أصابت "الجيوب" قبل فلذات الأكباد والقلوب. ظهرت أولاً في المناطق الساحلية الشرقية واستقبلت الحالات مستشفيات الجنوب. ليس لها علاج أو لقاح ويصف لها البعض عددا من المشروبات والأعشاب. أغلق الأهالي علي أبنائهم الأبواب أو خرجوا إلي الشوارع والدروب يبحثون عن مخرج من مصيبتهم ويتطلعون إلي فرج قريب ولا بأس أن نمر علي قصتها واسمائها وأول الحالات التي وردت في سجلات الطب. حمي الضنك: مرض فيروسي تنقله أنثي بعض أنواع البعوض أشهرها الزاعجة المصرية تصيب المريض بارتفاع درجة الحرارة "تصل إلي 41 درجة" وصداع وآلام شديدة في العظام والعضلات والمفاصل والتهاب في العين واضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي والتهاب في الحلق وفقدان للشهية وأحيانا يظهر طفح جلدي يشبه الحصبة وتتشابه أعراضها بشكل كبير مع أعراض نزلات البرد والأنفلونزا. ومن أسمائها حمي الدنج والدنك وحمي عدن وكاسر العظام وأبو الركب. تنتشر في العالم كله بمعدلات كبيرة خاصة المناطق الاستوائية والمدارية والرطبة وكثيرة البعوض. زادت معدلات الإصابة بها في العقود الأخيرة في جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية وأمريكا الوسطي والجنوبية وجزر الكاريبي والمحيط الهادي وافريقيا واستراليا وظهرت حالات قليلة في أوروبا منها جنوببريطانيا يصف لها أهل الخبرة بعض الأطعمة والمشروبات والأعشاب منها البطاطا والتمر هندي ومغلي ورق الجوافة ونبات مخلب القط والثوم والعهدة عليهم. يوصي الأطباء بالبعد عن مناطق الزحام وتوالد البعوض وارتداء ملابس تغطي معظم الجسم واستخدام مضادات البعوض وعند الإصابة بها بالراحة التامة واستخدام الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة والمحاليل الوريدية في حالة الجفاف وقبلها شرب الماء والسوائل. تنقل انثي البعوض المذكورة 4 فيروسات للمرضي طبقاً لاختلاف المناطق الجغرافية. كما تنقل فيروسات الحمي الصفراء وفيروس زيكا ويصاب به حوالي 390 مليوناً في العالم سنوياً. وقيل ان تجارة اطارات السيارات المستعملة تساعد علي انتشارها يتسلل الماء إلي داخلها ويجتمع البعوض حولها وكذلك مناطق المستنقعات وبعض حمامات السباحة. كما يأتي المرض بالاختلاط مع المصابين ويصيب الأطفال والكبار. تصنفه منظمة الصحة العالمية إلي نوعين - بسيط: يشفي خلال اسبوعين تقريباً وشديد يهدد حياة المريض بمضاعفاته يطلق عليه حمي الضنك النزفية أو الشديدة تكون مصحوبة بنزيف في الأنف واللثة وفي الكبار من الجهاز الهضمي. ظهرت الحالات في مصر من سبتمبر في بعض مناطق البحر الأحمر خاصة القصير وسفاجا والغردقة وربما ظهرت حالات أخري في القاهرة والمحافظات نتيجة السفر أو الاختلاط. قالت وزارة الصحة انها حالات محدودة في 245 حالة شفيت منها 210 حالات ويقول المواطنون انها أكثر من ذلك ويشكون من الحركة الطبية لمواجهة المرض وتقول الجهات المسئولة ان المستشفيات تستقبل الحالات رغم نقلها منذ البداية إلي حميات أسوان وقنا بالإضافة إلي مستشفيات البحر الأحمر والفرق المتنقلة. ظهرت حمي الضنك في مصر خلال القرن التاسع عشر وصلت حد الوباء بوادي النيل سبتمبر - أكتوبر 1888 مما أصاب المصريين بالفزع والرعب من 129 عاما. كتب د. حسن محمود باشا ناظر مدرسة الطب المصرية 1889 - 1891 "قصر العيني" سلسلة مقالات بمجلة المقتطف الشهرية 1876 - 1952 عن هذا المرض الذي أطلق عليه اسم حمي الدنج أخذا بالتسمية الهندية للمرض جمعها بعد ذلك في كتاب "رسالة في حمي الدنج" قال فيه: ان هذا المرض ظهر علي سواحل البحر الأحمر 1834 وجاء مع بعض الحجاج 1845 وظهر في بورسعيد سبتمبر - أكتوبر 1871 وفي الاسماعيلية 1873. 1877 وفي القاهرة 1881. ظهرت حمي الضنك في الولاياتالمتحدةالأمريكية بصورة وبائية 1780 في ولاية فيلادلفيا وأطلقوا عليه اسم كاسر العظام واختفي تقريباً في العقود الأربعة الأخيرة. تم تسجيل أول حالة اصابة بحمي الضنك في موسوعة صينية ظهرت خلال حكم اسرة جين 265 - 420م باسم سم الماء تنقله حشرة طائرة ظهرت في افريقيا والعالم الجديد "الأمريكتين" خلال الفترة من القرن الخامس عشر حتي التاسع عشر بسبب تجارة الرقيق والكشوف الجغرافية وبعوضته الزاعجة صغيرة الحجم سوداء من 2 - 4 مليمتر أرجلها عليها نقط بيضاء. قال د. محمود هاشم استاء كيمياء الليزر بجامعة القاهرة إنه توصل إلي مواد تقضي علي البعوض برشها بمادة الكلوروفيل بنسبة 100% من حمي الضنك وزيكا. قيل ان اسم حمي الضنك جاء من اسمها بالانجليزية والاسبانية "dengue" أو من كلمة دنجا باللغة السواحلية الافريقية ومعناها الأرواح الشريرة أو الشياطين. والضنك في اللغة العربية معناها الضيق في كل شيء في الرزق والصدر وضعف البدن والعقل. وضنك المكان: ضاق علي من فيه. وضنك السحاب: اسود لونه وتراكم وتداخل. وضنك الغلام أصابه الزكام. وفي الذكر الحكيم: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة صنكا ونحشره يوم القيامة أعمي قال رب لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكذلك اليوم تنسي" "طه 124 - 126". والزاعجة أي المزعجة المقلقة للراحة بلسعاتها وموتها. وكلمة فلذة: مفرد فلذات وهي القطعة. والقلب مذكر والكبد مؤنثة يذكرها البعض في العامية: يقول بيرم التونسي: وتداوي كبد مجروح تحتار الأطباء فيه ويقول الشاعر الأديب ابن معصوم المدني "1052 - 1119ه . 1642 - 1707م": ولي كبد مقروحة من يبيعني بها كبدا ليست بذات جروح أباها علي الناس لا يشترونها ومن يشتري ذا علة بصحيح خالص الدعاء لله عز وجل بالشفاء العاجل لمرضي حمي الضنك وسائر المرضي انه سميع مجيب الدعاء.