أثار قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس العديد من ردود الأفعال علي الساحة المحلية والإقليمية والدولية أخطرها ما يمس الأمن القومي المصري في منطقة تموج بالصراعات العرقية والمذهبية وتحاصر مصر التهديدات من قبل الجماعات الارهابية في سيناء وفي الغرب من ليبيا وطابور خامس في الداخل يروج للشائعات ويذكي الغضب الشعبي ويستغل المظاهرات السلمية المعبرة عن موقف شعبي في ارتكاب أعمال تخريبية.. من هنا جاء تحذير الخبراء الأمنيين والسياسيين لكافة فئات الشعب المصري من الأنسياق خلف الدعوات التخريبية التي تهدد أمن واستقرار الوطن. أكد الواء جمال أبو ذكري الخبير الأمني بجهاز الأمن القومي أن قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس تهديد خطير لأمن واستقرار مصر والمنطقة العربية التي تموج بالصراعات العرقية والمذهبية ويعصف بالبقية البقية من آمال السلام والاستقرار ولكن في جانب منه إيجابي وكما يقولون رب ضارة نافعة فقد وحد القرار الموقف الدولي مع القضية الفلسطينية لأول مرة وكذلك كسب الرأي العام العالمي إلي جانب القضايا العربية وقد بدأ العالم يشعر بالظلم الواقع علي الفلسطينيين وحقهم المشروع في وطن مستقل سوف يكون مفتاح الاستقرار لمصر والعالم العربي. وطالب أبو ذكري أن تكون المظاهرات المنطلقة ضد القرار والوقفات الاحتجاجية واعية ومنضبطة وعدم اللجوء للتخريب أو السماح للجماعات الإرهابية بالاندساس وسط المظاهرات وارتكاب أعمال تخريب تهدد أمن وأمان الوطن خاصة أن القلاقل التي تحيط بمصر من الشرق والغرب والجنوب الغرض منها إشغال مصر عن قضيتها الرئيسية في التنمية والانطلاق للمستقبل وهو مخطط صهيوني عالمي تقوم به الجماعات الإرهابية لمصلحة من يمولهم ويدربهم. الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية فيقول إن الأمن القومي المصري تعرض للخطر في فترات سابقة ولكن الآن رغم المخاطر المحيطة بالمنطقة إلا أننا أفضل حالا من كثيرين ودورنا الحفاظ علي سلامة بلدنا والعمل علي تقدمه واستقراره. أما بخصوص القرار الأمريكي فهو قرار غير حكيم وكارثي ولكنه يستغل حالة الضعف والتمزق العربي ولن تجد معه قرارات الشجب والإدانة وإنما قرارات قوية ترقي إلي قطع العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية ووقف التعاون الاستخباراتي والأمني للحفاظ علي الأمن القومي المصري والعربي وتلافي الآثار العكسية للقرار الأمريكي وحذر غباشي من استغلال الجماعات الإرهابية للقرار وارتكاب جرائم في حق الوطن بحجة عدم اتخاذ القيادة السياسية موقفا حاسما من القرار الأمريكي دون تقدير حساسية الموقف السياسي والعلاقات الدولية وكذلك استغلال المظاهرات المنطلقة للتعبير عن غضب الشارع لترويج الشائعات وارتكاب أعمال تخريبية في حق المنشآت العامة وجر المواطنين لمواجهات مع الأجهزة الأمنية. يقول اللواء سامح أبوهشيمة الخبير الاستراتيجي إن إقدام الإدارة الأمريكية علي إعلان مدينة القدسالمحتلة عاصمة لدولة الكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. أضاف أن نقل السفارة الأمريكية للقدس يعتبر اعتداءً أمريكيًا علي حقوق الشعب الفلسطيني ويترتب عليه عواقب لا يمكن السيطرة عليها في الضفة . والتي ستجعل المنطقة أكثر التهابًا في ظل ما يحدث من تهديدات مثل مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالحپالذي سيؤدي الي حرب اهلية في اليمن . والارهاب في سيناء . وسد النهضة . والموقف القطري واستعانته بالقوي الدولية . كل هذا يصب في تقليل الدور الذي تلعبه مصر في المنطقة . وضرب استقرارها الداخلي . وبالتالي الامن القومي المصري في خطر كبير. وأكد أن نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلي القدس سوف يثير الغضب لدي المسلمين وخاصة في مصر وسوف تخرج مظاهرات في مصر . والخوف من اندساس بعض الاطراف من اجل ضرب الاستقرار . واثارة الشعب ضد القيادة السياسية . وتوجيه انتقادات لدور مصر . والهدف هو احياء الربيع العربي مرة اخري. اشار أبوهشيمة الي ان دور مصر هو الحفاظ علي القومية العربية وليس مصلحتها فقط من خلال احداث التوازن الاستراتيجي في المنطقة . ولكن هناك مؤامرة علي مصر لجرها الي مواجهة عسكرية لن تأتي إلا بنتائج سلبية . ومصر الان معنية بهدف واحد وهو التنمية وزيادة الانتاج القومي المصري . أكد اللواء ممدوح الكدواني الخبير الامني ان قرار نقل السفارة يشكل تهديدًا كبيرا علي منطقة الشرق الاوسط . لافتا الي ان الاحداث المتوالية التي تدور سوف تكون لها رد فعل علي مصر لانها القوة الوحيدة الصامدة من الدول العربية والاعتماد الكلي عليها في المنطقة . وسوف تكون له ردود فعل داخلية ومن الممكن ان يصل الي توجيه اعمال عدائية تجاه المصالح الامريكية في مصر . خاصة ان مصر بها جماعات ارهابية من الممكن ان تستغل الامر وتدخل علي الخط لتوريط مصر واحراجها خاصة ان هذه الجماعات تقوم بتحريكها اسرائيل وقطر وتركيا من اجل حصار مصر . اضاف الكدواني ان المنطقة اصبحت مليئة بالصراعات الاقليمية الخطيرة والتي تنذر بحدوث مواجهات عسكرية . ويجب علي مصر الانتباه من المخطط الغربي الذي يستهدف اثارة الشعوب ضد قادتها وحدوث فوضي من اجل عمل ربيع عربي اخر . ومقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والتمثيل بجثته اكبر دليل علي ذلك .