ودعت مصر منذ أيام عددا من خيرة أبنائها المجاهدين من أبناء الشرطة المصرية الباسلة. حيث سطروا بدمائهم الزاكية الطاهرة صفحة خالدة من صفحات المجد والفخر لهذا الوطن. والشرطة المصرية قدمت ولا تزال تقدم لهذا الوطن كثيرا من التضحيات التي تؤكد مدي الوطنية الراقية التي تربي عليه أبناؤها البواسل. وقد يظن الإرهاب الجبان أنه قد ينتصر يوما ما علي مصر بعمل المزيد من هذه العمليات الإرهابية القذرة كلا والله فما تزيدنا هذه العمليات القذرة إلا إيمانا ويقينا وثباتا علي الحق ولا تزيدنا إلا قوة في مواجهة الإرهاب الغاشم. قد يظن خونة الأوطان أنهم بقتل بعضنا قادرون علي إرهابنا وثني عزائمنا عن مواصلة الحرب حتي تجتث شجرتهم الخبيثة من جذورها. فهم يجهلون تماما أن الشعب المصري والجيش المصري والشرطة المصرية قد تكاتفوا علي قلب رجل واحد حتي تستأصل شجرة الزقوم الخبيثة وحتي يقضي علي الإرهاب مهما كلفنا ذلك من دماء وأبناء. وصدق فخامة الرئيس عندما لخص فلسفتهم في عبارة قالها له أحد قادتهم وهي إما أن نحكمكم أو نقتلكمپهكذا بكل خسة ووقاحة وجهل بتركيبة الشعب المصري الذي يعشق الإسلام ويبغض التطرف والإرهاب. لقد رفض الشعب المصري سياستهم ورفض منهجهم ورفض طريقتهم في فهم الإسلام ورفض حكمهم القائم علي نشر الفكر المتطرف وتغيير التركيبة المصرية السمحة إلي تركيبة أخري بغيضة لفظها الشعب المصري الأبي ولفظهم إلي الأبد ومن ثم يبنغي أن ندرك طبيعة المعركة التي نخوضها فهي ليست معركة بين الإرهاب والشرطة أو الإرهاب والجيش أبدا هي معركة بين الإرهاب وبين الوطن فكل فرد من أفراد هذا الوطن هو هدف للإرهاب إلا من كان علي ملتهم . ومن ثم فإن دعمنا لجيشنا وشرطتنا وهم خط الدفاع الأول عن هذا الوطن هو الضمانة الوحيدة للنصر علي الإرهاب فهم يضحون بأنفسهم وأرواحهم من أجلنا يتركون بيوتهم وأولادهم وراحتهم وأمنهم منپأجل أن يوفروا لنا الأمن والأمان. تترمل الزوجات وتثكل الأمهات وتسكب الدموع والعبرات . لكن لا اهتزاز ولا تراجع عن حماية الوطن من براثن الإرهاب الغاشم. يعلمون يقينا أنهم يواجهون الموت في أيةپلحظة لكنهم علي يقين أنهم إما يحيون بعزة وكرامة في ظل وطن مرفوع القامة وإما أن يبذلوا أرواحهم استشهادا في سبيل رفعة وعزة هذا الوطن. إن رجال الشرطة المصرية جنود شرفاء وطنيون وهم من خيرة من أنجبت مصر لا تزيدهم المحن إلا عزما وثباتا وتصميما علي مواجهة العدو الغاشم. ونحن نريد أن نتأمل قليلا فيما حدث ما الذي يريده الإرهابيون من نقل المعركة من مكان إلي آخرپيريدون إيهامنا أنهم أقوياء وهم في الحقيقة مجرد فئران مذعورة تخرج لتعض ثم تختبيء في جحورها المظلمة. إن الإرهاب يحاول ان يصدر لنا صورة كاذبة عن حجمه وقدرته بهذه العمليات الخسيسية ويريد أن يلقي الرعب في قلوب المصريين ويريد أن يوصل لنا رسالة كاذبة أنه لا زال موجودا وفاعلا لكنه حتي هذه اللحظة غير قادر عليپالظهور والتمكن من شبر واحد من أرض الوطن ولن يتمكن. إن تحالف مصر مع القوي العربية والدولية في تجفيف منابع تمويل الإرهاب وتحييد مصادره خاصة من جهة غزة والأنفاق المشبوهة قد أفقدهم القدرة علي التوازن وأنهارت قوتهم تماما في سيناء ومن ثم فمن المحتمل أن يعاودوا الظهور بشكل خسيس وجبان هنا وهناك ورجال الشرطة البواسل لهم بالمرصاد. لن نكف عن دعم رجال الشرطة الباسلة ولن نتخلي عنهم مهما كانت الظروف فهم حصن الوطن الداخلي وهم لم يبخلواپوپلن يبخلواپعلي وطنهم حتي بأرواحهم هذه عقيدتهم وهذا تكوينهم . والمطلوب من الشعب أن يخوض معركة الوعي وأهم ما يجب إدراكه أن سهام الإرهاب ليست موجهة لصدور رجال الشرطة والجيش بالأصالة وإنما هي موجهة لصدر الوطن لينزف حتي يموت هذا ما يريده الإرهاب.پومن الوعي المطلوب أيضا أن ندرك أن الشرطة لا تقاوم مجموعة من المتشددين المتخلفين فقط بل تواجه تكفيريين قد تم تسليحهم وتدريبهم ومن ثم فإن المعركة ليست نزهة وإن كان النصر متيقنا. من الوعيپدائما أن ندرك في كل معاركنا مع الإرهاب هناك معركة أخري خفية حيث يريد الإرهابيون أن يجبروا الجيش والشرطة أن يستعملوا القوة الكبيرة التي من الممكن أن تتسبب في خسائر فادحة في صفوف المواطنين ولعل هذا هو السبب في نقل المعركة شيئا ما بعيدا عن سيناء حتي يفقد رجال الجيش والشرطة قيمهم الأخلاقية ويتورطوا في قصف المدنيين وهذا لن يحدث بطبيعة الحال مهما كان لأن العقائد القتالية لدي الشرطة والجيش تأبي هذا وترفضه. والوعي المطلوب هنا ألا ننكسر وألا نمل وألا نستبطئ النصر لأننا علي الحق المبين لا شك في هذا ولا ريب والإرهاب هو الباطل المبين لا شك في هذا وما كان للباطل أن ينتصر علي الحق وإن طال أمد المعركة.