تزامنًا مع قرب استطلاع هلال شهر ذي الحجة 1445 وعيد الأضحي المبارك 2024، يبحث قطاع كبير من المسلمين عن حكم وشروط الأضحية 2024 وأسعارها، حيث أن هذه الأيام تعد موسم لشراء الأضاحي، ويرغب عدد كبير من المسلمين في ذلك لتوزيعها وفقًا لتعاليم السنة النبوية، ولمعرفة حكم وشروط توزيع الأضاحي على الفقراء وأهل البيت والأقارب وتطبيقها، يستعرض لكم «المصري اليوم» حكم وشروط الأضاحي لعيد الأضحي 2024. أوضحت دار الافتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أن حكم الأضحية وشروطها أن تكون من الأنعام، وهي الإبل بأنواعها، والبقرة الأهلية، والجاموس، والغنم ضأنًا كانت أو معزًا، ويجزئ من كل ذلك الذكور والإناث، وتبلغ سن التضحية؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ»، مع سلامتها من العيوب الفاحشة، وهي العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم. كما أكدت الافتاء، على أنه لا يعد أضحية ما يذكى لغير التقرب إلى الله تعالى كالذبائح التي تذبح للبيع أو الأكل أو إكرام الضيف، ولا يكون أضحية ما يذبح في غير هذه الأيام ولو بنية التقرب لله تعالى، ولا كذلك ما يذكى بنية العقيقة عن المولود، ولا ما يذبح في الحج من هدي التمتع أو القران أو جزاء ترك واجب أو فعل محظور في الحج، أو لمطلق الإهداء للحرم وفقرائه. حكم وشروط الأضحية أشارت الافتاء إلى أنه بالإضافة إلى حكم الأضحية ومعرفة شروطها، أن الأضحية المقصود بها شكر الله تعالى على نِعْمَةِ الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذي الحجة، كما شكر نبيُّ الله إبراهيم ربَّهُ بذبح الكبش العظيم لبقاء حياة ابنه إسماعيل على نبينا وعليهما الصلاة والسلام؛ ولشُكْرِ الله تعالى على شهود هذه الأيام المباركة وعلى التوفيق فيها للعمل الصالح؛ لأنها خير أيام العام التي أقسم الله عز وجل بها: (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْر) [الفجر 1: 2]. وقال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الأيام -يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلا الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». رواه البخاري وغيره عن ابن عباس. شروط الأضحية 4 شروط يجب توافرها في الأضاحي - أن تكون الأضحية من الأنعام (الضأن والماعز والإبل والبقر والجاموس)، وذلك استجابة لقول الله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) سورة الحج، الآية 34. - أن تكون الأضحية قد بلغت السن المحدد، وهو ستة أشهر للضاحي من الضأن، وسنة فأكثر للضاحي من الماعز، سنتين فأكثر للضاحي من البقر والجاموس، خمس سنين فأكثر للضاحي من الإبل، وفقا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تَذْبَحُوا إِلا مُسِنَّةً -أي ثَنِيَّة- إِلا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ» أخرجه مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. - أن تكون الأضاحي خالية من العيوب التي تنقص الشحم واللحم، حيث جاء في في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تُجْزِي مِنَ الضَّحَايَا أَرْبَعٌ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَكْسُورَةُ بَعْضُ قَوَائِمِهَا بَيِّنٌ كَسْرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تَنْقَى» رواه الخمسة. كما نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أن تكون الأضحية بعضباء الأذن، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اسْتَشْرِفُوْا العَيْنَ والأُذُن» رواه أحمد وأبوداود والترمذي عن على رضي الله عنهما. - أن تكون الأضحيةً ملكًا للمضحي أو مأذونًا له فيها، حيث إذا أخذ شخص ما شاة وضحَّى بها عن مالكها من غير إذنه لم تقع عنه؛ لعدم الإذن، ولو ضحَّي بها عن نفسه لم تجزئ أيضًا؛ لعدم ملكه لها. شروط الأضحية على المُضحي يجب توفر الشروط الأتية المُتفق عليها على المُضحّي حتى يقع عليه حكم الأضحية: - لا يُكلّف غير المسلم بالأضحية. - لا يُكلّف المسلم غير العاقل بالأضحية. - لا يُكلّف العبدالمملوك بالأضحية. - القدرة المالية: اختلف عليها الفقهاء المسلمون على تحديد ضابط القدرة المالية، حيث يرى المذهب المالكي أنّ هذه المقدرة هي ثمن الأضحية في حال عدم حاجة المسلم إليه، بينما يرى الحنابلة أنّ القادر هو من يستطيع الحصول على ثمن الأضحية، حتى لو استدان ثمنها، فقط لو علم بقدرته على سدّ الدين. يوجد أيضًا شروط مُختلف عليها للمُضحّي، وهي: - البلوغ: يرى الشافعية أن البلوغ شرط من شروط المُضحّي، بينما لا يعتبرها المالكية شرطاً. - ألا يكون المُضحّي حاجّاً: اشترط المالكية ألا يكون المُضحّي حاجّاً من باب التخفيف على الحاجّ، لكن المذاهب الأخرى لم تشترط ذلك.
