يأتي قرار برلمان كردستان بإجراء الاستفتاء علي انفصال الاقليم عن الدولة العراقية. في ظل تطورات اقليمية ودولية اغلبها رافض لهذا القرار. كما تعارض بغداد هذا القرار بشدة. و تهدد الحكومة العراقية باستخدام القوة العسكرية. و حول هذا النزاع داخل القطر العراقي كان للجمهورية هذا الحوار مع باسل حسين. نائب رئيس المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية. و عضو بالبرلمان العراقي عبر اتصال تليفوني من بغداد. * ما تعليقك علي محاولة انفصال اقليم كردستان وما الاثار المترتبة علي اجراء الاستفتاء؟ قال باسل حسين ليس المبالغة القول ان قضية الاستفتاء واستقلال كردستان ستكون اكثر الازمات حضورا ليس في داخل المشهد السياسي العراقي فحسب. وانما يتعدي ذلك الي دول الاقليم والمجتمع الدولي لاسيما الولاياتالمتحدة امريكية. ويأتي هذا الحضور بسبب تداعيات الاستفتاء علي الاستقرار الهش في العراق. وكذلك الحرب علي داعش وعلي وحدة البلاد وغيرها من القضايا الاخري. كما انه قد يمتد تأثيرها الي دول الاقليم خاصة ايرانوتركيا نظرا للوجود الكردي في كلا البلدين . كما انه سيجبر الدول العظمي الي اعادة ترتيب اولوياتها او استراتيجياتها في المنطقة. مؤكدا ان هذه الازمة ستبقي محلقة فوق رؤسنا لسنوات قادمة ومن دون حل جذري. * وبرأيك كيف يمكن حلحلة هذه الازمة والتعامل معها؟ اوضح حسين انه من اجل تفكيك هذه الازمة علي نحو منهجي ينبغي تناولها وفقا للرؤية الاتية : اولا الدوافع التي ادت الي اتخاذ قرار الاستفتاء ثانيا لماذا هذا التوقيت بالذات. وثالثا العوامل المؤثرة علي تطبيقه ورابعا تداعياته الداخلية والاقليمية والدولية وخامسا الرؤية المستقبلية . بالنسبة الي الدوافع لاشك ان حلم الدولة المستقلة قد راود اذهان القيادات والشعب الكردي علي فترات تاريخية متعددة وكان هذا الحلم يصطدم بواقع اقليمي ودولي لم يكن يسمح بتحقيقه . واضاف ان هذا حلم ازداد حضورا في العراق بعد تحولات كبري بدأت منذ احتلال العراق عام 2003. وما اعقبه من تقاطعات حادة في قضايا عدة بين الحكومة المركزية واقليم كردستان مثل قضايا المناطق المتنازع عليها التي تنعم بالنفط والغاز. الموازنات الاتحادية. التخصيصات للبيشمركة وغيرها من القضايا. * ما الدافع الذي ادي اعلان رئيس الاقليم الي اجراء الاستفتاء في هذا التوقيت؟ قال ان العنصر الاساسي او المتغير الجوهري الذي دعي الاقليم الي التفكير الجدي في ذلك هو بروز تنظيم داعش وما أفرزه من معطيات علي الارض جعل من قضية الاستفتاء ممكنا. ويري تيار اربيل في البرلمان تحديدا ان ذلك فرصة سانحة ربما لن تتكرر. * هل انتهاء ولاية مسعود برازاني و محاولته الحصول علي ولاية جديدة احد دوافع الاستفتاء؟ واوضح باسل حسين انه توجد دوافع اخري تتمثل بالصراع الكردي الكردي فقرار الاستفتاء يحمل بين جنباته هذا الصراع بين تيار السليمانية. وتيار اربيل. ومحاولة تسجيل المواقف بينهما . كما ان هذا القرار ينطوي علي بعد شخصي إذ مع انتهاء ولاية مسعود برازاني رئيس الاقليم. ومحاولته للوصول الي فترة تجديد له لاكثر من مرة. والاتهامات الداخلية الكردية او الامتعاض من اطراف دولية علي مسار الاحداث الكردية. علي مايبدو شكل دافعا الي التفكير بطرق اخري تديم من بقاء مسعود البارزاني علي هرم السلطة. اضاف ان طرح الاستفتاء بالتاكيد سيطيل من عمر بقاءه رئيسا للاقليم واذا تحقق فعلا فان هناك امكانية ربما ليصبح رئيسا لمدي الحياة لدولة كردستان بشكل او اخر. * ما هي الاثار المترتبة علي نجاح الاستفتاء او فشله اذا تم؟ يري باسل ان طرح اربيل قرار الاستفتاء مربحا للاقليم علي مختلف الاوجه ففي حالة عدم تحقيقه فانه سيشكل - وفقا للرؤية الكردية -ضغطا علي الحكومة العراقية ويجعلها اكثر تكيفا مع المطالب الكردية. وسيدفع بالولاياتالمتحدة الي الضغط علي بغداد لتقديم تنازلات سياسية ومالية من اجل وحدة العراق. * ما هي المعوقات التي تواجه هذا القرار وتمنعه من ان يكون مجسدا علي ارض الواقع؟ قال انه بلا ريب ان هناك عدة معوقات داخلية واقليمية ودولية. فيما يتعلق بالجانب الداخلي لم يعد خافيا ان ليس ثمة اتفاق كردي علي قضية الاستفتاء علي مستوي القوي السياسية . فتيار كوران بتأسيسه عبر عن موقفه المعارض لقضية الاستفتاء. وهو رفض حضور جلسة البرلمان وشاركه في ذلك الجماعة الاسلامية والجبهة التركمانية وجبهة الرافدين. وهو ما يكشف طبيعة الانقسام الكردي الداخلي . * هل تراهن حكومة بغداد علي انقسام التيارات الكردية؟ قال انه من المفيد الاشارة الي ان رفض القوي السياسية الكردية لا ياتي من عدم الايمان بالحق الكردي بتقرير المصير لكن الاختلاف هو علي توقيت الاستفتاء والغرض منه . لان ثمة اعتقاد ان هذا الاستفتاء هو جزء من اللعبة السياسية الكردية الداخلية . كما ان الدولة الكردية لو انشأت ستكون دولة اربيل وتحديدا دولة مسعود وعائلته . وبالتالي هناك خشية من ان يجد المعارضون انفسهم تحت رحمة دولة تهيمين عليها اربيل وما تحمله ذلك من مخاطر وجودية علي مستقبلها. في السياق نفسه هناك انقسام كردي حول قضايا كبري في الادارة وطبيعة الحكم وتوزيع الثروة والانفراد بالقرار . اما بقية القوي التركمانية المتماهية مع اربيل فخرجت ببيان تدعم هذا القرار واعتقد انه هناك مبالغة فهم مجرد افراد تحاول اربيل صناعتهم مثلما تحاول صناعة موقف عربي لبعض الشخصيات العربية يدعم الاستفتاء. * ما الموقف التركي و الايراني من الاستفتاء ؟ قال انه بالنسبة للموقف الاقليمي ساركز علي الموقفين الايراني والتركي لانهما الاكثر اهمية مقارنة بالمواقف الاقليمية الاخري . حال اعلان الاقليم عن موعد الاستفتاء زار وفد تركي رفيع المستوي طهران وتم الاتفاق علي تنسيق المواقف بينهما ومنذ ذلك الحين عقدت عدة اجتماعات ويبدو انه تم التوصل الي موقف مشترك لمعارضة الاستفتاء ونتائجه. فقد اعلن الامين العام للأمن القومي الايراني علي شمخاني من ان ايران ستغلق كافة المعابر مع اقليم كردستان في حال انفصاله عن العراق. وان انفصال الاقليم يعني نهاية كل الاتفاقات الامنية والعسكرية بين ايران وقيادة الاقليم. اما تركيا فقد صرحت في اكثر من مناسبة انها تقف بالضد من الاستفتاء فعلي سبيل المثال اعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بعد زيارته لبغداد في 22 اغسطس الماضي بانه سيبلغ القادة الاكراد ان قرار الاستفتاء هو امر خاطي وينبغي التخلي عنه في حين اعلن الرئيس التركي رجب طيب اوردوغان عن نيته لقاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي علي هامش اجتماع قادة العالم في نيويورك في الاممالمتحدة لبحث قضية الاستفتاء وان القرار التركي الحازم سيصدر في اجتماع مجلس الامن القومي في 22 سبتمبر الحالي وكلا الدولتان لا تريدا ان تغامرا في هذه القضية اذ يوجد ما يقارب بين 4الي 6 مليون كردي في ايران وما بين 15 الي 20 مليون كردي في تركيا وقرار الاستفتاء ربما سيزيد المطالبات الانفصالية في كلا البلدين . * و ما هو الموقف الدولي؟ اوضح انه بالنسبة للموقف الدولي في العموم هو رافض لفكرة الاستفتاء ويراه غير مناسب . علي سبيل المثال الاتحاد الاوربي اعلن رفضه للاستفتاء . ايضا بريطانيا والمانيا وفرنسا اعلنت عن رفضها لقرار الاستفتاء وعدم تاييدها له. لكن الموقف الاكثر تاثيرا هو الموقف الامريكي. فالولاياتالمتحدة تخشي ان يؤدي قرار الاستفتاء الي خسارة المكاسب العسكرية المتحققة من حرب داعش. وقد قامت الادارة الامريكية بالضغط علي مسعود البارزاني لثنيه عن اجراء الاستفتاء ومنها زيارة وزير الدفاع الامريكي وتلاها تقديم عرض رسمي من قبل الادارة الامريكية قدمه المبعوث الامريكي في مكافحة الارهاب مقابل التنازل عن الاستفتاء الا ان الاجتماع الذي عقده المجلس الاعلي للاستفتاء برئاسة البارزاني في مصيف صلاح الدين قد رفض هذا العرض مؤكدا في الوقت نفسه علي اجراء الاستفتاء. * ما هو الوضع اذا تم الاستفتاء رغم كافة الضغوطات الاقليمية والدولية؟ قال ان الاصرار علي خيار الاستفتاء من دون مراجعة للوضع الداخلي والاقليمي والدولي هو بمثابة الانتقال الي الحالة الصفر . ولقد استمعت خلال الاسابيع القليلة الماضية الي محاولة المقارنة بين تجربة الاكراد وتجربتي جنوب السودان واسرائيل واعتقد انها مقارنة تخلو من الخبرة او الموضوعية. لان نشوء اسرائيل مر بظروف مختلفة كما ان اسرائيل توافر لديها عامل مهم مكنها من التغلب علي المحيط المعادي لها الا وهو البحر. اقليم كردستان سيكون دولة مغلقة وربما هذا يجعل ولادتها ميتة . وبالنسبة الي جنوب السودان فاستقلال جنوب السودان تم بتوافق سوداني وضمانات دولية واممية وقبول دولي في حين ان محاولة استقلال كردستا تتم برفض داخلي واقليمي ودولي. * و ما هي السيناريوهات المستقبلية؟ اكد ان سيناريو حالة التراجع عن الاستفتاء قد يؤدي الي تحقيق مكاسب للاقليم عسكريا وماديا وسياسيا ويحي التفاوض الا انه في الوقت نفسه سيضع القيادة الكردية امام حرج مصداقية تحركها امام جمهورها. مصير مجهول ينتظر الإقليم استفتاء كردستان بداية "سايكس بيكو" جديد في المنطقة دخلت منطقة الشرق الاوسط مرحلة جديدة من الصراع بعد تحديد أحزاب اقليم كردستان العراق يوم 25 سبتمبر الجاري موعدا لإجراء استفتاء الاستقلال عن العراق.. نتائج الاستفتاء سيكون لها تداعيات استراتيجية في مقدمتها تهديد مفهوم الدولة الوطنية في الشرق الاوسط وبداية دول علي اساس عرقي مع فشل تأسيس جمهوريات علي اساس ديني كما انه سيؤدي الي فتح شهية الانفصال لغيرها من الاقليات. أصبحت منطقة كردستان العراق منذ عام 2005 كيانا اتحاديا ضمن حدود الدولة العراقية ولكن مع الاستفتاء المرتقب بات الاقليم قريب من ان يصبح دولة مستقلة بذاتها. يتواجد الاكراد في كل من العراق وسوريا وايرانوتركيا ويعني ذلك ان تلك الدول مهددة بالتقسيم اذا طالبت الاقلية الكردية بالانفصال في كل منها الامر الذي ينهي اتفاقية وخريطة "سايكس بيكو" التي رسمت عام 1916 ووضع المنطقة في واقع جديد فقد دعا مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العالم إلي الاعتراف بفشل سايكس بيكو التي رسمت حدود الشرق الاوسط وطالب باتفاق جديد يمهد الطريق لدولة كردية موضحا ان نظام "التعايش الاجباري" الذي فرضته الاتفاقية لم يعد يجدي. في حالة الموافقة الشعبية علي الاستفتاء وذهبت القيادات الكردية لإعلان الاستقلال فذلك يستوجب التعامل مع العديد من المشكلات الكبيرة والخطيرة خاصة في الداخل العراقي وما يتعلق بمصير محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها والحدود الجديدة للإقليم لكن الوضع بالنسبة لاقليم كردستان يبدو غامضا ويسير في طريق مجهول فبالرغم من أن الاستفتاء علي الاستقلال أصبح وشيكا إلا أن حكومة الاقليم لم تضع أية خطط ليوم واحد بعد النتيجة. أما علي المستوي الإقليمي فإن تركياوايران سيكون لهما مواقف مستجدة علي مستوي الامن والاقتصاد تجاه الدولة الوليدة علي حدودهما لأنهما بالطبع سينظران لتهديد امنهما القومي بسبب تأسيس هذه الدولة وفي مقابل ذلك فإنَّ الدولة الوليدة لن تحقق الحياة ما لم يكن لها استراتيجية وشراكات مع جيرانها كي تكون مستقرة ومتنامية. ويري محللون صينيون ان استفتاء كردستان سيزيد من هشاشة الوضع السياسي في منطقة الشرق الاوسط وسيمتد أثره الي عدة دول ليس فقط العراقوتركياوايران وسوريا فمن المتوقع - بحسب ما نقلت وكالة شينخوا الصينية للانباء عن المحللين - أن تؤدي نتيجة الاستفتاء في حالة الموافقة عليه إلي أضعاف الهوية الوطنية لدي الشعوب متعددة الاعراق والطوائف فمثلا أكراد تركيا سيتحركون نحو الاستقلال حال تأسيس الدولة شمال العراق وكذلك عرب الاهواز جنوبإيران لان الاستقلال عدوي مثل الثورات بين الدول المتجاورة. ولا يخفي علي احد ان الاستفتاء سيقوي شوكة الكيان الاسرائيلي في المنطقة بمساعدة القوي الدولية حيث من المتوقع ان يجر استقلال كردستان الشرق الاوسط إلي حرب استنزاف للموارد .وتأسيس مناطق رخوة جديدة . ومن الممكن أن تبدأ حروب تغذيها اسرائيل بعد انتهاء دور تنظيم داعش في تفتيت الدول. وعلي الجانب الايراني إذا أصبحت كردستان مستقلة فمن المرجح ان تقوم إيران بتقويض نشاط أي فرصة لنجاح الدولة وبما أن الأكراد العراقيين منقسمون إلي حد كبير فإن الحكومة الإيرانية يمكنها أن تستغل جشع بعض السياسيين العراقيين وخوف الآخرين لإجبارهم علي الوساطة بوصفهم وكلاء من طهران. كما انه من الممكن أن تستغل طهران الانقسامات داخل أسرة برزاني. خاصة وأن كردستان تتجه نحو جمهورية وراثية علي الطريقة السورية. ان حكومة إقليم كردستان تخادع نفسها إذا اعتقدت أن واشنطن سوف تزيد الانخراط في المنطقة من اجل الدفاع عنها حيث أن الولاياتالمتحدة سوف تتكيف في نهاية المطاف مع أي وضع جديد برغم معارضتها رسميا للاستفتاء وعند النظر الي ميزانية المصالح النفطية فهي تأتي لصالح دولة العراق مقارنة بكردستان وسيكون العراق أكثر ثراء في الموارد النفطية ولن يعاني من الصداع اللوجستي من كونه بلدا غير ساحلي. وبالنسبة للعراق ذاتها فإن ان هذه القضية تمس سيادتها وأرضها ووحدتها بعد ان أصبح بلد ممزق مبني علي القتل والدمار والكل يتهم الآخر بذلك فالشيعة تقول السنة والأكراد هم سبب المشاكل والكرد يقولون نفس القول ولابد من تنحية المصالح الشخصية من أجل المصلحة العليا للبلاد التي أوشكت علي الضياع. دبلوماسيون مصريون : الاستفتاء لن يتبعه اعلان استقلال الإقليم عن العراق التمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة و الحفاظ علي السيادة المخرج الوحيد من أزمات المنطقة كتبت سلوي عزب: الدبلوماسية المصرية لديها رأي آخر حول الأزمة يتمحور حول استحالة اعلان كردستان العراق الاستقلال وان الاستفتاء هو مجرد ورقة ضغط علي الحكومة المركزية في بغداد من اجل الحصول علي مكاسب مادية اكبر داخل الموازنة العراقية ومن اجل ضم البشمركة الي الجيش العراقي في الحصص والمميزات ولتحسين الظروف المعيشية لمواطني الاقليم . أكد السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية ان جوهر القضية اشار اليه الرئيس عبد الفتاح السيسي. خلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تمر بها المنطقة هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة. التي تعلي القانون والدستور وأن هذا المبدأ هو جوهر سياسة مصر الخارجية والأساس الذي تبني عليه مواقفها مشيرا الي ان هذه الكلمات تلخص رأي مصر والذي يرتكز علي الحفاظ علي الدولة الوطنية الموحدة و ان تكون تحت قيادة حكومة مركزية ويحميها الجيش الوطني وان لا يقوم اي فصيل او عرق بتهديد سيادة الدولة وامنها وان تكون دولة المواطنة والعالم كله يتعامل مع هذا الاساس ويتعامل مع النظام الفيدرالي تحت مبدأ حكومة واحدة وجيش موحد. واوضح خلاف ان استفتاء كردستان غير قانوني لانه ببساطة يخالف الدستور العراقي الذي وقعوا عليه وهو القانون الفيدرالي الذي يتم حكم العراق به حاليا . وقد تمت الموافقة علي الدستور في استفتاء أكتوبر 2005. ودخل حيز التنفيذ في عام 2006 ويعد الدستور الدائم الجديد للعراق وأول وثيقة قانونية تقرها جمعية تأسيسية منتخبة واستفتاء وطني منذ العام 1924 و حتي في الدستور السابق تم التوقيع علي نفس المبادئ موضحا ان عملية الاستفتاء داخل الاقليم هي محاولة انقلاب علي الدستور الذي وقعوا عليه ووافقوا علي الحكومة الفيدرالية بل وتم اختيار رئيس للعراق من اقليم كردستان في خطوة جيدة لاشعار الاقليات ان لها حقا في السلطة . واوضح ان هذا الاستفتاء به العديد من المثالب واولها التوقيت الذي يتم فيه اجراء الاستفتاء فالحكومة المركزية تواجه مخالب الارهاب ولم يتم تحرير كافة الاراضي العراقية من تنظيم داعش بالاضافة الي وجود اكثر من لاعب اقليمي يحاول التدخل في شئون العراق مثل تركياوايران ومن المؤكد انه فور اعلان نتيجة الاستفتاء سوف تقوم تركيا بمحاولة فرض ممارسات احتلالية و خاصة عند الحدود بحجة حماية الدولة التركية من مخاطر الاكراد ومن اجل منع اكراد تركيا من الانضمام الي كردستان العراق وسوف تقوم ايران بممارسات مشابهة وبنفس الحجة عدم ضم اكراد ايران الي منطقة كردستان . وقال ان السياسيين في كردستان لا يبتغون اعلان الدولة الكردية ويريدون الضغط علي الحكومة المركزية برئاسة حيدر العبادي لانهم يرون خللا في الموازنة العراقية وانه لايتم دعم الاقليم ماديا وانه يتم حرمان القوات الكردية " البشمركة " من المميزات التي يحصل عليها افراد الجيش العراقي وان جباية الضرائب مبالغ فيها داخل الاقليم لصالح الحكومة المركزية مضيفا الي ان الاستفتاء لن تكون نتيجته اعلان الدولة الكردية و انما هي ورقة ضغط من اجل التفاوض مع الحكومة العراقية للحصول علي مكاسب مادية للاقليم وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين ومناصب ادارية داخل العراق . وتوقع السفير هاني خلاف ان الاستفتاء سوف يليه عقد العديد من جلسات المفاوضات بين الحكومة المركزية في بغداد واربيل وان الاستفتاء ليس المقصود منه اعلان استقلال الدولة الكردستانية و انما لتحسين اوراق التفاوض مع الحكومة المركزية حول قيمة الضرائب المفروضة عليهم ومرتبات البشمركة وكيفية الصرف علي الاقليم داخل الموازنة العامة وغيرها من التفاصيل . وقال ان موقف مصر ثابت من هذه القضايا حيث اننا لا نقبل بأن تمارس الاقليات ما يضر بوحدة وتماسك الدولة وان تكون الدولة دولة المواطنة والعالم كله يتعامل مع هذا المفهوم والنظام الفيدرالي موجود ولاغبار عليه اذا اتفق عليه كافة الاطراف ولكن الانقلاب عليه بطلب الاستفتاء فهو الامر غير المنطقي والافضل الابقاء عليه مع تحسينه مشيرا الي ان المخاطر التي تداهم اقليم كردستان كبيرة وخاصة من قبل تركياوايران . واكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الاسبق ان عملية الاستفتاء غير شرعية و تقوم علي سياسة فرض الامر الواقع ولا توجد مرجعية تستند عليها الا سياسة فرض القوة وهي خطوة لا يوجد لها اساس في القانون الدولي خاصة وانهم وقعوا علي دستور العراق ووافقوا علي النظام الفيدرالي وفكرة الاستفتاء لا تعني اي شئ و مجرد خطوة من اجل الضغط علي الحكومة المركزية مشيرا الي ان الاكراد في اقليم كردستان لديهم المعرفة الكبيرة بمخاطر الاستقلال وانهم افضل حالا لوجودهم داخل كيان كبير وتتمثل هذه المخاطر في تركياوايران حيث انه من السهل احتلالها والوصول الي مصير مظلم ولكنها داخل السيادة العراقية لايستطيع الاقتراب منها لان الجيش العراقي سوف يتصدي لاي قوة محتلة ولا اعتقد ان الكرد فشلوا في فهم هذا المنطق البسيط ولكن ما يحدث هي لعبة سياسية بين بغداد اربيل . وقال ان كل الضجة التي احاطت بهذا الاستفتاء وخاصة من قبل تركياوايران لوجود مخاوف لديهم من محاولة الاكراد الانضمام الي كردستان و الانفصال عنهم وليس لدينا هذه المخاوف من وجود حركات انفصالية لاننا دولة معاصرة ولاتوجد لدينا نزعات قبلية او عرقية مضيفا الي ان هذا الملف لن يتمدد الي اكثر من الحديث عن الاستفتاء ولن يتم اعلان كردستان دولة مستقلة .