الدولار اليوم.. أسعار العملات الأجنبية في البنك الأهلي وموقف السوق السوداء الثلاثاء 16-4-2024    أسعار الدواجن والبيض الثلاثاء 16 أبريل 2024    إسكان النواب: قبول التصالح على مخالفات البناء حتى تاريخ المسح الجوي 15 أكتوبر 2023    نتنياهو يطلب من الجيش تحديد أهداف المنشآت النووية الإيرانية    تحرك برلماني ضد المخابز بسبب سعر رغيف العيش: تحذير شديد اللجهة    هل هناك خطة للانتهاء من تخفيف أحمال الكهرباء.. الحكومة توضح    أبرزها عيد العمال.. مواعيد الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024    ملك الأردن يحذر من خطورة دخول المنطقة في دوامات عنف جديدة    ضرب وشتيمة.. مشاجرة عنيفة داخل برلمان أوروبي بسبب مشروع قانون    لحظات مرعبة.. تعرض كاهن للطعن على يد مجهول بكنيسة في سيدني |فيديو    تعليق محمد هنيدي على فوز الزمالك بلقاء القمة في الدوري الممتاز    عاصفة خماسينية.. بيان مهم بشأن الطقس غدا الأربعاء: «أحكموا غلق النوافذ»    مراجعات الثانوية العامة 2024.. راجع مادة التاريخ للصف الثالث الثانوي    فيلم السرب يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرح البرومو    ننشر حصاد مديرية الصحة بالمنوفية خلال عيد الفطر | صور    الاتحاد المصري لطلاب صيدلة الإسكندرية يطلقون حملة للتبرع بالدم    خبير تحكيمي: كريم نيدفيد استحق بطاقة حمراء في مباراة القمة.. وهذا القرار أنقذ إبراهيم نور الدين من ورطة    «حلم جيل بأكمله».. لميس الحديدي عن رحيل شيرين سيف النصر    أحمد كريمة: من يتعاطى مسكرا ويرتكب جريمة يعاقب كغير السكران (فيديو)    رضا عبد العال يكشف مفاجأة مثيرة بعد خسارة الأهلي في القمة    الهلال ضد العين في دوري أبطال آسيا.. الموعد والقنوات الناقلة    خالد الصاوي: بختار أعمالى بعناية من خلال التعاون مع مخرجين وكتاب مميزين    مواقيت الصلاة في محافظات مصر اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024    كيلو اللحمة البلدي سيصل 350 جنيها.. ومتوقع تراجعها قيل عيد الأضحى| تفاصيل    19 أبريل.. تامر حسني يحيي حفلاً غنائيًا في القاهرة الجديدة    تفاصيل إعداد وزارة التعليم العالي محتوى جامعي تعليمي توعوي بخطورة الإنترنت    إبراهيم نور الدين يكشف حقيقة اعتزاله التحكيم عقب مباراة الأهلى والزمالك    حسن مصطفى: أخطاء كولر والدفاع وراء خسارة الأهلي أمام الزمالك    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    خالد الصاوي: مصر ثالث أهم دولة تنتج سينما تشاهد خارج حدودها (فيديو)    "كنت عايز أرتاح وأبعد شوية".. محمد رمضان يكشف سبب غيابه عن دراما رمضان 2024    هل نقدم الساعة فى التوقيت الصيفي أم لا.. التفاصيل كاملة    بايدن يؤكد سعي واشنطن لتحقيق صفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة    جمارك مطار القاهرة تحرر 55 محضر تهرب جمركي خلال شهر مارس 2024    هيئة الدواء المصرية توجه نصائح مهمة لانقاص الوزن.. تعرف عليها    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    مع اقتراب عيد الأضحى.. الإفتاء توضح شروط الأضحية والعيوب الواجب تجنبها    الاستعلام عن صحة 4 أشخاص أصيبوا في انقلاب أتوبيس بأوسيم    طرح برومو فيلم السرب تمهيدا لعرضه قريبا    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة بلاك بول الدولية للإسكواش    بعد نحو عام من الصراع.. مؤتمر باريس يجمع 2 مليار يورو للسودان    وزير خارجية إيران: طهران تستطيع تنفيذ عملية أوسع ضد إسرائيل    نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني    رئيس تحرير «الأهرام»: لدينا حساب على «التيك توك» لمخاطبة هذه الشريحة.. فيديو    خبير تعليمي: عقد مراجعات نهائية للطلاب يعمل على استعادة المدرسة لدورها التربوي    رئيس مجلس إدارة «الأخبار»: ملف التعيينات مطروح مع «الوطنية للصحافة»    برج الجوزاء.. حظك اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024: انتبه لنفقاتك    رئيس تحرير "الجمهورية": لا يمكن الاستغناء عن الأجيال الجديدة من الصحفيين.. فيديو    ضبط شاب تعدى على شخص بسلاح أبيض فى بنى عبيد بالدقهلية    الإعدام لمتهم بقتل شخص بمركز أخميم فى سوهاج بسبب خلافات بينهما    تكريم 600 من حفظة القرآن الكريم بقرية تزمنت الشرقية فى بنى سويف    لماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها    اليوم.. فتح باب التقديم للمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2024 / 2025    اليوم.. جلسة النطق بالحكم على المتهمين بقتل سائق توك توك فى الدقهلية    خطوات إضافة تابع في حساب المواطن 1445    لست البيت.. طريقة تحضير كيكة الطاسة الإسفنجية بالشوكولاتة    تعرف على جهود مستشفيات المنوفية في عيد الفطر    تجديد اعتماد المركز الدولي لتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة المنوفية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكري الهجرة النبوية
الهجرة إلي مكارم الأخلاق.. الانطلاق الكبري للإسلام
نشر في الجمهورية يوم 22 - 09 - 2017

تمثل الهجرة النبوية الانطلاقة الكبري للاسلام الي العالمية بعد أن حوصر في مكة ثلاثة عشر عاما كما كشفت دعايات المشركين ضد الاسلام والنبي واعادت الهيبة للدولة الجديدة والندية في التعامل مع الاخرين كما تذكرنا بضرورة الهجرة مما آلت إليه اخلاقنا الي مكارم الاخلاق والتي جاء النبي ليتممها وبني دولته علي قواعدها.
يري المفكر الدكتور طه حبيشي الاستاذ بجامعة الازهر ان الهجرة كانت علاقة فاصلة بين عصرين فيقول: ان اهم ما يميز سمة العصر الاول ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يعيش بعد البعثة في مكة بصفته نبي فقط يتلقي الوحي ويبلغه للناس ويشرف علي تطبيقه.. وهذه شخصية النبي في مكة فكل ما يقوله يعتبر تشريعا لايجوز الاجتهاد فيه او تغييره أو تبديله في أي مجال سواء ما يتناوله البعث او النبوة أو العقيدة أو التشريع أو تاريخ الأمم السابقة أو الانبياء اما العصر الثاني بعد الهجرة فقد اضيف الي النبي صلي الله عليه وسلم صفة رئيس الدولة أو السياسي ومؤسس الدولة فالنبي صلي الله عليه وسلم سياسي يحكم دولة منبثقة عن امه والدولة تحتاج قرارات عصرية تناسب زمانها وتوازن بين ظروفها وعلاقاتها بمن حولها فالنبي هنا يتلقي وحيا يبلغه وفي الوقت ذاته مسئول سياسي وهو ما تناوله العلماء المسلمين بعد ذلك فيما سموه الاحكام السلطانية والتي كتب فيها المواردي بل كتب فيها كل علماء المذاهب الفقهية.. وبينوا ان هذه الاحكام تتغير بمنطق رئيس الدولة ورؤيته للمتغيرات التي تحقق لامته العيش بين مختلفين يحتاج الي ندية وهيبة وهما امران حرص الرسول صلوات الله وسلامه عليه ان بعليهما في بناء دولته في المدينة.
ويضيف الدكتور حبيشي ان المتأمل في بناء الامم واستمراريتها بين الامم المختلفة يدرك انها تحتاج الي عاملي الهيئة والندية لان عدم التعامل بندية معناه التبعية للاخرين واذا سقطت الهيبة من دولة طمع فيها الاخرون واجترءوا عليها.
واذا عرفنا ان رسول الله صلي الله عليه وسلم في هجرته كانت قريش قد اسقطت عنه الهيبة بما فعلته معه واسقطت عنه الندية وهو ما حرصت رسول الله صلي الله عليه وسلم الي بنائه في المدينة فكانت غزوة بدر التي سميت غزوة الفرقان لانها صارت فارقا بين عصرين مختلفين بالنسبة لتوازن القوي بين المسلمين والمشركين وكان تأكيدا لوجود دولة جديدة لايجوز لاي قوة الاستهانة بها بعد ان هزمت قريش هزيمة منكرة كما انها كانت بداية للفت انظار القوي المختلفة في الجزيرة العربية للمسلمين.
وقال : إننا إذا تأملنا نظرة النبي صلوات الله وسلامه عليه الي هذه المعركة نجدها في دعوته لله سبحانه وتعالي قبيل المعركة بقوله: ان تهلك هذه العصابة فلن تعيد في الارض ابدا وقوله فلن تعيد في الارض اشارة الي ان المشركين لن يمكنوا احدا من عبادة الله بعد ذلك كما ان المتحاربين من المؤمنين كانوا يمثلون النواه للأمة الجديدة وهي آخر الامم التي تحمل آخر الرسالات والقضاء عليها معناه القضاء علي حمله آخر رسالة.
اذن فمعركة بدر اعادت الهيبة المطلوبة للدولة الجديدة.
ويقول الدكتور حبيشي اما الندية التي حرص الرسول صلوات الله وسلامه عليه علي تأكيدها فإننا نجد ان قريشا ظلت تتعامل معه باستعلاء شديد وترفض الاعتراف به كقوة جديدة في الجزيرة العربية بل انها ترفض الجلوس معه في تفاوض وعندما اضطرت للتفاوض معه قبل صلح الحديبية ارسلت اليه ممثلين لهم ليسوا من قريش وكانوا يعودون اليهم متغيرين فكريا وبصورة ذهنية جديدة عن الرسول صلي الله عليه وسلم كانت تنتقص من رصيد القرشيين اي انهم كانوا يعيشون العد التنازلي لهم حتي ارسلوا اليه سهيل بن عمرو في الحديبية الذي قال عن عملية التفاوض انه لم يندم علي لحظة في حياته سوي هذه اللحظة التي كان يحرص فيها سهيل ان يتعامل مع الرسول باستعلاء لكن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يرده الي الندية.
ويقول ان صناعة الندية للدولة الجديدة بدأت منذ لحظة اضطرار القرشيين الي التفاوض والجلوس مع رسول الله علي مائدة واحدة وان صح هذا التعبير فكانت العمرة التي لم يعتمرها الرسول صلي الله عليه وسلم كانت عمرة القضية وليست عمرة القضاء ومن يقرأ الايات التي تحدثت عن الفتح يعرف انها تتحدث عن عدم دخول المسجد عن الفتح يعرف انها تتحدث عن عدم دخول المسجد الحرام في هذه السنة حيث يقول تعالي: "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لاتخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا".
ويضيف الدكتور حبيشي: ان وصول النبي الي صلح الحديبية كانت الدولة قد اكتملت فلم يعد هناك قبيله عربية تستجيب لقريش ضد النبي صلي الله عليه وسلم كما كانت تستمع اليها قبل ذلك اما أهم النتائج فتمثلت في عدم التفات الرسول الي الفرح بالنصر في المعاهدة وانما بدأ يدرس خريطة المنطقة وطرقها التي قد يأتي اليه العدو من قبلها فارسل بالسرايا لفحص هذه الطرق حتي لايفاجئه عدو علي غرة من المسلمين.
اما الشيخ علاء ابوالعزايم فيري ان الهجرة النبوية المشرفة كانت بمثابة الانطلاق بالدين من الضيق والحصار الي السعة ومن الصبر علي البلاء الي المقاومة والمواجهة والنصر ايضا والانتشار بامان والدعوة من خلال خطط مدروسة آمنة وقادرة علي الاقناع بشجاعة الواثقين واشار الي ان المتأمل في الهجرة يكتشف ان المشتركين كانوا علي يقين من صدق النبي لذا فقد كانوا مدركين ان خروجه من حصارهم معناه الانطلاق الي العالم أجمع بل معناه انه سيكشف للجزيرة العربية كله اكاذيبهم وشائعاتهم حوله وبلغت الشيخ علاء ابوالعزايم النظر الي عامل مهم لعبة اليهود دون ان يقصدوا في سرعة انتشار الدعوة بين اهل المدينة قبل ان يذهب اليها النبي ولمجرد انه التقي وفودا منهم اثناء الحج اما هذا العامل فتمثل في تبشير اليهود بمجئ نبي هو نبي آخر الزمان ووعيدهم لاهل المدينة من الاوس والخزرج بانهم سيقتلونهم تحت راية هذا النبي قتل عاد وابرم وكانوا يؤكدون ان زمان قد حل وكانوا متأكدين انه سيكون منهم ومن المؤكد ان اهل المدينة كانوا يترقبون تحقيق هذه النبوءة فلما التقوا بالنبي وعرفوا صفاته التي كان اليهود يحدقونهم بها آمنوا به فورا لان الخلفية الفكرية عنه موجودة وبالتالي سارعوا الي الايمان به لذلك لم يمر وقت طويل علي وصول عمار بن ياسر الي المدينة داعية من قبل النبي حتي آمن اغلب أهل المدينة.
يقول : اننا في حاجة الي هجرة جديدة تتمثل في ثورة علي الاخلاق السيئة التي كلفت مجتمعاتنا الكثير بحيث تهاجر من هذه الرذائل الي اخلاق وقيم النبي صلوات الله وسلامه عليهم هذه السجايا التي أكد النبي انه جاء لاتمامها في قوله صلي الله عليه وسلم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق.
د.الشحات الجندي: لايجوز هجرة الوطن .. إلا للضرورة
أكد الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الاسلامية والاستاذ بجامعة حلوان يقول: ان حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا هجرة بعد الفتح" يقرر حقيقة اسلامية وهي أن هجرة المسلم وتركه لوطنه لايكون الا لأمر يمثل ضرورة من حياة الانسان المسلم. أما اذا لم توجد الضرورة فلا هجرة. لأن الضرورات تبيح المحظورات إذن فلا يجوز ترك الوطن وذلك بموجب الولاء والانتماء الذي يجب علي المسلم تجاه وطنه ودينه. وبالتالي فإن هجرة المسلمين مع رسول الله صلي الله عليه وسلم أو في زمنه.
إنما كانت أمر يتعلق بانقاذ المسلمين والحفاظ علي دينهم في مواجهة الطاغوت الذي كان يمارسه مشركو قريش وهذا ما حدث في هجرة بعض المسلمين الي الحبشة "الهجرة - الأولي - والثانية" عندما أذن الرسول صلي الله عليه وسلم لبعض لصحابته الذين تعرضوا للايذاء والتضييق عليهم حتي أمر لهم بالهجرة فرارا من بطش مشركي مكة حيث قال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ان فيها ملكا لايظلم عنده أحد - وكان يقصد النجاشي وقد كانت هذه الهجرة فاتحة خير للمسلمين والاسلام.
اضاف د. الجندي ان الهجرة للمدينة المنورة انما كانت بعد ان أراد المشركين وأد الدعوة الاسلامية واضطهاد المسلمين في كل مكان كما حاولوا قتل الرسول صلي الله عليه وسلم وبذلك اذن الله تعالي لحبيبه صلي الله عليه وسلم بالهجرة الي المدينة المنورة وكان قد سبق الهجرة تهيئة لأهل المدينة بعد ان دخلوا في دين الله أفواجا - أي دين الاسلام - الدين الجديد وقد نصر أهل المدينة النبي صلي الله عليه وسلم واصحابه الذين تركوا ديارهم وأموالهم من أجل نصرة دين الله وعندما استوطنوا المدينة اصبحت وطنا لهم.. ومن هنا كانت الهجرة نقطة تحول في التاريخ الاسلامي علي كل المستويات دينيا واجتماعيا واقتصاديا فأصبح للمسلمين وطن ودخل الناس في دين الله أفواجا وتم الاعتراف بالدين الاسلامي والدولة الاسلامية الناشئة.
وقال د. الجندي ان الرسول صلي الله عليه وسلم أوصي المسلمين بالحفاظ علي هذا الكيان الجديد وان يدافعوا عنه لانه الدين الخاتم من اجل استقرار الوطن الجديد.
وقد علم الرسول صلي الله عليه وسلم المسلمين عليهم أهمية الحفاظ الوطن الجديد وبذلك قال صلي الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية - أي بعد فتح مكة وانتشار الدين وثيات الدولة وتوطيد أركانها والحديث يقرر عدم جواز ان يترك المسلمون وطنهم وان يأخذوا الحماية من أوطانهم والا يتركوا أوطانهم الي أوطان أخري ليكونوا بمثابة معول هدم كما هو حادث هذه الايام من خوارج العصر الذين اتخذوا من الهجرة مبرر لهم للخروج علي أوطانهم والاساءة الي شعبها وهذا يتعارض مع الانتماء والولاء الذي أشار اليه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فأولي بهؤلاء المنشقين والخارجين علي أوطانهم والذي تعاني منهم مصر وبعض الأقطان العربية والاسلامية أن يتأسوا ويقتدوا بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وأن يكونوا عونا لأوطانهم ومدافعين عنه بدلا من أن يكونوا شوكة في ظهره.
تعاليم الإسلام.. دستور يتبني المواطنة
أقامت دولة التكافل.. وقضت علي الطبقية .. دعت إلي قيم الحرية والمساواة والعدالة
عبدالعزيز السيد
كيف أقام النبي صلي الله عليه وسلم دولة المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية من مجتمع متعدد العرقيات والأديان والتوجهات يهود ووثن ومسلمين.
الدكتور محمد أبوليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر يقول إن بناء الأمة سابق علي بناء الدولة ولذلك جاءت كل التشريعات الخاصة بالمواطنة في مرحلة سابقة للمدينة المنورة فلم يكن في مكة صيام ولا زكاة وغير ذلك وإنما كان ذلك كله في المدينة المنورة بعد هجرة المصطفي صلي الله عليه وسلم وأصحابه حيث بنيت الدولة وكتب دستورها وهو أول دستور في العالم كله يؤسس للمواطنة والتعددية والتسامح والتعاون مع الآخر واعتبار الكل نسيجاً واحداً.
حيث أقام الرسول صلي الله عليه وسلم دولة من مجتمع متعدد العرقيات والأديان والتوجهات اليهود بكل توجهاتهم وأطيافهم بنوقينقاع وبنو النضير وبنو قرنطة والمسيحيين والوثنيين والمسلمين المهاجرين وأهل المدينة من الأوس والخزرج ورغم ذلك واجه المنافقين الذين مردوا علي النفاق ليحمي الدولة منهم وأصبح الجميع منها سواء في الحقوق والواجبات دون تفرقة بين أحد.
وأضاف د.أبوليلة أن النظر إلي كلمة أمة لا تعني المسلمين فقط وإنما تعني كل ما يعيش علي أرض المسلمين أو المجتمع ولذلك نصت وثيقة المدينة علي أن اليهود أمة مع المسلمين ثم بعد هذا ألحقت أديان وعرقيات أخري لهذه الدولة الإسلامية.
وقال د.أبوليلة إن دولة الإسلام اتسعت لتضم الجنسيات القريبة والبعيدة في مكة والمدينة وسوريا والعراق ومصر وفارس والهند وبلاد المغرب العربي فكل هؤلاء يستظلون بظل الدولة الإسلامية رغم أنهم من عرقيات مختلفة وأديان مختلفة وينتشرون علي أرضية واسعة.
وأشار د.أبوليلة إلي أنه عندما يزور البلاد الإسلامية والأوروبية مثل كوسوفو والبوسنة والهرسك وبنجلاديش وماليزيا وأندونيسيا يشعر بحب المسلمين في هذه البلدان وغيرها لمصر والأزهر الشريف والسبب هو الإسلام الثابت علي الحق رغم المؤامرات والمكائد بل إنه يزداد قوة ويزداد الشعور نحو الأمة الإسلامية دائماً.
إن الإيمان واسع ويتسع للجميع والإسلام هو قلب الإيمان بالنسبة للمسلم جاء بالتيسير وبرفع الحرج وبالتسامح والعدل والآخاء والمساواة بين البشر بحكم الخلق والأخوة الإنسانية وليس علي قاعدة المصالح أو اللون أو الطبقية أو الطائفية.. فإذا انحرف المجتمع عن العدل وإقصاء المخالفين في العقيدة أو التراث فإن هذا مجتمع متهالك يسعي إلي السقوط.. ومن أراد دولة نموذجية مثالية فيها كل العرقيات والأطياف والأديان والتوجهات وما أكثرها في وقتنا المعاصر فليتأسي بدولة المدينة الإسلامية التي أسسها ووضع دستورها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أقام دولة العدل والحرية والتعددية لقوله تعالي "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً".
أما الدكتور محمد فوزي عبدالحي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر يقول إن الهجرة مأخوذة من مادة هاجر وهي الانتقال من مكان إلي آخر لتحقيق هدف أو أهداف عدة اجتماعية أو اقتصادية أو دينية أو جميعها والهجرة كما ثبت من تاريخ الأمم من أعظم التصرفات الإنسانية التي تقود إلي النهوض وتحقيق الإنجازات علي المستويين الفردي والجماعي.
وقد قامت دولة المدينة علي أكتاف المهاجرين ولعل أعظم برهان علي ذلك أيضاً في العصر الحديث ما أسسه المهاجرون الغربيون من دول عظمي تقود العالم لعل أعظمها أمريكا وكندا واستراليا وكلها دول قامت علي أكتاف المهاجرين من أوروبا وهناك سر نفسي في توجه المهاجر وفعل الهجرة وهو خروج المرء بخبراته وماضيه وتاريخه وانسلاقه عن كيانه القائم مما يولد رغبة قوية في بناء كيان أعظم باستثمار خبرات الماضي وتجنب أخطاء الماضي أيضاً في الوطن الجديد كما أن هناك عاملاً اجتماعياً مهماً وهو عدم بروز قيادات تاريخية أو عائلات ذات سلطة أو جاه نتشبث بها في أرض المهجر والغالبية العظمي من المهاجرين مستعدين للأفكار الجديدة والحياة الجديدة والمهام والوظائف الجديدة دون إرث من عصبية أو قبلية أو تشوهات نفسية توارثتها الأحفاد عن الآباء والأجداد وهذا من أسرار دولة النبي في المدينة.
وأضاف د.فوزي أن النبي صلي الله عليه وسلم بعد هجرته إلي المدينة المنورة استطاع أن يعيد صياغة الحياة الاجتماعية في المدينة ويعيد توزيع الأدوار بين المهاجرين والأنصار ليعطي كل واحد منهم الدور الذي يليق به خدمة للدين والدولة الجديدة وهذا من أكبر العوامل التي تساعد علي بناء نهضة الأمم وهو استعداد الجميع لخدمة الدولة وفق رؤية القيادة الرشيدة.. استطاع النبي صلي الله عليه وسلم أن يقيم العلاقات مع جيرانه من اليهود وفق اعتبارات الاحترام المشترك والحقوق المتساوية والعادلة لذلك صارت دولة المدينة ملجأ لكل الراغبين في التعايش السلمي والبناء الحقيقي في جزيرة العرب وما حولها ونحن اليوم مدعون جميعاً إلي استلهام معني الهجرة وتفهم مقاصد الهجرة واستدعاء طاقة المهاجرين في مساغينا الحثيثة لبناء دولتنا الجديدة وحضارتنا الناهضة ولعل ذلك يمكن في النقاط التالية:
أولاً: الخروج عن تقليد الآباء بالاستقرار في مكان الولادة حتي الوفاء بأن نخرج إلي الصحاري ننشر فيها المصانع والمزارع ونؤسس فيها حواضرنا الجديدة التي يمكن أن تغير مستقبل أولادنا إلي ما فيه صلاحيتهم ورفاهيتهم.
ثانياً: الاستعداد التام لخدمة وطننا في كل المواقع بتفان وإخلاص سواء كنا في القيادة أم جنوداً في مؤخرة جيوش العاملين من أجل نهضة أوطانهم.
ثالثاً: إحياء عقيدة الاخاء لنشر المودة والتكافل التي زرع أصولها عقد المؤخاة بين المهاجرين والأنصار وذلك لنتغلب علي الفروق الطبقية والبغضاء الاجتماعية التي تفرق بين أبناء المجتمع الواحد وتزرع بينهم التقاطع والتدابر.
رابعاً: قبول الأفكار الجديدة التي ثبت صلاحها ونفعها في بناء الأمم والحضارات المعاصرة وخاصة قيم الحرية والمساواة والعدالة ومبادئ المواطنة والحقوق المتساوية والتداول السلمي للسلطة واستقلال السلطات تحت احترام قيم العلم والحريات العامة وحرية المعتقد وحرية الدين وغيرها من المبادئ السامية التي تحكم العالم في العصر الحديث.
حديث نادر للشعراوي بالقناة الأولي بمناسبة الهجرة
تقدم القناة الأولي عقب صلاة الجمعة اليوم حديثاً نادراً للشيخ محمد متولي الشعراوي يذاع لأول مرة بمناسبة استقبال العام الهجري الجديد.
قال الإعلامي عبدالعزيز عمران مدير عام الإذاعات الخارجية التراث الديني بالتليفزيون المصري والعربي ل "الجمهورية" ان هذا الحديث النادر تم تسجيله في برنامج "كنوز من تراثنا الإسلامي" وسيفاجأ الجمهور في هذه الحلقة بظهور الإمام الشعراوي وهو يرتدي العمامة الأزهرية حيث كان يشغل منصب وزير الأوقاف إبان تلك الفترة وبين الحضور فضيلة الإمام الشيخ الدكتور عبدالعليم محمود شيخ الجامع الأزهر في هذا التوقيت.
أضاف عمران ان القناة الأولي ستذيع في الثانية بعد الظهر حديثاً نادرا للدكتور أبوالوفا التفتازاني بمنسابة احتفال الطرق الصوفية بالعام الهجري في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
البرنامج من إعداد وإخراج عبدالعزيز عمران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.