ما يحدث في كردستان العراق الآن ربما يذكرنا بما حدث في السودان حين انفصل الجنوب عن الشمال حيث كان الجنوب كله من قبائل زنجية وتم الفصل علي أساس عرقي واليوم وبنفس الطريقة والاسلوب تمضي كردستان العراق علي نفس النهج بعد الاستفتاء الأخير الذي تم اجراؤه للموافقة علي الانفصال وهو لا شك أمر يفتح باب شر علي المنطقة بأسرها. الأخطر في انفصال كردستان العراق انه يأتي في وقت بالغ الحساسية والخطورة في ظل حالة التوتر التي تسود كثيراً من دول الجوار بسوريا وليبيا واليمن. صحيح ان الحكومة العراقية المركزية في بغداد ردت علي نتيجة الاستفتاء الذي اجراه اقليم كردستان بوقف جميع رحلات الطيران إلي اربيل ابتداء من أمس فضلا عن عدم الاعتراف بنتيجته والغائه.. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي اننا لن نتحاور حول نتائج الاستفتاء وسنفرض حكم العراق في كل مناطق الاقليم بقوة الدستور في الوقت الذي طالب فيه البرلمان العراقي رئيس الوزراء باستعادة مدينة كركوك النفطية بعد سيطرة الاكراد عليها وهو الأمر الذي قد يفتح باباً للصراع بين الحكومة المركزية في بغداد واقليم كردستان في وقت تواجه فيه العراق حربا ضروساً ضد قيادات داعش الإرهابية وهنا يأتي السؤال هل ستكون للجامعة العربية دور في مواجهة مخطط تقسيم العراق باعتبارها واحدة من الدول ال 7 المنشئة لهذه الجامعة العريقة.. سؤال يبحث عن إجابة؟! بالمناسبة إذا انفصلت كردستان عن العراق لن تطلب الانضمام للجامعة العربية لان أغلب سكنها ببساطة ليسوا عربا. مع أي طرق من الأطراف ينسق مسعود برزاني بشأن الخطوات التي اتخذها وعلي من يراهن في المضي قدما في طريق الانفصال كلها اسئلة تبحث عن اجابة في ظل الفوضي التي تحيط بالمنطقة من كل اتجاه. علي فكرة الدعم الإسرائيلي المعلن وحده لا يكفي لتمرير مشروع الانفصال بل العكس يمكن ان يكون سببا مباشرا للتغيير. لمن لا يعلم "ألون بن ديفيد" المحلل العسكري الإسرائيلي قال في صحيفة معاريف في يوليو 2015 ان دولة كردية تضم أجزاء من العراق وسوريا وتركيا وايران ستمثل حليف الأحلام بالنسبة لإسرائيل؟! ليس مستغربا ان تكون إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي أبدت ارتياحا ودعما لخطوة اجراء الاستفتاء علي الانفصال لان الهدف واحد وهو تمزيق دولة العراق لكن ذلك سيكون مصيره الفشل.