منذ اندلاع ثورة يناير, بدأت فكرة الاندماج بين الأحزاب تطرح نفسها بقوة بين الفصائل الوطنية, ليصبح في مصر أحزاب قوية تثري الحياة السياسية وتضع بدائل كثيرة أمام المواطن لاختيار ما يناسب فكره. وبرغم أن الفكرة مطروحة, وبدأت بعض الأحزاب في تنفيذها, إلا أن الكثيرين يري أن تطبيقها علي أرض الواقع صعب, بل قد يصل للمستحيل. وذكر المهندس شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار وعضو جبهة الانقاذ الوطني أن الحزب يرحب بفكرة الاندماج, التي ترجمها في الموافقة علي ضم حزب الجبهة الديمقراطية. وأضاف أن المصريين الأحرار لا يرحب بضم الأحزاب الليبرالية فحسب, لكنه مستعد لاستقبال أي حزب ذات توجهات مختلفة, شريطة أن يحدث وفاق. يذكر أن حزب المصريين الأحرار أسسه رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس, ومنذ نشأته بعد ثورة يناير, يسعي لتحالف أو كيان حزبي قوي ينافس التيار الإسلامي, وقد خاض تجربة مع حزبي التجمع والمصري الديمقراطي, وشكلوا الكتلة المصرية, التي خاضت الانتخابات البرلمانية وحظيت بنسبة فوز جيدة, وإن جاء ترتيب الكتلة في الموقع الثالث بعد جماعة الإخوان والدعوة السلفية ويحاول الحزب الآن فعل نفس الشيء لكن بتطوير الفكرة من تحالف إلي اندماج, سعيا منه للفوز بالأغلبية في الفترة المقبلة. ولكن المستشار بهاء أبو شقة نائب رئيس حزب الوفد قال إن المأساة الحقيقية لمصر حدثت بعد عام1952, حيث ضعفت الحياة الحزبية, برغم أن الرئيس الراحل أنور السادات أعادها مرة أخري, لكن الأحزاب كانت ولاتزال ضعيفة, علي مدار هذه العقود ولم يصبح لدينا سوي الحزب الحاكم. وأضاف أن فكرة الاندماج جيدة, لكن تطبيقها صعب جدا لأن كل حزب يريد أن يكون هو الزعيم ويذوب فيه الحزب الآخر, كما أنه من الصعب أن يوافق حزب علي هويته, لأن الاندماج سيتسبب في مشكلات كثيرة, والأيام المقبلة ستثبت ذلك. وشدد نائب رئيس حزب الوفد علي ضرورة وجود حزبين قويين علي الأقل في الساحة السياسية, وأن تتحالف الأحزاب المتقاربة في الفكر والتوجه, وأن تجتمع القوي الوطنية جميعها لمناقشة هذا الأمر, حتي لا تعود السلطات الواسعة لرئيس الجمهورية مرة أخري في حالة عدم وجود أحزاب قوية تستطيع تشكيل حكومة وإسقاطها, وأن تضع القوي الوطنية مصر نصب أعينها. وأوضح أن ذلك لن يتحقق إلا في وجود نظام ديمقراطي حقيقي, يتم فيه قبول الرأي الآخر وتبادل السلطة, واحترام الأقلية لرأي الأغلبية, ولذلك فإن مشروع الدستور الجديد الذي تتم كتابته حاليا يأخذ بنظام شبه رئاسي حتي يستطيع حزب الأغلبية تشكيل الحكومة, كما أن البرلمان يستطيع سحب الثقة من هذه الحكومة. وحول وجود حرب باردة بين حزبي الوفد والمصريين الأحرار للفوز بالأغلبية البرلمانية ذكر أبو شقة أن المواطن هو الذي سيحكم علي الأحزاب ومن سيكون أغلبية أو أقلية. وكشف عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن حزبه يدرس منذ شهور الاندماج مع الحزب الاشتراكي المصري ومع أحزاب يسارية أخري, يسار قوي, حيث إن حزب التجمع وهو بيت اليسار يري أن لديه من التاريخ والعضوية يجعله مستغنيا عن فكرة الاندماج. وأضاف شكر أن الأصل في الديمقراطية هو تعدد الأحزاب وأن الأحزاب المتقاربة تستطيع تقوية نفسها بالاندماج مثلما حدث مع حزبي المصريين والأحرار والجبهة الديمقراطية بعد اقتناعهما بأن الاندماج سيخلق منهما كيانا أقوي. غير أن أحمد حسن القيادي بالحزب الناصري والنائب البرلماني السابق قال إن حزبه يأمل في لم شمل الناصريين, لكن هذا الاقتراح لم يجد قبولا من بقية الأطراف وكل مجموعة تعمل مع نفسها, موضحا أن الفكرة ليست مطروحة حاليا. وشدد النائب السابق مصطفي بكري علي ضرورة تشكيل تيار مدني قوي في الساحة لأن مصر مقبلة علي مرحلة جديدة في تاريخها السياسي, حتي لا يكون البديل هو جماعة الإخوان فقط.