أمام حالة الحرب التي تعيشها مصر ضد الإرهاب لم يعد مقبولاً المواقف الرمادية أو أنصاف الحلول أو اللعب علي كل الأوتار خاصة في الإعلام وبالتالي أصبحت قضايا الوطن الملحة وعلي رأسها الحرب ضد الإرهاب تفرض نفسها علي المعالجات الإعلامية اليومية في الفضائيات.. ولم يعد مقبولا أن تكون المحطات الفضائية غائبة عن قضايا الوطن طرحنا الموضوع للنقاش فماذا قال المتخصصون في الإعلام عن تلك القنوات. المخرج والإعلامي الكبير شكري أبو عميرة عضو الهيئة الوطنية للإعلام يقول إن التليفزيون المصري أجاد في تغطية الحادث الإرهابي علي مسجد الروضة ببئر العبد وكان علي أعلي مستوي وغير خريطة برامجه وكان عند مستوي الحدث لأنه تليفزيون الدولة يعبر عن الشعب والوطن وليس قناة خاصة تعبر عن رأي مالكها وقد أعجبت جدا بقناتي النيل للأخبار والفضائية المصرية اللتين نقلا علي الهواء علي مدار الساعة أما القنوات الفضائية الأخري الخاصة فلا أراها لأنهم أدخلوا الدين في الموضوع وأنا ضد الخلط في الأمور وما حدث من إرهاب هو فكر سيد قطب وحسن البنا ومازال موجودا في الجماعات الإرهابية التكفيرية وأنا أري أن هذا الهجوم الإرهابي علي المسجد يضعف من هذه الجماعات الإرهابية لأنهم أصبحوا أعداء الشعب المصري بجميع فئاته. قال أن تحليلات التليفزيون المصري عبرت عن جموع الشعب المصري وأرائهم أما القنوات الفضائية فكانت تذيع أعداد الشهداء بشكل غير دقيق ولابد أن يمارس المجلس الأعلي لتنظيم الاعلام دوره بحيث يضع حداً لكل من يخطئ في حق الوطن أو يتخذ مواقف رمادية لأننا في حرب ضد الإرهاب ولا يعني هذا غلق القنوات لأنني مع حرية الرأي والابداع ولكن مع البرامج التي تخطئ لابد وأن تحاسب ولابد من اتخاذ موقف حاسم ضد من يقصر في حق الوطن من الإعلاميين لأنه من المفروض ان تكون قضايا الوطن معروضة علي الشاشة. الدكتورة هويدا مصطفي عميد الإعلام بالشروق قالت نحن دائما ما نقول أن مواجهة الإرهاب ليست أمنية فقط ولكنها مواجهة مكتملة وهذا يتطلب دوراً من الإعلام بكل أشكاله ومع تزايد العمليات الإرهابية لأبد من تعاون جميع أجهزة الدولة وعلي رأسها الإعلام ولا أريد أن أقول أن الإعلام يتناول العمليات الإرهابية فقط في وجود الحدث وبعد العملية ينتهي كل شيء وهذا خطأ كبير فلابد أن يكون هناك توعية مستمرة لمواجهة الارهاب بعمق وبشكل تحليلي أكثر حتي يتم تنمية ووعي المواطن المصري حتي يكون علي علم بتوجهات هذه العناصر وأهدافها ومواجهة الدولة لها كل هذا يجب الاهتمام به ولا نعتبرها ظاهرة عابرة فيجب علي كل وسائل الإعلام ان تتكاتف لمواجهة هذه القضية ولم يتم استثناء الاعلام الخاص لأنه يندرج تحت مسمي الاعلام المصري ووضع شارة الحداد فقط. كما حدث في الحادث الأخير من العديد من القنوات الخاصة فيجب الاهتمام لمواجهة الإرهاب واهتمام مستمر حتي يتم محاربة الافكار المتطرفة والتي تقف وراء هذه الأحداث وتكون لغة الإعلام علي مستوي الحدث ولغة توعية وتثقيف للمواطن ونبذ العنف والتطرف. فيجب علي القنوات أن تكون علي قدر من المسئولية كما يحدث في البلاد الأجنبية ودول الخارج عندما يحدث عمليات قومية وتمت الأمن القومي تتكاتف كل وسائل الإعلام مع اختلاف التوجهات لمحاربة هذه العمليات. فيجب علي الاعلام ان يكون شديداً لمواجهة والتكاتف ضد هذه العمليات التي تمث الآمن القومي. الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام الاسبق يقول: لا يجب ان نضع جميع القنوات الفضائية في سلة واحدة أو نتهمها جميعا بأنها اغفلت أو تغفل قضايا الوطن لابد معالجة قضايا الوطن يتفاوت تغطيتها من قناة إلي أخري حسب توجهات مالك القناة وأسلوب الإدارة والسياسة التحريرية وإنما أتصور ان تغطيه الحادث الإرهابي بسيناء كان تغطية جيدة علي خلاف ما كان متبع في فترات سابقة وبالعكس أحيي الإعلام الرسمي أو إعلام الدولة الذي كان يرصد الحقائق أولا بأول وكان ذلك ملحوظا في حادث مسجد الروضة ببئر العبد وهو ما أدي إلي القضاء أو تجنب انتشار الشائعات وتقديم الحقائق بشكل دقيق. أما فيما يتعلق بأسلوب المعالجة لمثل هذه الحوادث الإرهابية فهذا يعود للسياسة التحريرية لكل قناة وكيفية معالجتها للخبر والاكتفاء بوضع الشارة السوداء هو شيء مفروض علي كل القنوات أما الحس العام بأهمية الحدث ومدي استياء الناس وتعاطفهم ترجع إلي حنكة كل قناة ومن ليس لديهم هذه الحنكة استمروا في تقديم برامجهم بشكل عادي من مباريات وأفلام وبرامج منوعات وابتعدت عن الحس الشعبي نتيجة الحادث المؤلم. قال أنني أحيي المتحدث العسكري وكنت دائما انتقد المتحدثين الرسميين في تأخير المعلومات مما يجعل القنوات تلجأ إلي مصادر غير مؤكدة لكن في الحادث الارهابي ببئر العبد كان هناك إدراك من جانب المتحدث الرسمي في تقديم المعلومات أولا بأول وشكل دقيق وهو ما لم يسمح لتداول الشائعات واختلافها أو الاعتماد علي مواقع التواصل الاجتماعي. الدكتور صفوت العالم استاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال: من الواضح انه لا توجد رؤية وغيابها بالنسبة للأداء الإعلامي في القنوات الفضائية وانعدام الرؤية أصبح واضحا خاصة وان البعض يعيد ترتيب أوراقه وإلي الآن لم تنجح الهيئات الإعلامية في ضبط الايقاع الإعلامي أو عمل رؤية واضحة لاولويات الاعلام في المرحلة الحالية حتي أن بعض هذه القنوات تقوم بدور كرنفالي تجميلي شكلي ويقيم الحفلات وهناك قنوات عديدة متواجدة علي الساحة ليس لها دور ولم تفعل شيئا في قضايا الوطن ويتم الاكتفاء بتغطية الحدث فور حدوثه وبعدها نعود للحفلات والكرنفالات دون أن يكون هناك قضايا واضحة والآن هناك حالة من التغير في السوق الإعلامي ببيع قنوات وانضمام شبكات لملاك أخرين وبالتالي مازالت الرؤية غير مكتملة وهناك حالة من الارتباك خاصة وأن الفضائيات الآن ليس لها أي مظلة حتي الفضائيات الكبيرة ابتعدت عن المضمون السياسي أو الاخباري وأصبحت الاولويات لبرامج ترفيهية ورياضية اكثر من الاحداث الارهابية وبالتالي أصبح السؤال الملح الآن للاعلام المصري ماهي الاجندة أو الاولويات للاعلام المصري هل هي البحث عن الاعلانات والاهتمام بانتخابات الاندية علي حساب قضايا الوطن الأهم والأشمل الاعلام الان لا يدرك أولوياته وفي مرحلة البحث عن مصالحه المادية ولا يدرك أن له رسالة وأري ان المجلس الاعلي للإعلام قد تخلي عن دوره في تطوير الاداء واكتفي ببعض المحلوظات الشكلية غير العميقة في متابعة وتقييم الأداء وأحيانا يتراجع عن بعض القرارات.