايات المتحدة وأوروبا .. بعد فشل "هتلر" في إبادتهم
الرئيس الأمريكي حاول التراجع بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية.. فبدأت العصابات اليهودية مجازرها ضد العرب .. لفرض "الأمر الواقع"
"الهجانة" اليهودية بدأت تنفيذ أكبر عملية تطهير عرقي لاجلاء 20 قرية .. و"شير توك" قال : إما أن تقوم دولة إسرائيلية الآن .. وإلا أنها لن تقوم أبدا
"الخطة داليس" أعادت ترتيب السكان المحليين.. وسمحت لليهود بالحصول علي 10% زيادة علي الأراضي التي خصصها لهم التقسيم
أبلغت بريطانيا الأمم المتحدة بقرارها انهاء الإنتداب علي فلسطين خلال عام من مايو 1947.. فألقي القرار عبئا علي الأمم المتحدة التي شعرت بأن خروج بريطانيا من فلسطين سوف يترك فراغا بها .. وبدأت تدرس : من سيحكم فلسطين بعد رحيل البريطانيين..؟
- للإجابة علي هذا السؤال شكلت الأمم المتحدة لجنة من 11 عضوا لبحث مطالب سكان فلسطين من العرب واليهود .. ثم انتهي البحث بأن قدمت اللجنة اقتراحين : الإقتراح الأول تقسيم فلسطين الي دولتين . دولة عربية ودولة يهودية .. والإقتراح الثاني مد فترة الإنتداب البريطاني علي فلسطين 3 سنوات أخري ..
- طرح الإقتراحان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت .. فتمت الموافقة علي الإقتراح الأول بأغلبية 33 صوتا ضد 13 صوتا فقط "معظمها أصوات الدول العربية" ..
- بذلك صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين وتضمن الآتي :
1- إنتهاء الإنتداب البريطاني علي فلسطين في موعد لايتجاوز اليوم الأول من شهر أغسطس عام 1948 ..
2- تأسيس دولتين في فلسطين : إحداهما عربية والأخري يهودية ..
3- إقامة إدارة دولية خاصة بمدينة القدس ..
4- يتم تأسيس الدولتين العربية واليهودية والإدارة الدولية في القدس في موعد لا يتجاوز الأول من شهر اكتوبر 1948.
5- الدولة العربية : تقوم علي مساحة 11 مليونا و589 ألفا و870 دونم تمثل نسبة 42,88% من مساحة فلسطين .. وتشمل مناطق : الجليل الغربي "عكا والناصرة" - السامرة "نابلس وجنين وطولكرم" - قطاع القدس "عدا مدينة القدس الدولية" - قطاع بيت لحم "عدا مدينة بيت لحم" - قطاع الخليل "عدا الجزء الموازي للبحر الميت" - مدينة يافا - معظم قطاع اللد والرملة - السهل الساحلي في جنوب فلسطين "المجدل وغزة وخان يونس" - الجزء الشمالي الغربي من قطاع بئر سبع "منطقة عوجا الحفير" ..
6- الدولة اليهودية : تقوم علي مساحة 15 مليونا و261 ألف و649 دونم تمثل نسبة 56,47% من مساحة فلسطين .. وتشمل مناطق : الجليل الشرقي "صفد وطبرية وبيسان" - حيفا وقراها - تل أبيب والمستعمرات اليهودية الواقعة في السهل الساحلي - قطاع يافا "عدا مدينة يافا" - الجزء المحاذي للبحر الميت في قطاع الجليل - جزء كبير من القري الشرقية في القطاع الغربي - قطاع بئر السبع "عدا منطقة عوجا الحفير حتي العقبة" ..
7- حدود القدس الدولية : تقوم علي 175 ألفا و504 دونم . تمثل نسبة 65 من مائة في المائة من مساحة فلسطين . وتحدها من الشرق: أبوديس - ومن الغرب: عين كارم - ومن الشمال: شعفاط - ومن الجنوب : بيت لحم ..
الموقف الأمريكي
كان الموقف الأمريكي منقسما حول صدور قرار من الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين .. فبينما عمل الرئيس الأمريكي هاري ترومان علي حشد التأييد داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح صدور القرار .. كان وزير خارجيته الجنرال جورج مارشال "صاحب مشروع إعادة بناء أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية" يعارض التقسيم مع مجموعة من كبار الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأمريكية . مثل جورج كينان الذي كان مديرا لهيئة تخطيط السياسة العامة بالوزارة ..
- لذلك صدرت تعليمات من وزارة الخارجية الأمريكية الي رئيس الوفد الأمريكي في الأمم المتحدة بمعارضة قرار التقسيم "المصدر - كتاب : "الإرتباط العاطفي - تورط أمريكا مع اسرائيل منذ عام 1947 حتي الآن" - تأليف : جورج و. بول - دوجلاس ب بول - صدر عام 1993 عن دار نشر و.و.نورتون آند كامبالي بنيويورك ولندن" ..
- بينما صدرت تعليمات مضادة من البيت الأبيض بتأييد قرار التقسيم ..
* وجهة نظر مارشال والعاملين معه بوزارة الخارجية في ذلك الوقت .. هي أن الثمن الذي ستدفعه الولايات المتحدة من حساب مصالحها مع العرب في حال تأييدها لقيام دولة في فلسطين .. أكبر من الفائدة التي ستعود عليها من توجيه الهجرة اليهودية الي هذه الدولة ..
* بينما كانت وجهة نظر الرئيس الأمريكي ترومان . هي أن قيام دولة يهودية في فلسطين من شأنه إقصاء اليهود عن الولايات المتحدة وأوربا .. بعد أن فشل هتلر في إبادتهم!.. فضلا عن أن هذه الدولة اليهودية الجديدة يمكن أن تصبح حليفا للولايات المتحدة والغرب في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالبترول .. والمرشحة ذلك الوقت لأن تصبح منطقة نفوذ للإتحاد السوفييتي ..!
* في النهاية .. التزم المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة بتعليمات البيت الأبيض . وأيد قرار التقسيم ..
- لكن التأييد وحده لم يكن كافيا لإصدار القرار..!
- كان مطلوبا من البيت الأبيض أن يتحرك ويجري الإتصالات . ويمارس الضغوط علي عدد من الدول الأخري لكي يوفر النصاب القانوني اللازم لصدور القرار .. وهو ثلثا أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
- في المرة الأولي من عملية التصويت علي القرار .. لم يكن النصاب متوفرا .. فأعيد التصويت مرتين .. وجرت خلال ذلك "مؤامرة حقيرة" علي حد تعبير المفكر العالمي رجاء جارودي في كتابه : "فلسطين أرض الرسالات الإلهية - الطبعة العربية - ص 461 - ترجمة د.عبد الصبور شاهين".
* يقول جارودي في هذه الصفحة :
- "لقد أتاح التصويت علي هذه الخطة مجالا لمؤامرة حقيرة .. ففي 18 من ديسمبر عام 1947 وقف عضو الكونجرس الأمريكي لورانس سميث فذكر هذه المؤامرات أمام الكونجرس .. وقال : "فلننظر ماجري في جمعية الأمم المتحدة خلال الاجتماع السابق من التصويت علي تقسيم فلسطين .. كان يجب أن يصوت ثلثا الأصوات الي جانب القرار للموافقة عليه . لقد أعيد التصويت مرتين . وفي أثناء ذلك تعرض مندوبو ثلاث دول صغيرة لضغط قوي .. لقد كانت الأصوات الحاسمة هي أصوات : هاييتي . وليبيريا . والفلبين .. ولقد كفت هذه الأصوات لإحراز أغلبية الثلثين . وكانت هذه الدول قبل ذلك معترضة علي التقسيم .. إن الضغوط التي مارسها مندوبنا . ورجالنا الرسميون . وبعض المواطنين الأمريكيين تعتبر عملا ذميما" - المصدر الذي ذكره جارودي في كتابه هو : مضبطة الكونجرس ص 1176¢ ..
* ويستشهد جارودي علي الضغوط التي مارسها ترومان بما كتبه نائب رئيس الوزراء الأمريكي سمنرولز . الذي قال : "استجابة لأوامر مباشرة من البيت الأبيض مارس الموظفون الأمريكيون ضغوطا مباشرة أوغير مباشرة . حتي يؤمنوا الأغلبية الضرورية عند التصويت النهائي" .. كما يستشهد جارودي أيضا بما أكده وزير الدفاع الأمريكي آنذاك جيمس فورستال من أن "الطرق التي استخدمت للضغط . ولإكراه الدول الأخري في نطاق الأمم المتحدة كانت فضيحة" - المصدر الذي ذكره جارودي في كتابه هو : مذكرات فورستال - صدرت في نيويورك عام 1951 عن دار نشر فايكنج برس - ص 363.
العرب يرفضون القرار
هكذا نجحت الضغوط الأمريكية في إصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين تحت رقم 181 ..
- رفض العرب بالإجماع قرار التقسيم . واعتبروه مؤامرة حاكها الإستعمار لزرع دولة صهيونية في قلب العالم العربي .. كما طعنوا في سلطة الأمم المتحدة في التصرف في الأراضي التي يسكنها العرب بفلسطين دون موافقة السكان ..
- بني العرب موقفهم علي أساس أن القرار جاء مخالفا للحقائق التي علي أرض الواقع :
- فعدد اليهود الذين كانوا يسكنون أرض فلسطين ذلك الوقت هو 608 آلاف نسمة يشكلون نسبة 31,7% فقط من السكان . ويعيشون فوق 180 ألف هكتار تمثل 16,5% من مساحة فلسطين .. فإذا بقرار التقسيم يمنحهم أكثر من 56% من مساحة فلسطين لإقامة دولتهم عليها ..!
- بينما كان عدد العرب مليونا و327 ألف نسمة يشكلون نسبة 68,3% من السكان . ويعيشون فوق 83,5% من مساحة فلسطين .. فإذا بالقرار يمنحهم حوالي 43% فقط من مساحة فلسطين لإقامة دولتهم عليها ..!
- وفضلا عن أن ذلك ينطوي علي إجحاف وظلم كبير لعرب فلسطين .. فإنه في نفس الوقت يعني تجاوزا من جانب الأمم المتحدة لسلطاتها ..!
- لأن الأمم المتحدة لاتمتلك أراضي الدول . لكي تقتطع من هنا وتمنح هناك ..
- كما أن حق تقرير المصير يجب أن يكون بيد الشعوب . وليس بيد الجمعية العامة للأمم المتحدة ..
- بالتالي .. كان المطلوب في مثل هذه الحالة طرح القضية علي سكان الأرض في إستفتاء عام . لكي يقرروا بأنفسهم مصيرهم .. وهو ما يعرف في ميثاق الأمم المتحدة بإسم "حق تقرير المصير" .. الذي كفله الميثاق للشعوب . ولم يكفله لأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة الجالسين في نيويورك ..
- لكن الذي حدث في الأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 1947.. هو مصادرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه .. وسرقة أكثر من 50% من أراضي دولته وضمها الي الأراضي التي يمتلكها اليهود لإقامة دولتهم عليها ..!
- فبصدور قرار تقسيم فلسطين في ذلك اليوم .. والذي حمل رقم 181.. أصبح يتعين علي مئات الآلاف من الفلسطينيين ترك أراضيهم وبيوتهم وقراهم ومدنهم . وتسليمها لليهود بموجب هذا القرار ..!!
- ولما كان ذلك من غير الممكن أن يحدث .. فإن القرار 181 بذلك لم يقدم حلا .. وإنما أسس لصراع طويل الأجل .. اسمه : الصراع العربي - الإسرائيلي ..!!
بداية الصراع
بدأ الصراع بين الفلسطينيين واليهود فور صدور القرار..!
- قال الفلسطينيون إن الأراضي التي في حوزتهم قد ورثوها عن عائلاتهم جيلا بعد جيلا منذ عهود طويلة .. وليس من المعقول أن يسلموها لمجموعة من اليهود القادمين من الخارج الي فلسطين..!
- وقال اليهود إن هذه الأراضي هي وطنهم القومي الذي وعدهم به بلفور.. وصدقت عليه الأمم المتحدة بالقرار 181..!
- هكذا بدأت نذر حرب فلسطين تلوح في الأفق ..!
- فلم تكد تمضي ثلاثة أيام فقط علي صدور القرار 181 . حتي اندلعت الصدامات المسلحة بين الفلسطينيين واليهود يوم 2 ديسمبر 1947..
- في نفس اليوم أيضا قررت الحكومات العربية رفض القرار 181 وعدم السماح بتنفيذه..
- ثم تطورت الأمور بسرعة عندما أعلنت بريطانيا يوم 8 ديسمبر 1947 . أنها سوف تنسحب من فلسطين في منتصف مايو 1948 لإفساح المجال لقيام الدولتين العربية واليهودية .. فبدأت العصابات اليهودية منذ ذلك الوقت العمل علي تأمين سيطرتها علي أراض واسعة في المناطق المخصصة لها طبقا لقرار التقسيم .. كما بدأت في التسلح جيدا استعداد للصدام مع الفلسطينيين..
- في الوقت نفسه كان زعماء اليهود قد وضعوا خططا عديدة للتوسع .. من بينها "الخطة داليت" التي تستهدف إعادة ترتيب السكان المحليين بما يسمح لليهود بالحصول علي أراض تزيد نسبتها 10% عن المساحة التي خصصها لهم قرار التقسيم ..!
- في يناير 1948.. قامت عناصر "الهجاناة" الإسرائيلية بنسف فندق "سميراميس" بالقدس . فسقط 20 قتيلا من بينهم القنصل الأسباني .. وفي نفس الأسبوع أعلن عن تشكيل قوات "الجهاد المقدس" من الفلسطينيين والمتطوعين من العرب .. واندلعت المواجهات المسلحة في القدس ويافا وتل أبيب ..
ترومان يتراجع
هذه التطورات جعلت الرئيس ترومان بدأ يشعر بأن قرار تقسيم فلسطين الذي سعي لإصداره . سوف يؤدي الي وقوع إنفجار خطير في منطقة الشرق الأوسط .. وأن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة يمكن أن تتأثر بشدة بسبب ذلك .. لاسيما بعد أن أظهر الحكام العرب موقفا موحدا ضد قرار التقسيم . واصرارا علي منع تنفيذه ولو باللجوء الي استخدام القوة العسكرية..!
- الإنفجار المتوقع كان موعده منتصف مايو 1948.. وهو التاريخ الذي حددته بريطانيا لخروجها من فلسطين ..
- لذلك بدأ الرئيس ترومان يعمل جاهدا لإنقاذ الموقف والحيلولة دون وقوع هذا الإنفجار .. فطلب من وزير خارجيته جورج مارشال في 19 فبراير 1948 أن يتقدم بإقتراح الي الأمم المتحدة بإلغاء قرار تقسيم فلسطين . ووضع فلسطين تحت وصاية الأمم المتحدة ..!
- اقتراح ترومان قوبل بإرتياح كبير من مارشال ومساعديه في وزارة الخارجية الأمريكية . فصاغوه في صورة مشروع قرار . واختاروا أن يتوجهوا به الي مجلس الأمن الدولي . بإعتبار أن ما يجري علي أرض فلسطين من صدامات مسلحة بين العرب واليهود يهدد السلم والأمن الدوليين ..
- يوم 24 مارس 1948.. تقدم المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة وارين أوستن الي مجلس الأمن بمشروع القرار الذي اقترحه ترومان ..
- أحال مجلس الأمن مشروع القرار الي الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشته ..!
* في تلك الأثناء .. شعر اليهود بالخطر يهدد مستقبل دولتهم في فلسطين .. وقال الزعيم الصهيوني شيرتوك متحدثا باسم الوكالة اليهودية : "إن المشروع الأمريكي بوضع فلسطين تحت وصاية الأمم المتحدة .. يعني اغتيال الحلم الصهيوني في مهده .. إن الفرصة السانحة الآن لن تتكرر . فإما أن تقوم دولة اسرائيل الآن . وإلا فإنها لن تقوم أبدا" ..!
* علي الأرض قرر اليهود استغلال الفرصة السانحة التي لن تتكرر .. فبدأوا القيام بعمليات تطهير عرقي وارتكاب مذابح في القري الفلسطينية لإجبار العرب علي النزوح من المناطق التي خصصها لهم القرار 181 . ومناطق أخري حولها تزيد علي نسبة 10% من أراضي فلسطين . كما جاء في الخطة "داليت" التي وضعوها ..
* كانت هذه الخطة تقضي بتدمير وإخلاء 20 قرية من سكانها الفلسطينيين .. وقد دخلت حيز التنفيذ في الأول من أبريل 1948..
- كانت تعليمات ديفيد بن جوريون تدعو الي جعل القري العربية أماكن غير صالحة للسكني .. كي يهجرها سكانها الي الأبد ..!
- كان يأمر بالرد علي المقاومة العربية بالإهلاك المنظم للمناطق الزراعية العربية .. كي يضطر السكان العرب الي الرحيل بحثا عن العمل والعيش في أماكن أخري ..
* كانت قرية "دير ياسين" أول من عاني فظائع الخطة "داليت" .. علي الرغم من أن سكانها أعربوا لليهود عن رغبتهم في البقاء خارج نطاق الصراع .. علي الحياد .. الي درجة أنهم وقعوا معهم اتفاقا متبادلا بعدم الإعتداء والعيش في سلام مع جيرانهم اليهود .. والتزموا في هذا الإتفاق بعدم إيواء المقاومين العرب الذين يهاجمون اليهود..!
- لكن الموقع الجغرافي للقرية القريب من مدينة القدس . جعلها هدفا استراتيجيا في الخطة "داليت".. فقامت عصابة يهودية اسمها "أرجون زفاي" بزعامة مناحم بيجن . بالإشتراك مع عصابة يهودية أخري اسمها "شتيرن" بزعامة اسحاق شامير بالهجوم علي القرية ليلا . فقتلوا معظم سكانها بالأسلحة النارية والبيضاء .. ثم اقتادوا من تبقي منهم حيا .. وجمعوهم في ميدان .. حيث اصطفوا أمام حائط . وتم إطلاق الرصاص عليهم..!
- تاريخ ارتكاب هذه المذبحة هو يوم 9 أبريل عام 1948..
- النساء والأطفال الذين نجوا منها نزعت عنهم ملابسهم .. وساروا في موكب من ثلاث شاحنات .. وأياديهم فوق رءوسهم .. عبر طريق الملك جورج الخامس في الأحياء اليهودية بمدينة القدس .. حيث كان المشاهدون اليهود يقذفونهم بالأحجار ..
* تحولت مذبحة "دير ياسين" الي "عبرة" .. أخذ اليهود يهددون بها سكان القري العربية في المناطق التي خصصها القرار 181 لإقامة الدولة اليهودية والمناطق المحيطة بها .. كانوا يقولون للسكان : إما أن ترحلوا . أو تصير قريتكم "دير ياسين" أخري..!
- هكذا استطاع اليهود في فترة وجيزة خلق "أمر واقع" جديد علي أرض فلسطين ..!
- خلقوه بقوة السلاح والقتل وسفك الدماء والتطهير العرقي..!
- كانت الأسلحة والأموال تتدفق إليهم من المنظمات اليهودية المنتشرة في أوربا والولايات المتحدة..
- كانت الوكالة اليهودية ترعي عملية تدفق المهاجرين اليهود الي فلسطين ليسكنوا القري التي نزح منها الفلسطينيون . ويستولوا علي أراضيهم وحقولهم..!
- كانت تجري عملية "إحلال بشري" واسعة النطاق لليهود علي أرض فلسطين ..
سباق مع الزمن
كل ذلك كان يحدث في نفس الوقت الذي كانت فيه الآراء داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة تتجه نحو إلغاء قرار التقسيم وفرض الوصاية الدولية علي فلسطين ..
- لذلك كان اليهود يشعرون وكأنهم في "سباق مع الزمن" .. يريدون فيه إرساء قواعد دولتهم علي أرض فلسطين . والتسلح لحمايتها والدفاع عنها .. قبل أن يأتي موعد رحيل البريطانيين عن فلسطين الذي حدد له منتصف مايو 1948.. وقبل أن تتفق الجمعية العامة للأمم المتحدة علي إلغاء قرار التقسيم..
كان اليهود يتحركون "بسرعة" لإستغلال "الفرصة التي لن تتكرر"..!
والمجتمع الدولي يتحرك "ببطء" لإنقاذ الموقف..!
- لم يكن تحرك اليهود قاصرا علي مايجري علي الأرض في فلسطين .. بل كان ممتدا الي كل العواصم الأوربية والأمريكية . لممارسة الضغط السياسي وتقديم الرشي المالية ..
- من هذه الرشي مليونا دولار قدمتها الوكالة اليهودية تبرعا لدعم حملة الرئيس الأمريكي ترومان الإنتخابية . لولاية ثانية . التي كانت علي أشدها في ذلك الوقت..
* انتهي السباق مع الوقت والعرب والمجتمع الدولي .. بفوز اليهود..!
- أعلنوا قيام دولتهم علي أرض فلسطين يوم 14 مايو 1948.. قبل موعد مغادرة البريطانيين لفلسطين بيوم واحد .. وقبل أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث مشروع القرار الأمريكي . الذي يدعو الي إلغاء قرار التقسيم ووضع فلسطين تحت الوصاية الدولية ..
- بالإعلان عن قيام الدولة اليهودية .. أصبح هناك وضع دولي جديد قائم علي الأرض . يستمد شرعيته من قرار التقسيم رقم 181..!
- بالتالي أصبح المجتمع الدولي مطالبا بالإعتراف بالدولة الوليدة التي حملت اسم "اسرائيل".. لأنها ولدت من رحم قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة .. بصرف النظر عن شرعية أو عدالة هذا القرار..
- تسابق كل من الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية إلي الإعلان عن الإعتراف بقيام اسرائيل ..!
- جاء الإعتراف الأمريكي أولا .. بعد مرور 11 دقيقة فقط علي إنتهاء ديفيد بن جوريون من خطابه الذي أعلن فيه قيام اسرائيل ..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.