الوجبة المدرسية صداع في رأس الحكومة والأسرة كل عام.. أوقفت صرفها وتوزيعها علي التلاميذ منذ شهر مارس الماضي بعد الاشتباه في تسمم ما يقرب من 10 آلاف تلميذ خلال العام الدراسي الماضي.. لتعلن الحكومة بعدها الحرب علي فساد التغذية المدرسية ومراجعة مراحل هذه المنظومة التي تخضع لإشراف عدد من الوزارات وأنواع هذه الوجبات التي توزع علي 10 ملايين تلميذ يومياً في المدارس. وأخيراً وضعت الحكومة يدها علي نقاط الضعف والسلبيات.. وفي سبيل إصلاحها أطلقت منظومة جديدة للتغذية المدرسة أكثر انضباطاً وشفافية وكفاءة حسب تصريحات غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي التي قامت بالدور التنسيقي بين الوزارات المعنية والشركات الكبري لتطوير الوجبة المدرسية وفقاً لمعايير وضعها المركز القومي للتغذية.. في الوقت الذي رصدت فيه وزارة المالية ملياراً و100 مليون جنيه للتغذية المدرسية للعام الدراسي الجديد. الوجب الجديدة التي سيتم توزيعها علي التلاميذ بدءاً من أكتوبر القادم.. اتخذت وزارة التربية والتعليم عدداً من الضوابط لتقديمها بحيث تكون خالية من أي مشكلات أو سلبيات. وكشفت رائدة حلاوة رئيس الإدارة المركزية للتسرب التعليمي والمشرفة علي برنامج التغذية المدرسية بالوزارة انه تم التنسيق بين الوزارة وعدة جهات حكومة للإشراف علي سلامة الوجبة وإنتاجها منها الصحة والتضامن والتموين وبعض الجهات الأخري إضافة إلي المتابعة الكاملة والمستمرة من مجلس الوزارة. والجديد هذا العام كما تقول رئيس الإدارة المركزية للتسرب التعليمي إلغاء الوجبة الجافة وهي الجبنة والعيش والتي حدثت مشكلات بسببها العام الماضي واستبدالها بوجبة تحتوي بسكويت 50 جراماً محسن لتلاميذ رياض الأطفال و80 جراماً لطلاب المرحلة الابتدائية واستبدال الوجبة الجافة بقطعة باتيه 50 جراماً سادة وباتيه بالجبنة وقطعة حلاوة وأيضاً فطيرة بالعجوة مع الاستمرار في توزيع الوجبة المطهية لطلاب المدارس الداخلية.. موضحة ان الوجبة تستهدف تلاميذ مرحلة رياض الأطفال والمرحل الابتدائية ومدارس التعليم المجتمعي. واما عن إنتاج الوجبة المدرسية تؤكد ان الوزارة لأول مرة قررت ان يكون هناك عقد موحد وكراسة شروط لجميع الموردين علي مستوي الجمهورية مع تحويل المناقصة من عامة إلي محدودة يشارك فيها فقط قرابة 35 مورداً علي مستوي الجمهورية.. مشيرة إلي أن قرار مجلس الوزراء بشأن إجراء مناقصة محدودة فقط وطبقاً للقانون وان العقد وكراسة الشروط تم مراجعة بنودهما من قبل المختصين في وزارات التربية والتعليم والتعليم الفني ومجلس الوزراء والتضامن وأن المحافظين سوف يوقعون علي عقود التوريد. تضيف انه لأول مرة سيتم مراجعة مواصفات الوجبة المدرسية من قبل هيئة سلامة الغذاء كما أن إنتاج الوجبة يتم وفق مواصفات المركز القومي للتغذية ولأول مرة أيضاً قررت الوزارة مع تخزين الوجبة المدرسية سيكون التوريد يوماً بيوم وبالتالي سوف يتم اختيار كبري الشركات لتكون قادرة علي التوريد بشكل يومي. أوضحت فريدة مجاهدة وكيل أول الوزارة ومدير مديرية تعليم القاهرة أنه تم إجراء المناقصة الخاصة بالمدارس الداخلية بالقاهرة واستمرار عمل الوجبات "المطهية" بالمديرية. في الجيزة أكدت الهام إبراهيم وكيلة وزارة التربية والتعليم علي الالتزام بالتعليمات الوزارية بشأن التغذية المدرسية ومع تخزين الوجبة المدرسية وإلغاء الوجبة الجافة وتتضمن بسكويت محسن لتلاميذ لرياض الأطفال وطلاب المرحلة الابتدائية واستبدال الوجبة الجافة بقطعة باتيه سادة وبالجبنة وقطعة حلاوة وفطيرة بالعجوة والاستمرار في توزيع الوجبة المطهية لطلاب المدارس الداخلية. أما خبراء التربية والمناهج فيؤكدون أهمية الوجبة المدرسية للتلاميذ.. وأن الهدف العام من التغذية في المدارس هو توفير وجبة غذائية صحية وسليمة تساعد علي اشباع الأطفال ومساعدتهم علي التركيز أثناء اليوم الدراسي ومنع التسريب. فيقول د. مصطفي حسين وكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب ان المشكلة الأساسية ليست في ان الوجبة جافة أو غير جافة ولكن عمليات نقل الوجبات المدرسية قد يحدث خلالها تلوث للوجبة مشيراً ان بعض المطاعم الشهيرة تحتوي علي وجبات فاسدة فماذا عن وجبات يتم توزيعها علي ملايين الطلاب علي مستوي الجمهورية. قال د. سلامة عبدالعظيم أستاذ بكلية تربية ببنها إنه يجب جذب الطلاب للمدارس قبل التفكير في توزيع وجبات غذائية عليهم موضحاً انه في حالة نفور الطلاب من المدرسة فلمن سيتم تسليم الوجبة وهل سيتم إعادتها مرة أخري أم توزع علي العاملين بالمدرسة حيث انه في كل الاحوال هذا يعتبر اهدار مال عام. تساءل عن مدي مساواة قيمة الوجبات التي توزع بالمناطق النائية والمدن الجديدة مشيراً انه من الافضل توزيع الوجبات المدرسية علي طلاب المناطق الفقيرة فقط لانهم الأكثر احتياجاً لها حيث ان الطالب المقيم في الاماكن الراقية لا يهتم بالوجبة المدرسية. روح الإنتماء يؤكد الدكتور محمد سكر ان عميد تربية الفيوم الأسبق ان الوجبة المدرسية مهمة وتغرس روح الانتماء لدي التلاميذ الذين يشعرون باهتمام الدولة بهم مشدداً علي أهمية ان تكون الوجبة مفيدة غذائياً وصحياً وتخضع للكشف الطبي الدقيق لتجنب "المصائب" التي عاني منها التلاميذ في السنوات الماضية. ويتابع: ان انتشار فساد الذمم بين الكثير من المواطنين يحتم ضرورة اهتمام الدولة بالوجبة المدرسية ومتابعتها لتكون صحية وآمنة مشيراً إلي ان استمرار تقديم الوجبة المدرسية أمر طبيعي ولكن لابد ان لها تكون هي الوسيلة الوحيدة لجذب التلاميذ وحضورهم. ويطالب عميد تربية الفيوم بمعاقبة كل من يسيء إلي الوجبة المدرسية سواء بالاهمال في سلامتها أو بسرقتها.