ما أشد حاجتنا في هذا الزمان "آخر الزمان" إلي ذكر الحق.. وهجر النسيان.. نعم.. ما أشد حاجتنا إلي ذكر الحق وكل ما هو من الحق وإحقاقه سياسياً.. فالتفكر والتدبر والإعقال بمقياس مصداقية الحق هو من ذكر الحق.. "ذكر الله".. والعمل في الناس والأرض بمصداقية الثلاثية السابقة هو.. "لب الاختبار التواجدي".. سياسياً بمقياس ذكر الحق وإحقاق توريثه في الناس.. "في الأجيال".. وفي أرض الواقع كشاهد منظور.. وكدرع في مواجهة السعي الشيطاني السياسي من الداخل والخارج لإعلاء وهيمنة خيانة النسيان.. وحينئذ تحديداً.. أؤكد حق ما ذكرته من أن.. "ذكر مصر من ذكر الله الحق".. وإحقاق حقها الفطري والقرآني.. وحق أهل نصرها.. هو من ذكر الله رفيع القدر والمكانة.. وخيانة ذلك بالكذب والبهتان هو من خيانة الله وفضله.. هو من الركون إلي الشرك بالحق باستهداف إعلاء الذاتية علي علو الحق.. هو من خيانة حق الشهادة وكتمانها الذي تأثم به القلوب فيضل صاحبها ضلالاً بعيداً.. بإضلاله للناس.. وباستحباب هوي نفسه لأن يكون شيطاناً إنسانياً مضلاً سياسياً..!! لقد رتل الله كتابه الواحد.. وجعل لكل رتل قدراً حق مقدوراً.. ليعلمنا حق وإحقاق تكاملية الأعمال.. تراكبيتها وتراكميتها الحق حتي لا نضل بخيانة النسيان ومكذوب ذاتيته عن اكتمال كتابة وتمام نعمته.. وهكذا ليثبت أفئدتنا.. ويثبت رؤية الحق بإعقالها.. ويجعل سياستنا صراطاً مستقيماً ليس به من ثغرات.. وخروقات فكرية علمية سياسية.. بل وليجعل مسيرة سياستنا الحضارية حتي حاضرها.. "رؤية حق متكاملة".. تمتد من خلال أعمالنا إلي أجيال مستقبلنا.. "فنظل علي قوة ردع متكاملة".. لا تؤثر فيها فيروسات بعض وأهل سلبية التحجر المكذوب عند زمن ماض رغم سوء بصماته سياسياً..!! فأنا علي سبيل المثال.. انبهرت بعبقرية عباس العقاد عميقة الفكر والبيان سياسياً أدبياً.. فماذا لو أوقفت ذاتي الفكرية الأدبية سياسياً عند زمنه ورؤيته الرائعة فقط.. وخنت حق كل من أبدعوا بعده وحتي كتابة هذه الكلمات.. أعتقد يقيناً بأنني سأكون بتلك الخيانة مجرد قطعة في متحف التحضر الفكري السياسي.. أي.. رمزاً لمن أخذ بالمجافاة للحق والإعراض عنه وأعوذ بالله الحق من تلك الجهالة التي غالباً ما تضع أهلها في دائرة.. "العمالة بقصد متعمد أو بغير تعمد رغم وجود القصد".. إذن.. الأخذ الواجب بالحق المترتل تاريخياً دون أهواء ذاتية.. "هو سبيل تكاملية الرؤية الحضارية سياسياً بكل زمان".. ولنا كمؤمنين بالله ومسلمين له في بنائية الكعبة المشرفة وقدسية رمزيتها مثالاً.. لقد رفع إراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام قواعدها.. فهل كانت ستكون علي ما هي عليه الآن من رفعة تكميل من دون إحقاق من قاموا بذلك مع الفارق الكبير بين مثال بيت الله الحرام وبين باقي البيوت السياسية وماهيتها.. وبين خليل الرحمن وابنه إسماعيل وبين المقامات والقامات السياسية بأي عصر وزمان!! مثال آخر أطرحه بنفسي.. باسمي وذاتيتي الشخصية التي أتخذها من ألد أعدائي فأقف أمامها بمرصاد الحق ودرع المقاومة.. فأنا ممن يتشرف بعد التشريف بالإيمان بالله والإسلام له بقدر استطاعتي.. بشرف الانتساب كمقاتل لحرب رمضان عام 1390 هجرية والسادس من أكتوبر عام 1973 ميلادية وانتصارها المجيد بفضل الله والأخذ بأسبابه جميعها.. بل وعملت أيضاً بروحها العقائدية الحق وحتي الآن بإذن الله.. ودائماً أؤكد علي أن تلك الحرب وانتصارها هي من أخرجت مصر بفضل وإذن الله سبحانه وتعالي من "قبر".. مظلم بكل مرتكزات ومعان الظلمة التواجدية السياسية.. "وأعادت لمصر كرامة التواجد الحياتي السياسي".. والسؤال الآن هو.. هل ذاك الشرف الشخصي العظيم.. قوقعني بزمان واقعه.. وجعلني أنكر حقاً قبله مهما كان قليل.. أو حقاً بعده رغم وقوفي أمام ما أحاط به من بطلان كثير.. أو أجحد وأنكر وأبهت ما نحن الآن فيه من إحقاق حقوق الكرامة السياسية النمائية بإذن الله حتي لو أنكرت لي حقاً شخصياً أصيلاً.. هل ذاك جعلني أتسفل وأعوذ بالله فأقف مع أهل العداء لكريمة القرآن مصر.. وأعتبر عدو عدوي صديقي بجهالة عفته ذاتية.. "لا".. لا لم ولن يحدث بإذن الله الشاهد علي ذلك.. وليشهد أيضاً المصريون الذين يخشون الله..!! أيها المستقريء العزيز.. يا من تقرأ ولديك قدرة الاستقراء واستنتاج المعان.. يا من بحصيلتك العلمية والثقافية المعرفية ومكارم حق الأخلاق تملك مقياس الاستحسان.. والتفاضل في ذاك الحسن.. وبلوغ أحسنه.. ثم لديك حسم العمل بذاك الأحسن.. أود أن أذكر لك أمراً.. وهو.. قد جاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رجلاً في مسألة حق.. فقال له عمر.. "يشهد الله أني لا أحبك".. فرد الرجل عليه قائلاً.. "أيمنعني ذلك منك حقاً لي".. فأقسم عمر بالنفي.. فقال الرجل.. "يعنيني الحق ولا أهتم بما يهتم به النساء".. وبصرف النظر عن قول الرجل.. وتأكيداً أن الحب والكره شأن إنساني عام.. وتأكيداً أن إحقاق الحقوق هو فرض عين لا دخل لهوي الأنفس به.. ومن علم ذاك الحق رفيع المقام.. فالحب لا يناله سوي من ترفع عن زينة زخارف الحياة الدنيا.. "أما الكره".. فلا يأتيه سوي من أحب ذاته من دون حب الذات العليا.. ونسي حقيقة الموت والحساب وقلة زمن الدنيا.. فإذا ما سعي لتلك الجمرة وبجهالته أسكنها قلبه.. راحت فنادت علي أفراد عصابتها البغيضة.. فهرول إلي ندائها.. "الغل والحقد والحسد والتشاحن".. ومن ورائهم خدامهم من النميمة والغيبة والبهتان.. إلخ.. وحينذاك يتمكن.. "الكبر".. بحاشيته من القلب.. نعم.. الكبر الذي سكنت منه ذرة فقط في قلب الإنسان حالت بينه وبين دخول جنات الرحمن. وحينذاك أيضاً.. لا نسأل عن جميع صور الخيانة التي يرتكن إليها صاحب ذاك القلب النابض بلعنة صاحبه.. فهل بعد ذاك جحيم دنيوي ينكوي به صاحب ذاك القلب.. "لا وألف لا".. أكتب بتلك الحقيقة بإذن الله ليس في قدحاً في هؤلاء.. "الفقراء".. المفتقرون لقيمة الحق في الميزان.. ولكن أكتبه لتذكيرهم بما هم فيه عساهم يتذكرون.. فأنال أجر ذلك من الله.. وتنال جمعيتنا الوطنية حق اكتمال تكامليتها النمائية بإذن الله.. وكذا لأعتبر أنا بما أكتب بفضل الله ويعتبر آخرون.. ذكرت من قبل كثيراً ما تعلمته من العلم والعلماء بأن.. "النقد من خلال حرية الرأي والتعبير".. هو حق صالح مفيد بل وحق مطلوب ومرغوب لتكاملية الإصلاح والنماء.. "بل حق رادع لفساد خيانة النسيان".. وبما أنه حق محتم عليه التقييد بشروط وأحكام الحق التي منها.. أن يقوم بذات لحظة وزمن طرحه.. "بل يأخذ بالصبر".. بل وإعذار الآخر فعسي التوقيت بخطة الآخر لا يسمح بذلك لأسباب حق أيضاً لا يعلمها من ينتقد.. والأهم هو.. "إنعدام شخصنة الأمر والنقد".. وتحويل حق النقد إلي طعن واتهام.. أيها المستقريء العزيز.. عن علم بإذن الله أخبرك.. بأن ما يحيط بكريمة القرآن مصر من استراتيجية عدائية دولية وإقليمية وقطرية.. "إبليسياً صهيونياً".. هو أمر مخطط من زمن بعيد جداً.. "أبعد مما يتصوره الكثيرون".. وذاك التخطيط الشيطاني يتعاظم خطره كلما قامت قامة مصر وارتفعت خاصة إن كان ارتفعاً مصرياً عربياً إسلامياً يفتح الباب للتعاون الدولي المشروط والحذر.. "كما هو حادث الآن".. وحدوثه يحتم علينا جميعاً الارتكان الشديد إلي ذكر الله والأخذ بكل أسباب تكاملية القوة.. ولنحذر من خيانة نسيان كل ما سبق ذكره.. وما نحن به الآن من ذكري انتصارنا المجيد.. الذي اجتهد الأعداء استراتيجياً في القضاء علي تذكره والقضاء علي.. "جيل أكتوبر عام 1973".. فلنتذكر عملياً علمياً انتصارتنا وأسبابها.. بل ونتذكر كبواتنا وحق أسبابها.. حتي نكون أهل ذكر دائم إن شاء الله. وإلي لقاء إن شاء الله .. ملاحظة هامة تحقق لنا نصر أكتوبر المجيد.. ونحن الأقل عدة وعتاداً ودعماً دولياً.. ولكننا كنا الأكثر قوة وإعداداً وقتالاً بثلاثة أمور هي.. ذكر الله.. والفطرة المصرية عسكرياً وشعبياً.. ثم دقة التخطيط الشامل المتكامل والإعداد.. ويظل الأمران الأول والثاني لجانبنا مادمنا لجانبهما.. أما الثالث فبيننا وبين العدو متاح..!!