"اندماج الأحزاب" حلم بعيد المنال.. وبالرغم من التصريحات الوردية التي تنطلق من حين لآخر من قادة بعض الأحزاب حول ضرورة التخلص من "تخمة الأحزاب" التي وصلت لقرابة 102 حزب رسب منها 82 حزباً في امتحان مجلس النواب الأخيرة ولم تحصل علي أي مقعد إلا أنه بعد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال جلسات المنتدي العالمي للشباب بضرورة اندماج الأحزاب في خمسة أو عشرة أحزاب كبيرة فتح باب المناقشة مجدداً حيث أكد الخبراء إن محاولات الاندماج دائماً تتعثر بسبب "الزعامة الوهمية" وحب الظهور الذي أصاب أغلب النخبة السياسية. فعقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة أعلن محمد أنور السادات رئيس حزب "الإصلاح والتنمية" اعتزام حزبه الاندماج مع حزب الوفد إلا أن الأمر لم ينجح. ونفس المصير لاقته دعوة حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق لاندماج أحزاب التيار الديمقراطي في حزب يوحد أحزاب الدستور والتيار الشعبي والكرامة والتحالف الشعبي والعدل ومصر الحرية والمصري الديمقراطي وانتهي الأمر إلي اندماج التيار الشعبي في حزب الكرامة فقط كما فشلت جهود سامح عاشور في توحيد الأحزاب الناصرية حتي أن تجربة الاندماج الوحيدة التي نجحت كانت في اندماج حزب الجبهة الديمقراطية مع المصريين الأحرار في ديسمبر 2013 إلا أن التجربة فشلت بعد ثلاث سنوات وحصل قيادات حزب الجبهة علي حكم قضائي ببطلان الاندماج. قال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي إن الأحزاب التي تملك رؤية أيدلوجية متقاربة وبرامج عمل متشابهة من الأفضل أن تتجمع في كيان واحد موضحاً أن العقبة الحقيقية التي تواجه فكرة اندماج الأحزاب هو التغير الكبير الذي طرأ علي الساحة السياسية وثورة المعلومات وقدرة كل كيان حزبي أن يتحرك منفرداً بعكس ما كان يحدث في الماضي حيث كانت تسود فكرة الحزب الواحد والمعبر عن السلطة أو حزبين كبيرين متنافسين ولكنها امتداد لحركات اجتماعية كبري شهدها القرن العشرين إلا أنه الآن من الأفضل للأحزاب صاحبة الرؤي المتشابهة أن تندمج أو علي الأقل تعقد تحالفات طويلة الأمد فيما بينها. ويرجع نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع فشل اندماج الأحزاب إلي سيطرة العوامل الانتهازية وفكرة القيادة علي الكثير من السياسيين موضحاً أن طوق النجاة الوحيدة للأحزاب الراسبة في معركة البرلمان هو الاندماج مع الأحزاب القريبة منها. أكد أن الإعلان عن وجود محاولات للاندماج خطوة في الاتجاه الصحيح ولو تكررت مع الكثير من الأحزاب فسوف تصب في مصلحة الحياة السياسية. ويري محمد سامي رئيس حزب الكرامة أن اندماج الأحزاب ذات التوجه الواحد ضرورة للقضاء علي حالة السيولة في الأحزاب التي وصلت لقرابة 102 حزب موضحاً أن السبب وراء عدم اندماج أحزاب التيار الناصري هو حصول أحد الشخصيات علي حكم قضائي برئاسة الحزب العربي الناصري مما غير المشهد وأدي إلي تعثر عملية الاندماج حتي لا ندخل في مشاكل أخري. أكد ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي أن الحياة الحزبية مريضة ودخلت في موت سريري وتحتاج إلي معجزة لإنقاذها وإعادتها إلي الحياة من جديد بعدما ظلت في غرفة العناية المركزة لمدة 4 أعوام متصلة. معتبراً أن المادة الخامسة من الدستور التي تنص علي النظام السياسي للبلاد يتكون من تعدد الأحزاب مجرد وهم. علاوة علي غياب التمويل باستثناء الأحزاب التي يمولها رجال أعمال ويشترون لها مقرات في تكريس لسيطرة المال علي السياسة سواء في مجالها التنفيذي أو البرلماني وأخري تحل مشكلة التمويل لديها عن طريق التمويل الخارجي الأجنبي وهذين النوعين من الأحزاب يمثلان تهديداً للأمن القومي للبلاد علي المدي البعيد علاوة علي أحزاب جادة فقيرة تعتمد علي اشتراكات أعضائها وهي تجاهد من أجل البقاء وأحزاب ليس لها مقر وأغلقت بابها. لافتاً إلي أنه لا يوجد سوي 25 حزباً مازالت تمارس نشاطاً حزبياً وسياسياً وهو رقم كبير لذا يجب تخفيضها إلي نحو 7 أحزاب تمثل المدارس الفكرية الحزبية التي عرفتها الدول المتقدمة في النظام الحزبي لكي يتمكن النظام السياسي من تحقيق تداول السلطة من خلال انتخابات حرة وشفافة ولذلك لابد من اندماج الأحزاب المتقاربة فكرياً معاً لتكوين أحزاب قوية قادرة علي المنافسة. وقال مصطفي بكري عضو مجلس النواب إن الدمج أو الائتلاف هو الحل لأزمة وجود عدد كبير من الأحزاب السياسية أمر جيد لخلق الكوادر السياسية والقيادية لكن يبقي الاندماج مهم لتقوية التجربة الحزبية حيث سيكون البقاء للأحزاب التي لها تواجد شعبي وتمثيل برلماني باعتبارها الأكثر التصاقاً بالناس وتعبيرات عنهم موضحاً أن يرفض إصدار قرار بحل الأحزاب حتي لو لم يكن لهم تواجد قوي في الشارع إلا أن الزمن كفيل بانتهاء الأحزاب الضعيفة أو اندماجها في كيانات أكبر. أوضح اللواء محمد الغباشي المتحدث الرسمي لحزب حماة الوطن أن معظم الأحزاب الحالية مجرد كيانات كارتونية ليس لها أي تأثير في الشارع ولا يزيد عدد المنتمين لها عن 5% من المصريين لافتاً إلي أن الأحزاب الضعيفة أو غير الممثلة في البرلمان سوف تشعر بضآلتها وينتهي دورها مع الوقت أو تندمج مع أحزاب أخري مشيراً إلي أنه يجب تقليص الأحزاب من 103 أحزاب إلي 5 أحزاب تمثل مختلف التيارات السياسية الرئيسية لافتاً إلي أنه يرشح أحزاب النور والوفد والمصريين الأحرار وحماة الوطن والتجمع للبقاء باعتبارهما يمثلون مختلف التيارات. وأكد المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب الوفد أن حزب الوفد بصفته أعرق وأقدم الأحزاب السياسية المصرية علي الإطلاق عليه أن يتبني فكرة توحيد الأحزاب السياسية تحت رايته. لافتاً إلي أن الوفد سيتجمع تحت رايته كافة الأحزاب المدنية التي تؤمن بالفكر الليبرالي. وقال أحمد الشاعر المتحدث باسم حزب مستقبل وطن إن دعوة دمج الأحزاب السياسية يؤدي إلي ثراء الحياة الحزبية فزيادة عدد الأحزاب أدي إلي عدم وضوح التمثيل الشعبي مبيناً أن تمويل هذه الأحزاب لا يتم بسهولة. موضحاً أن فكرة الاندماج مرهونة بموافقة الأحزاب وتغليب البعد الوطني علي المصالح الذاتية.